تحوّلت محلات بيع الدجاج المشوي بحي الديار الخمس، (بلدية المحمدية) إلى مكان موحش منذ قرابة أربعة أشهر، بعد أن أحالها مشروع الترامواي المار بالجوار على البطالة، مما جعل التجار النشطين الذين تكبدوا خسائر كبيرة، ينتقدون الطريقة التي تم بواسطتها تطبيق إجراءات الغلق التي وصفوها ب "المباغتة وغير العادلة". فالمار اليوم ب"شارع الدجاج" الواقع بالطرف الغربي للطريق الوطني رقم 24، يلاحظ النشاز الذي أصبح يطبع المكان، فأغلب المحلات متوقفة عن النشاط والغبار يغشى الأبواب الموصدة، والحركة قليلة، فمعظم المواطنين، لاسيما أصحاب السيارات لم يعودوا يستعملون المسلك المذكور الذي صار وحيد الاتجاه بسبب إنجاز طريق السكة الحديدية للترامواي، وحسب أحد المواطنين الذي تعود اقتناء الدجاج المشوي، فإن التجارة التي انتعشت لسنوات عديدة انهارت في لمح البصر، حيث توقف كل شيء وانفض الناس عن المكان إلا من السكان المجاورين وبعض الأوفياء لمطاعم محتشمة تعد على أصابع اليد الواحدة، ومحلات لبيع قطع غيار المركبات وأكشاك التبغ والجرائد ومحطة الوقود الموجودة بالجوار. وذكر لنا صاحب محل لبيع مواد التجميل والجرائد، أن بعض التجار لجأوا إلى العدالة لحمل الجهات المعنية على تعويضها جراء ما لحق بتجارتهم من كساد. مشيراً إلى أن التجار يعتزمون مواصلة المطالبة بحقوقهم وضمان عودة نشاطهم إلى ما كان عليه، بعد الانتهاء من وضع السكة الحديدة وإزالة الردوم والحفر المتشكلة أمام المحلات التي صارت خاوية على عروشها. ويذكر مواطن آخر أنه يأمل أن تتحسن صور المحلات التجارية وتزول عنها فوضى البناء غير المتجانس، خاصة وأن العديد من مباني المحلات التجارية والمطاعم تعد قديمة ومشيدة بمواد أكل عليها الدهر وشرب. ويأمل سكان بلدية المحمدية، لا سيما حي الديار الخمس، أن تحمل الجهات المعنية أصحاب المشروع على إنهائه في آجاله القانونية، حتى لا تطول مدة المعاناة، وأن يتم تطهير المكان من المحلات التي لا يتجانس عمرانها، وبالخصوص تلك المحلات التي صارت أشبه بالبيوت القصديرية. وفي هذا الإطار يقوم بعض المالكين للمحلات بإعادة بناء محلاتهم من الأساس، فيما بقيت أخرى شاهدة على الحقبة الاستعمارية، والسبب يعود حسب مصادرنا إلى كون التجار مستأجرين للمحلات وأن ملاكها لا يهمهم الجانب العمراني بقدر ما يهتمون بتحصيل بدل الإيجار.