وضعت المديرية العامة للحماية المدنية، برنامجا خاصا بموسم الاصطياف للسنة الجارية، من خلال تسخير 10 آلاف عون موسمي على مستوى 415 شاطئ مسموحة فيها السباحة، حيث أكد المكلف بالإعلام بالمديرية النقيب نسيم برناوي ل "المساء"، أن الهدف من ذلك هو التقليل من نسبة الوفيات، لا سيما بعد تسجيل 257 غريق في صائفة العام الماضي. أكد برناوي أن السنة الماضية كانت استثنائية، تم فيها تسجيل 36 ألف تدخّل لأعوان ومصالح الحماية المدنية على مستوى الشواطئ المسموحة فيها السباحة. وتم إنقاذ ما يفوق 25 ألف شخص من الموت الحقيقي، مشيرا إلى أن حصيلة الوفيات بلغت 95 وفاة بالشواطئ المسموحة، و53 وفاة أخرى بالشواطئ الممنوعة فيها السباحة، إلى جانب 25 حالة وفاة خارج أوقات الحراسة، ناهيك عن حالة وفاة بالمجمعات المائية والبرك. إخماد الحرائق مسؤولية الجميع تحدّث نسيم برناوي بمناسبة حلول موسم الإصطياف، عن البرنامج الخاص بحرائق الغابات والمحاصيل الزراعية الكبرى، حيث نظمت المديرية العامة للحماية المدنية بولاية الشلف، الملتقى الجهوي الأول في إطار تحضير موسم الاصطياف للسنة الجارية، والذي ضم مديري ولايات وسط وغرب الوطن. وكان الهدف من وراء هذا الملتقى - حسب السيد برناوي - هو دراسة الحصيلة التي سُجلت سنة 2021 في ما يتعلق بحرائق الغابات وحراسة الشواطئ، والتطرق لمدى نجاعة الإجراءات الوقائية التي اتُّخذت خلال نفس السنة، وتحديد النقائص من أجل أخذ التدابير اللازمة الوقائية التنظيمية، لإنجاح حملة سنة 2022. ومن بين القرارات الصادرة عن الملتقى، إطلاق حملات تحسيسية وتوعوية على مستوى الوطن من شهر ماي إلى غاية انتهاء موسم الاصطياف، خاصة بأخطار السباحة والوقاية من حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية، وكذا الأخطار المتعلقة بلسعات العقارب وحوادث المرور، والتي تعرف ارتفاعا محسوسا خلال هذه الفترة، وهذا عن طريق تنظيم أبواب مفتوحة، وقوافل وقاية، والتحسيس على مستوى كل المديريات الولائية للحماية المدنية، مع المشاركة الفعالة للصحافة والإذاعات الجهوية، من خلال بث مختلف التوصيات الأمنية والومضات التحسيسية لمختلف الأخطار. برنامج ثريٌّ لتسيير موسم الاصطياف أشار برناوي إلى أنه رغم كل الإجراءات والإمكانيات المادية والبشرية المسخّرة من أجل سلامة المصطافين، يبقى ترسيخ الثقافة الوقائية عند المواطن، الوسيلة الوحيدة للحد أو التقليل من هذه الأخطار. ويضيف أن المديرية العامة قامت بتسطير برنامج ثري ومتنوع بالتنسيق مع مختلف الفاعلين والمتدخلين في الميدان في تسيير موسم الاصطياف والاستجمام؛ من مديرية السياحة، ومحافظة الغابات، ومديرية التجارة، ومديرية الفلاحة، والوكالة الوطنية للسدود، ومديرية الشباب وكذا مديرية الصحة، والجمعيات ولجان القرى، نظرا لما لهذه الحملة من أهمية، إذ تساهم في التقليل من الأخطار المتعلقة بموسم الاصطياف. كما سيتم السهر على ضمان نشر واسع لمختلف النصائح والإرشادات الوقائية من الأخطار المتعلقة بموسم الاصطياف، من أجل غرس ثقافة وقائية في المواطنين، بإشراك الأولياء في كيفية التعامل معها، لتجنّبها، أو التقليل من حدتها. حملة بالجنوب يوم 16 جوان لفائدة المزارعين تحدّث نسيم برناوي عن البرنامج المسطر بولايات الجنوب، حيث ستنطلق عملية توعية وتحسيس المزارعين والفلاحين يوم 16 جوان الجاري بالمناطق الداخلية، للمحافظة على الحصاد السنوي، وكيفية اتخاذ التدابير الوقائية لمنع اندلاع الحرائق، من خلال تخصيص جهاز عملياتي لمرافقة الفلاحين أثناء الحصاد. وأوضح محدثنا أن حصيلة حرائق الغابات التي تُعد من الأخطار الكبرى، تتفاوت سنويا، من ضئيلة إلى ثقيلة إلى كارثية، وتبقى الوقاية السبيل الوحيد للتقليل منها قبل التدخل العملياتي. وركز المتحدث على أن مكافحة حرائق الغابات، لا تتطلب مروحيات أو شاحنات فقط، بل المكافحة تبقى مسؤولية الجميع؛ من مواطنين، وسلطات عمومية، ومؤسسات مختصة إلى جانب محافظة الغابات والحماية المدنية، كما يتعلق الأمر بمنظومة كبيرة، يلعب فيها العنصر البشري دورا مهمّا. مخطط لتوعية الفلاحين قبل موسم الحصاد أشار نسيم برناوي في السياق، إلى وجود مخطط خاص بتوعية الفلاحين قبل موسم الحصاد، وأهمية إعلامهم بتخصيص صهاريج مياه قرب حقولهم، مع إنجاز شريط ترابي عازل في مزارعهم، لحماية محاصيلهم من الحرائق، محذرا، في نفس الوقت، من خطورة المفرغات العشوائية التي يخلّفها السكان، لا سيما بالمناطق المتاخمة للغابات والأحراش، على غرار القارورات الزجاجية والبلاستيكية، وبقايا الأعشاب التي تكون مصدرا للاشتعال بحدوث تفاعل كيميائي لتلك النفايات، فتكون مصدرا لاندلاع الحرائق، وكذلك تصرفات الإنسان غير المسؤولة، التي تتحول على إثرها جلسات السمر والاستجمام، إلى كوارث عظمى تحصد الممتلكات والأرواح. كما أكدت المديرية العامة للحماية المدنية - حسب المتحدث - حرصها على حماية ووقاية أشجار النخيل التي تتضرر بسرعة، حيث أسدت تعليمات إلى مختلف مديري ولايات الجنوب، بالقيام بحملات تحسيسية وقائية جوارية، من أجل توعية مستغلي مساحات النخيل، بأخطار الحرائق، وإعلامهم بالجانب الوقائي، والطريقة المثلى في التعامل مع الحرائق المندلعة.