يشرف وزير الأشغال العمومية السيد عمار غول اليوم بولاية تمنراست على فتح آخر شطر خاص بالجزائر من مشروع الطريق العابر للصحراء، الذي يربط الجزائر بلا?وس في نيجيربا على مسافة إجمالية تصل إلى 9800 كلم. وتشمل حصة الجزائر التي تنهي بفتحها اليوم شطر تمنراست عين قزام على مسافة 400 كلم، من هذا المشروع الوحدوي الضخم 3500 كلم، تم استكمالها بشكل كامل، سواء فيما تعلق بالمحاور الرئيسية الممتدة على طول الطريق الوطني رقم 1 أو تلك التي تخص عمليات الربط بمختلف الدول المعنية بالطريق، على غرار محور الربط بالحدود مع النيجر الذي يندرج ضمن الحصة الأخيرة التي يتم فتحها اليوم. وتولي الجزائر أهمية كبيرة لمشروع الطريق السيار العابر للصحراء الذي كان يسمى فيما مضى بطريق الوحدة الإفريقية، وذلك منذ عهد الرئيس الراحل هواري بومدين الذي أعار للمشروع اهتماما خاصا خلال السبعينيات، فيما يجعل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من هذا الطريق الاستراتيجي، أولوية الأولويات ضمن مساعي الجزائر في تجسيد الأهداف الملموسة لمبادرة الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا (نيباد)، والتي ساهم شخصيا في بلورتها ولازال يدافع عنها باستماتة كبيرة، لقناعته وإيمانه الراسخ، بأن تنمية القارة تكمن في وضع برامج ومشاريع تنموية مشتركة، والحرص على تجسيدها على أرض الواقع. ويبرز هذا الإهتمام الكبير الذي توليه الجزائر لتجسيد حلم الطريق العابر للصحراء من خلال الجهود الكبيرة التي بذلتها لإنجاز حصتها من هذا المشروع الحيوي، وتلك التي لازالت تتفاني في بذلها من أجل دعم ومساعدة الدول الإفريقية الصديقة على غرار النيجر في انجاز نصيبها من هذا المشروع الكبير. وقد خصصت الجزائر قرابة 70 مليار دينار أي حوالي مليار دولار لإنجاز الشطر الخاص بها من الطريق العابر للصحراء، على مسافة 3500 كلم، في الوقت الذي لازالت ترافع أمام الهيئات الدولية المانحة، لصالح دعم الدول الإفريقية غير القادرة على تمويل حصصها من المشروع وإكماله إلى غاية نيجيريا. ومن ضمن المشاريع المجسدة بالتعاون بين دول القارة تجدر الإشارة إلى إسهام كل من الجزائر ونيجيريا في استكمال شطرين من هذا المشروع القاري، داخل إقليم النيجر، كما تم تكليف مجمع جزائري كويتي بإنجاز دراسة لإحصاء القدرات الاقتصادية للطريق على ضفتيه، ممولة بهبة ب400 ألف دولار من البنك العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا والبنك الإسلامي للتنمية في إفريقيا. ويعبر الطريق العابر للصحراء 6 دول هي الجزائر، مالي، النيجر، تونس، نيجيريا والتشاد، تعمل في إطار لجنة التواصل للطريق العابر للصحراء بشكل متجانس، وتشكل مثالا رائدا في التعاون جنوب جنوب، وقد تم الانتهاء من شطر الربط بين الجزائروتونس وأنهت نيجيريا حصتها من المشروع، في انتظار استكمال كل الشطر العابر لإقليم النيجر وإنهاء مالي والتشاد لحصصهما التي كانت معطلة لأسباب متعلقة بنقص الموارد المالية.