❊إنجاح تدريس الإنجليزية بالإبتدائي وإجراءات تخفيف المحفظة ❊ بلعابد في مواجهة مشكل الاكتظاظ وإدماج 500 ألف مطرود يلتحق اليوم قرابة 11 مليون تلميذ بمقاعد الدراسة في الأطوار التعليمية الثلاثة، من بينهم 425.625 تلميذ جديد، بعد أن جندت الحكومة ووزارة التربية كل الطاقات لإنجاح الدخول المدرسي للسنة الجارية، الذي يحمل عديد المستجدات في إطار إصلاحات باشرتها الوصاية انطلاقا من تخفيف المحفظة وإدراج اللغة الإنجليزية في الطور الابتدائي وصولا إلى التخلي على نظام التفويج. وبلغة الأرقام تستقبل المؤسسات التربوية اليوم 425.625 تلميذ جديد، فيما سيرتفع عدد المؤسسات التعليمية من 28.457 إلى 28.839 مؤسسة من بينها 20.272 مدرسة ابتدائية و5.909 متوسطة و2.658 ثانوية، في وقت استلمت فيه الوزارة 587 مطعم مدرسي في الطور الابتدائي و86 نصف داخلية و13 داخلية. ولإنجاح الدخول المدرسي الجديد، باشرت وزارة التربية إصلاحات أمر رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بتجسيدها، نظرا للأهمية التي يكتسيها الدخول المدرسي في حياة المجتمع الجزائري. وجاء في مقدمة هذه الإصلاحات تخفيف وزن المحفظة، من خلال إدراج اللوحات الرقمية في أزيد من 1600 مدرسة على المستوى الوطني، ليستفيد منها أزيد من 5 ملايين تلميذ، على أن تعمم العملية عبر جميع المدارس، إضافة إلى تجهيز الاقسام أدراج، سيتم الاحتفاظ بالنسخة الثانية من الكتاب المدرسي بالنسبة لتلاميذ السنة الثانية والثالثة والرابعة ابتدائي ضمن مسعى تخفيف ثقل المحفظة والمحافظة على صحة التلاميذ. كما تقرر بمناسبة الدخول المدرسي، إدراج تعليم اللغة الإنجليزية، في السنة الثالثة من الطور الابتدائي، حيث دخلت وزارة التربية سباقا ضد الساعة لتجسيد هذا القرار في الآجال المحددة، في كل جوانبه المتعلقة بالمناهج والكتاب المدرسي وتأطير وتكوين وتعيين الأساتذة. وأكد رئيس جمعية أولياء التلاميذ، أحمد خالد، في اتصال مع "المساء"، أنه يتعين على الجماعة التربوية أن تلتف حول هذا المسعى الاستراتيجي لإنجاحه باعتباره مكسبا كبيرا للنظام التربوي الجزائري في مرحلة التعليم الابتدائي. كما ثمّن الأمين العام لنقابة مجلس الثانويات الجزائرية "الكلا" زوبير روينة في مكالمة مع "المساء" قرار رئيس الجمهورية المتعلق بإدراج اللغة الإنجليزية بالنسبة لتلاميذ السنة الثالثة ابتدائي، ولكنه أكد أن القرار يتطلب دراسة كافية من مختلف الجوانب والتحضير الجيد لها، سواء من حيث عدد الأساتذة أو البرامج، مؤكدا أن نجاح العملية مرهون بمدى توفير شروط النجاح المتمثلة، حسبه، في الوسائل المادية والبشرية. وأكد أن من بين الأمور الإيجابية لهذا القرار من وجهة نظر النقابة هو توظيف خريجي الجامعات والمدارس العليا المتكونين في اللغة الإنجليزية. كما تم ضمن الإجراءات البيداغوجية التي تم اقرارها هذه السنة، استحداث ثانوية وطنية للفنون بالعاصمة، التي تستقبل التلاميذ الموجهين إلى هذه الشعبة في السنة الثانية من التعليم الثانوي، وتتكون من جذع مشترك، آداب وجذع مشترك علوم وتكنولوجيا، تستغرق مدة الدراسة في هذا التخصص سنتين وتميزها أربعة خيارات، الموسيقى، الفنون التشكيلية، المسرح والسمعي البصري، يدرس التلميذ الموجه إليها مواد تعليمية مميزة في المجال الفني إلى جانب مواد تعليمية مشتركة مع شعب السنة الثانية ثانوي ليتوج هذا المسار بشهادة بكالوريا التعليم الثانوي في أحد الخيارات الأربعة. إجراءات جديدة لضمان توزيع الكتاب المدرسي تفاديا لتكرار سيناريو السنوات الماضية، حرصت وزارة التربية هذا الموسم، على ضمان توزيع عادل للكتاب المدرسي، بعد قيام الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية بطبع 70 مليون نسخة من الكتاب المدرسي في الأطوار التعليمة الثلاثة، تفاديا لتسجيل أي اختلال في توزيع هذا الكتاب خلال المواسم الماضية. وتم لأجل ذلك فتح 34 نقطة بيع دائمة على المستوى الوطني، ونقطة بيع واحدة على مستوى كل بلدية، بالإضافة إلى تنظيم معارض عبر كل ولايات الوطن، زيادة على اعتماد 1478 مكتبة خاصة لنفس الغرض، ناهيك عن اعتماد البيع الالكتروني للكتاب المدرسي بمقتضى تجديد اتفاقية الشراكة بين الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية وشركة خاصة، وإبرام اتفاقية مع بريد الجزائر تمكن أولياء التلاميذ من اقتناء الكتب المدرسية إلكترونيا عن طريق خدمة الدفع المسبق. وتجدر الإشارة إلى أن أسعار الكتب لم يطرأ عليها أي تغيير رغم الارتفاع المسجل في أسعار الورق في الأسواق العالمية. العودة الى النظام العادي في مواجهة الاكتظاظ تطبيقا لتوجيهات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وباستشارة الشركاء الاجتماعيين ووزارة الصحة، قرّرت وزارة التربية الوطنية، الرجوع خلال هذا الموسم الدراسي، إلى التنظيم العادي للتمدرس في كل المراحل التعليمية وفق ما هو معمول به بهذا الخصوص والتخلي عن التنظيم الاستثنائي، الذي دام سنتين بسبب جائحة كورونا "كوفيد 19"، ضمن قرار استحسنته نقابات القطاع، غير أنها حذرت من هاجس الاكتظاظ الذي أرق السنوات الماضية الأساتذة والتلاميذ. يذكر أن وزير التربية عبد الحكيم بلعابد، سبق أن وعد عشية الدخول المدرسي مطمئنا الأسرة التربوية بالقضاء على مشكل الاكتظاظ من خلال تسريع استلام المشاريع التربوية الموجودة قيد الإنجاز. وحذر الأمين العام للنقابة الوطنية لعمال التربية والتكوين، بوعلام عمورة في اتصال مع "المساء" من تجاوز عدد التلاميذ في القسم الواحد 60 تلميذا، مشيرا إلى تجاوز إجمالي التلاميذ ببعض المتوسطات والثانويات 2050 و1300 تلميذ. وأكد عمورة أن الوصاية ستجد نفسها في مواجهة مشكل الاكتظاظ، سيما وأن مؤسسات تربوية عديدة شهدت تأخرا في الإنجاز. الرأي الذي وافقه فيه، رئيس جمعية أولياء التلاميذ، أحمد خالد الذي اعتبر أن التأخر في إنجاز المؤسسات التربوية هذه السنة جاء نتيجة بيروقراطية الإدارة والبنوك، إضافة إلى نقص في اليد العاملة التي اشتكى منها المقاولون، داعيا إلى ضرورة توسيع المؤسسات التربوية وإنجاز أخرى جديدة، خاصة على مستوى الأحياء السكنية الجديدة التي شهدت عمليات ترحيل كبرى خلال السنوات الأخيرة. كما ستجد هيئة بلعابد نفسها في مواجهة التكفل ب500 ألف تلميذ مطرود، جعلت رئيس جمعية أولياء التلاميذ يدعو إلى "إعادة مراجعة صلاحيات مجلس الاساتذة والأقسام الذي يلجأ غالبا إلى طرد التلاميذ بطريقة تعسفية بحجة الاكتظاظ".