ناقش الطالب مسعود بورابعة أمس بقسم الآثار بجامعة المدينةالجديدة سيدي عبد اللّه بزرالدة رسالة ماجستير بعنوان »نماذج من مخلفات الأميرعبد القادر« حاول من خلالها مجتهدا ابراز جوانب في حياة الأمير لم يطلها البحث العلمي عندنا بعد. بداية أشار صاحب الرسالة الى أن الدراسات التاريخية السابقة سواء داخل او خارج الوطن لم يسبق لها وأن تناولت هذا الموضوع، ناهيك عن البحث في اطارمعهد الآثار اذ أن كل ما تم تناوله يشتمل أساسا على الجوانب السياسية والعسكرية، أما ا لخصوصات الحضارية والشخصية التي لها تأثيرها على حياة الأمير فلم يتم التطرق اليها »نماذج الأمير« او ما يعرف بممتلكات الأمير والمتعلقة مثلا بالسيوف، والصدريات، والسروج، والمخطوطات، والمكتب وغيرها موجودة في مختلف المتاحف الوطنية والأجنبية، وقد اعتمد الباحث على المتحف المركزي للجيش لتناول الموضوع. تضمنت الرسالة مقدمة ومدخلا الى الموضوع كما تضمنت ثلاثة فصول، الأول منها خاص ب "أسلحة الأمير" (أنواع السيوف، البنادق وغيرها)، والفصل الثاني خاص ب » نماذج من فكره« ( من خلال المخطوطات كمخطوط المواقف والوصية)، والفصل الثالث عن »أزياء الأمير« والرابع عن »المخلفات الأميرية« ( سرجه، مكتبه، أثاثه..). واعتمد الباحث الكثير من المراجع الوطنية العربية والأجنبية، كما اعتمد على الخرائط والصور الفوتوغرافية. اعتبر الطالب بورابعة أن اختصاصه أي علم الآثار يعتبر ملتقى العلوم لذلك فهوأشمل، كما اعتبر أن الدراسات السابقة في هذا المجال كانت عبارة عن سرد وصفي وأغفلت الجانب المادي لحياة الأمير. اعتمدت الدراسة على الجانب النظري الذي تناول تاريخ مخلفات الأمير من خلال ما نشر عن حياته اضافة الى الوثائق والمخطوطات والألبسة، أما الجانب التطبيقي في الدراسة فاعتمد على الصورة الفوتوغرافية التي تصور واحدة من أغراض الأمير مصحوبة بمعلومات بيانية كالمقاسات، مادة صنعها، حجمها، طريقة صنعها. ولم تقف الدراسة عند ممتلكات الأمير بل امتدت الى الهدايا التي حازها من أكبرالشخصيات العالمية آنذاك والتي تحمل اسم ملك اوجنرال او شخصية أجنبية ما واسم صانعها الأوروبي، لم تتناول أية دراسة علمية من قبل سرج ومكتب الأمير( موجود حاليا بمتحف الجيش). ان القاء الأضواء على حياة الأمير ومتلكاته في شكل دراسة أثرية وتقنية يسمح بتسليط الضوء على حياته والتطور الذي عرفه والذي تعكسه هذه الممتلكات التي تختلف حسب تواريخها ورمزيتها. هكذا تمكن الباحث من تجاوزالدراسة الوصفية السائدة ليلج الى عالم الدراسة الأثرية التحليلية.