أكد متعاملون في مجال قطع غيار السيارات أن ارتفاع أسعار هذه القطع والندرة التي تشهدها السوق يعود إلى توقف الاستيراد ونفاد المخزون عند العديد من الموزعين، بعد صدور العديد من النصوص المتعلقة بالتجارة الخارجية، مطالبين وزارة التجارة بإقرار تسهيلات تسمح بإعادة انعاش هذه السوق، خاصة وأن حظيرة السيارات الوطنية، حسبهم، بحاجة ماسة الى قطع غيار كونها تضم سيارات قديمة. أوضح مستوردون وموزعون لماركات عالمية لقطع الغيار بالجزائر ممن تحدثت معهم "المساء" خلال صالون تجهيزات السيارات "اكيب أوتو" الذي انطلق أمس بقصر المؤتمرات بالجزائر العاصمة، أن سوق قطع الغيار تعرف "تراجعا لم يسبق له مثيلا، انعكس سلبا على المواطن الذي بات يتنقل من مكان إلى أخر، وأحيانا من ولاية إلى أخرى بحثا عن قطع غيار لسياراته". وعبر هؤلاء المتعاملين خلال افتتاح الصالون عن أملهم في أن تعرف هذه الوضعية انفراجا قريبا، بإقرار وزارة التجارة لتسهيلات، تشمل مراجعة بعض النصوص القانونية التي تم تطبيقها على عملية الاستيراد، خاصة ما تعلق بالوثيقة التي تشترطها الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية "ألجاكس". وذكر المختصون خلال ندوة صحفية نظمت على هامش الصالون، بأن سوق قطع الغيار في الجزائر وبالرغم من اتساع الحظيرة الوطنية للسيارات، لا زالت تعاني من الفوضى التي تؤثر على المهنيين، مما يستدعي، حسبهم، توحيد الجهود والتنظيم في اطار جمعية أو منظمة مهنية للحفاظ على المهنة والدفاع عنها والتحاور مع السلطات المختصة، عندما يتعلق الأمر بقرارات مهمة تخص القطاع. وتوقف متعاملون أجانب ممثلين لماركات عالمية لقطع الغيار خلال الندوة، عند أهمية السوق الجزائرية بالنسبة للعديد من مصنعي قطع غيار السيارات، بالنظر لاتساع حظيرة سياراتها من جهة، وموقعها الجغرافي في إفريقيا وفي حوض المتوسط الذي يجعل منها وجهة استراتيجية للتصدير في حال وجود مصانع لقطع الغيار من جهة أخرى. غير أنهم أكدوا أن هذا الاهتمام ظل يقابل بعدم استقرار القوانين التي تحكم الاقتصاد، الأمر الذي يثير مخاوف المستثمرين الأجانب. وعبر هؤلاء عن أملهم في أن يقدم قانون الاستثمار الجديد الذي تمت المصادقة عليه مؤخرا تسهيلات وتحفيزات تجلب المستثمرين، وأن يعرف القطاع الاقتصادي استقرارا في القوانين والقرارات التي تحكم الاستثمار والتجارة وتشجع المتعاملين الأجانب على اقتحام السوق الجزائرية والتعامل مع نظرائهم الجزائريين، قصد توفير منتوجات نوعية للمواطن وبأسعار معقولة، ومحاربة قطع الغيار المغشوشة التي تغزو السوق وتهدد حياة الجزائريين، مثلما أكده السيد جوليان لوقري مدير مكتب استشارات للمستثمرين الراغبين في إقامة استثمارات بالخارج بفرنسا. ويعرف صالون "إكيب أوتو" الذي يعتبر ملتقى لمهني قطع الغيار وتجهيزات المركبات في شمال إفريقيا خلال في طبعته ال15، مشاركة 150 عارضا يمثلون مؤسسات وماركات حاضرة في سوق التصليح والصيانة والخدمات وكذا النشاطات المكملة، 54 بالمائة منهم أجانب من حوالي 10 دول هي، تركيا، إيطاليا، فرنسا، الهند، تونس، تايوان، الصين، كوريا الجنوبية، هولندا، وباكستان. وأكد السيد نبيل باي بومزراق منظم الصالون الذي يدوم إلى غاية الخامس جويلية الجاري، أن هذا الأخير يعرف هذه السنة مشاركة قياسية للمؤسسات التركية الرائدة على المستوى العالمي، بالإضافة إلى العديد من المؤسسات الوطنية المتعاملة في مجال زيوت السيارات، البطاريات، والكوابل. كما يعرف الصالون تنظيم عدة محاضرات من طرف مختصين جزائريين وأجانب حول وضع سوق قطع الغيار ودورها في سوق السيارات بالجزائر، مع محاولة اقتراح حلول لمعالجة المشاكل التي تواجه القطاع، وأثار ندرة قطع الغيار على حظيرة السيارات، بالإضافة الى ندوات حول بعض قطع الغيار المهمة كالمصفاة والفرامل من تقديم المصنعين والموزعين والخبراء.