تأسرك الأديبة نادية نواصر بحديثها وهدوئها، ورقة كلماتها وبساطتها، فبجعبتها 27 إصدارا بين الشعر والكتابة للأطفال وكذا الرواية والنقد، في انتظار أن يرى ديوانان شعريان النور قريبا، الأول بعنوان "رسائل إلى مونسوفو"، والثاني " بتوقيت الشوق"، على أن تقدم لقرائها ومعجبيها، تباعا، "رسائل إلى شيغفارا"، و"امرأة لا تتقن النسيان" و"شهقة الأرض". في جلسة خاصة بالشاعرة نادية نواصر مع "المساء"، تحدثت بكل حب، عن الأعمال التي قدمتها لأربعة عقود بعد تفرغها للكتابة والنضال الإبداعي. وقالت: "كتبت في كل المجالات، فحتى السياسة كان لها حظ في كتاباتي لتأثري العميق ببعض الزعماء والرؤساء منهم الزعيم شيغفارا، الذي عُرف بنضاله وإصراره على تحقيق العدالة في الأرض. أما الرئيس الراحل نلسون مونديلا فصاحب الفضل في القضاء على العنصرية في جنوب إفريقيا..وهذه الأسماء التاريخية مليئة بالإنسانية، والرأفة والعدالة، وهي ساكنة دواخلي، وملهمة لكل مبدع وكاتب". قصة نادية نواصر مع الشعر لا تنتهي، فهي مسكونة به إلى درجة أن الشعر عندها بمثابة الطبيب المعالج لأوجاع الناس وآهاتهم. والكتابة ترمم انكسارات العالم العربي على جميع الأصعدة؛ العاطفية، والسياسية والاجتماعية منها. وبالنسبة لصالون نادية الثقافي الذي ذاع صيته وأصبح قِبلة لكل الشعراء والكتّاب والمثقفين القادمين من كل ولايات الوطن وخارجه، والذي صنع التميز في مدينة بونة الجميلة منذ إطلاقه سنه 2019، حيث قدّم، حسب الشاعرة، 8 طبعات، ثم توقف بعد أن وصل الوباء إلى ذروته، ليعود، مجددا، إلى الفضاء المفتوح. وفي هذا تقول نواصر إن نضالها طوال 40 سنة لخّصته في هذا الصالون حتى يبقى حاضرا في تاريخ إبداعها، ويعزز بصمتها، مشيرة إلى أن الفكرة جاءت وهي تستحضر مسار الكاتبة مي زيادة، فتساءلت: "بما أن لديها صالونا فكيف لا يكون لي واحد وأنا صاحبة مسار إبداعي ثقيل، وتجربتي في الكتابة طويلة! وعليه حان الوقت لتجسيد مشروع يخصني، ينبع من داخلي، ويكون مِلكا للمثقفين والشعراء"، لتبدأ رحلة صالون نادية نواصر، التي تجتهد رغم نقص الإمكانيات، لترسيخ وترسيم وتأثيث هذا الفضاء الأدبي، الذي عشقه كل المبدعين حتى من ليبيا وتونس. وتناول الصالون خلال مختلف طبعاته، الشعر النسوي، تلته جلسة مع شعراء التسعينيات أو من يُعرفون ب "شعراء الرؤية". كما تطرق لثورة الأدب مع الكاتب عبد العزيز غرمول، إلى جانب تقديم أدب الرحلات مع الكاتبة وحيدة رجيمي، ليستضيف الصالون، مؤخرا، الشاعر والكاتب والناشط الثقافي عبد الرزاق بوكبة، الذي تطرق لنشاط المثقفين والمقاهي الثقافية وتكوين المكتبات خارج المدن، وتقريبها من القرى والمداشر، وهي فكرة جيدة أحبتها صاحبة الصالون نادية نواصر، واعتبرتها نقطة محورية لتعزيز ثقافة المقروئية عند الناس. وفي الأخير، تأمل الكاتبة والشاعرة نادية نواصر الحصول على مقر ودعم للصالون، باعتباره إضافة لعنابة، ومرافقة كل المبدعين للتعريف بهم، مع خلق فضاء للتواصل واللقاءات بين الجيل القديم والجيل الجديد.