خلفت مواجهات عنيفة اندلعت داخل المنطقة الخضراء في العاصمة العراقيةبغداد بين انصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وقوات الأمن مقتل 12 متظاهرا وإصابة 270 بجروح متفاوتة. وذكرت مصادر عراقية أن بعض قتلى المواجهات سقطوا برصاص قوات الأمن بينما فارق آخرون الحياة لاستنشاقهم الغازات المسيلة للدموع التي استخدمت لتفريقهم. أعلن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، أمس، انسحابه بشكل نهائي من الساحة السياسية العراقية، وغلق كل الهيئات المرتبطة بحركته السياسية في قرار بقدر ما أثار غضب أنصاره الذين اقتحموا مقر مجلس الوزراء في العاصمة بغداد، بقدر ما سيزيد في تعقيد أزمة متأججة أدخلت العراق في فوضى عارمة. وكتب مقتدى الصدر "كنت قد قررت عدم التدخل في الشؤون السياسية، وأنا أعلن انسحابي النهائي وغلق كل المؤسسات باستثناء "الضريح المقدس" ومتحف الشرف وسلطة تراث الصدر". وتسبب قرار الصدر في فوضى عارمة في العاصمة بغداد، التي شهدت انزلاقات أمنية تسببت في سقوط في حصيلة أولية قتيلين وإصابة ما لا يقل عن 22 آخرين في صفوف أنصاره الذين توجهوا بالآلاف إلى المنطقة الخضراء، حيث تتواجد غالبية المقار الحكومية وحيث يعتصم المئات منهم منذ مدة أمام مبنى البرلمان و«القصر الجمهوري"، الذي يضم مقر مجلس الوزراء للمطالبة بحل البرلمان. ووقع الإعلان كالصاعقة على مسامع أنصار الزعيم الشيعي الذين أظهرت صور ومشاهد محتجين وهم جالسين على الأرائك، وآخرين يحملون العلم العراقي ومنهم من كان يسبح بالمسبح المتواجد بحديقة القصر. كما توجه الآلاف من أنصاره باتجاه المنطقة الخضراء وهم يرددون هتافات "مقتدى مقتدى" في تطور دفع بالجيش العراقي، إلى إعلان حظر للتجوال من منتصف النهار، بينما انتشرت تعزيزات أمنية بمحيط المنطقة الخضراء التي تم تطويقها ومختلف أحياء العاصمة. من جهته عقد الرئيس العراقي، برهم صالح، اجتماعا مع الرئاسات الثلاث التي تضم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، ورئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، لبحث المستجدات السياسية على الساحة العراقية على وقع قرار الصدر اعتزال السياسة. وذكر المكتب الإعلامي للرئيس العراقي ، أن الاجتماع جدد دعمه "لدعوة الكاظمي حول عقد جولة جديدة من الحوار الوطني لبحث ومناقشة الأفكار والمبادرات التي تخص حل الأزمة الحالية" مجددا دعوته للتيار الصدري وكل القوى الوطنية إلى "تحمل المسؤولية في الظرف الحالي الذي تعيشه البلاد بما يشمل اعتماد التهدئة على كل المستويات وإيقاف التصعيد السياسي بما يسمح بمناقشة مثمرة للحلول الآنية المطروحة ومناقشة الوضع السياسي العام وتحسين بيئة العلاقات بين القوى السياسية المختلفة على قاعدة المصلحة الوطنية العليا وعلى أساس مقتضيات الإصلاح بمستوياتها العديدة". ويعاني العراق انسدادا سياسيا منذ إجراء الانتخابات النيابية في أكتوبر 2021، وتعثر تشكيل حكومة جديدة وفقا لنتائج الانتخابات التي أعلنت في 30 نوفمبر 2021، واستقالة نواب التيار الصدري البالغ عددهم 74 نائبا من البرلمان في 12 جوان الماضي. وطرح "الإطار التنسيقي" خصم التيار الصدري والذي يضم تحالفا شيعيا في 25 جويلية ماضي، محمد شياع السوداني، مرشحا لرئاسة الحكومة العراقية في اقتراح رفضه أنصار "التيار الصدري" واقتحموا مجلس النواب العراقي بالمنطقة الخضراء الاكثر تحصينا مرتين خلال ثلاثة أيام وأعلنوا اعتصاما مفتوحا بمقر البرلمان منذ 30 جويلية الماضي.