* دراسة ميدانية عن أسباب عزوف الجمهور عن قاعات العرض السينمائي قدم المركز الوطني للسينما والسمعي البصري مجموعة من المقترحات والمشاريع لوزارة الثقافة والفنون، مؤخرا، من شأنها أن تكون حلقة فاعلة للحركة السينمائية الجزائرية، من ناحية حفظ الأرشيف ورقمنته، ويتحدث مراد شويحي، مدير المركز، عن هذه الأفكار في هذا اللقاء مع "المساء"، كما عرج على نشاط المركز، وعن احتفال هذه المؤسسة بستينية استرجاع السيادة الوطنية. حسب مراد شويحي، فقد رفع المركز الوطني للسينما والسمعي البصري نصا قانونيا، ينظم كيفية سير وعمل السجل العمومي للسينما، ويطمح المركز، كونه المؤسسة المكلفة قانونا بهذا السجل، الذي يعتبر آلية لتنظيم النشاط السينماتوغرافي في الجزائر في "الأرشفة والإحصاء"، لأن يكون مصدرا ماليا، إذ يمكن تحصيل المداخيل والفوائد من خلاله. 208 فيلم (نسخ سالبة) في مخابر فرنسية وإيطالية اقترح المركز البطاقة النموذجية لتشييد المجمعات السينمائية وتجهيزها، التي يمكن أن تكون مرجعا لأساسيات تشييد مجمع سينمائي، وفقا لما تنص عليه القوانين المعمول بها، خاصة القرار المُحدد لدفتر شروط استغلال قاعات العرض السينمائي الصادر في 25 نوفمبر 2013. وأكد المدير أن المركز قدم لمصالح الوزارة مشروعا، يتناول من خلاله دراسة ميدانية للجمهور، عن أسباب عزوفه عن قاعات العرض السينمائي وسبل تقريبه من السينما، بعد استشارة مركز البحث في الاقتصاد التطبيقي من أجل التنمية الكائن ببوزريعة. عن مشروع تحيين الهيكل التنظيمي للمركز، كشف شويحي، عن أنه بعد التعديلات التي طرأت على مهام المركز، وكذا الأشغال والخدمات المضافة له، ارتأت مصالح المركز وجوب اقتراح تحيين في هيكله التنظيمي، خاصة في شقه المتعلق بالمناصب والرتب، إذ يعمل المركز على إثراء هذا المشروع قبل اقتراحه بشكل نهائي. ضرورة إنشاء مركز وطني للأرشيف الفيلمي لعل أهم مقترح وضع على طاولة الوصاية؛ مشروع إنشاء مركز وطني للأرشيف الفيلمي، فمنذ عام 2017، اقترح المركز مشروع إنشاء مركز وطني لحفظ الأرشيف الفيلمي الذي يمكن أن يكون مقرا خاصا لتخزين الأفلام، وحفظها حسب الشروط المعمول بها دوليا. في هذا الشأن، كشف مراد شويحي عن أن التقنية متوفرة، خاصة بعد انخراط عدد من عمال المركز في دورات تكوينية للنهل من مهنة حفظ التراث الفيلمي من تأطير الاتحاد الأوروبي، وحاليا يوجد في المركز الوطني للسينما والسمعي البصري تقنيون، يعملون على حفظ وترميم النسخ الفيلمية وملصقات الأفلام، ورقمنتهما، الموجودة في المركز الجزائري للسينما أو السينماتك، وعددها كبير وتملك وثائق كثيرة، فضلا عن أفلام الاستغلال، والأفلام الموجودة أيضا في خزائن التلفزيون العمومي الوطني (نسخ سالبة). اقتراح نص قانوني منظم لسير وعمل السجل العمومي للسينما ذكر شويحي أنه في 2017، نظم ملتقى حول التراث السينمائي، شارك فيه خبراء دوليون، وكانت لهم زيارات للمركز الوطني للسينما والسمعي البصري، وعاينوا طريقة الحفظ واستحسنوها، كما أشرف على المتابعة الدورية لهؤلاء التقنيين، وتلقى بعض الموظفين من المركز والسينماتك والمكتبة الوطنية دورات تكوينية في مهنة حفظ الأرشيف الفيلمي، حيث تم تلقينهم أساسيات العمل. أفاد شويحي بأن إنشاء مركز لحفظ الأرشيف الفيلمي، من شأنه أن يساعد على صون الموروث السينمائي في الجزائر، وفي الخارج أيضا، حيث يتواجد حوالي 208 فيلم (نسخة سالبة)، ما بين مخابر فرنسية وإيطالية، منذ الاستقلال إلى الوقت الحالي. وأكد المتحدث أن فتح مركز لحفظ الأرشيف، لابد أن يرافقه تطوير القدرات البشرية، وإضافة يد عاملة ممارسة لهذه المهنة، بإحضار أساتذة مختصين، والأفضل أن يتم فتح معهد خاص بالسينما وفتح اختصاص الترميم والحفظ. من ناحية ثانية، قدمت مصالح المركز ملفا خاصا للوزارة، بغية إعادة تجهيز حظيرة المؤسسة بشاحنات سينمائية حديثة الطراز ومجهزة بأحدث وسائل العرض السينمائي، بالشراكة مع شركة مرسيدس التابعة لوزارة الدفاع الوطني. كما اقترح المركز الوطني للسينما والسمعي البصري، مشروع رقمنة التذاكر الخاصة بالدخول لدور العرض السينمائية عبر كافة ربوع الوطن، والذي يعد آلية فعالة لمراقبة التذاكر عن بعد وإحصاء المداخيل. مركز وطني للأرشيف الأفلام بخصوص إنجازات المركز، كشف المتحدث عن ابتكار تطبيق رقمي خاص بملصقات الأفلام "الملصقات الحية"، وتجسيدا لتطلعات المركز ووزارة الثقافة والفنون، وتطبيقا لمخطط عمل الحكومة المتعلق بالتكنولوجيا والرقمنة، عمل المركز على إنشاء تطبيق رقمي، بالتنسيق مع أحد المبرمجين الشباب، يعمل على تقنية الواقع المعزز. والملصقات الحية هو تطبيق رقمي يمكن أن يشغله المستخدم على الهاتف الذكي أو اللوحة الالكترونية، حيث يحول الملصقات الإشهارية للأفلام إلى صور حية متحركة بتقنية رؤية الكومبيوتر، للتعرف على الأشكال، وتقنية الواقع المعزز، كما يزود التطبيق المشاهد مباشرة ببطاقة معلومات تعريفية وكذا ملخص الفيلم. 44 قاعة سينما من أصل 63 في حالة نشاط من مهام المركز أيضا، كشف مراد شويحي عن عمل المراقبة وتفتيش قاعات العرض السينمائي، حيث تسهر هذه المؤسسة على حسن سير قاعات السينما وفقا للمعايير المنصوص عليها قانونا، إذ قام مفتشو المركز، خلال السداسي الأول من عام 2022، بمعاينة 63 قاعة مستغلة من طرف مؤسسات عمومية وخواص، ميدانيا وعبر مديريات الثقافة الولائية. سجل المركز 44 قاعة في حالة نشاط من أصل 63 قاعة متواجدة في 23 ولاية، بقدرة استيعاب 27 ألف مقعد، و20 قاعة مجهزة بجهاز العرض الرقمي "dcp". بطاقة نموذجية لتشييد المجمعات السينمائية وتجهيزها ففي العاصمة مثلا، تتواجد 15 قاعة عرض، بقدرة استيعاب 6 آلاف مقعد، منها خمس قاعات مجهزة بتقنية العرض الرقمي، 12 في حالة نشاط، وثلاث قاعات مغلقة. وفي ولاية تيارت هناك قاعات كلها موصدة وغير مجهزة بتقنية العرض الرقمي، والقاعة الوحيدة الموجودة في ورقلة مغلقة أيضا. في هذا الشأن، قال شويحي، إن هناك قاعات لا تحترم دفتر الشروط، وتمارس القرصنة وعروض أفلام بالفيديو، وتمارس نشاطات أخرى غير عروض الأفلام، لذلك لابد من تقنين القاعات، وتطبيق الإجراءات اللازمة لكل من يتهرب من احترام الالتزامات، ومحددات السجل التجاري، تصل إلى الإعذار والغلق. قافلة سينمائية ورقمنة أفلام للستينية كشف مراد شويحي، أن مصالحه أطلقت قافة سينمائية تجوب 58 ولاية، بمناسبة ستينية استرجاع السيادة الوطنية، بالإضافة إلى رفع مشروع ترميم ورقمنة عشرة أفلام من رصيد التراث السينمائي الجزائري. في موضوع آخر، ذكر محدث "المساء"، باتفاقيات التعاون التي وقعها المركز الوطني للسينما والسمعي البصري مع كل من الديوان الوطني للخدمات الجامعية، والمعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري، ومع المدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة في الجزائر العاصمة. وعلى الصعيد الدولي، أمضى المركز اتفاقية تعاون مع مؤسسة "الفارابي" للسينما، الواقع مقرها في إيران، واتفاقية ثانية مع اتحاد المراكز السينما العربية، ومقرها تونس.