رغم غياب منتخبهم في مونديال قطر 2022، إلا أن المناصرين الجزائريين أبوا إلا أن يحضروا بقوة في هذا الموعد الكروي العالمي، الذي يحتضن أطواره قطر، حيث تنقلوا بأعداد كبيرة إلى هذا البلد الشقيق، وانتشروا عبر مدنه التي تستقبل مباريات المجموعات الثمانية المشكلة للمنتخبات المشاركة في هذه الدورة. لم تمنع الخيبة الكبيرة التي تشعر بها الجماهير الجزائرية، بعد إقصاء "الخضر" في تصفيات هذا المونديال، من إثبات حضورهم وإثبات للعالم أنهم يعشقون كرة القدم حتى النخاع، ويحترمون الروح الرياضية. صنع الأنصار الجزائريون الأفراح والإثارة في مدرجات الملاعب، من خلال رفع الرايات الوطنية وصناعة الأغاني والأهازيج التي يتميزون بها عن غيرهم من أنصار المنتخبات الأخرى. وإلى حد الآن، لم يتم التعرف بالتدقيق عن عدد المناصرين الجزائريين المتواجدين في قطر، لكن الوكالات السياحية في الجزائر، كانت في الأيام الأخيرة تحت ضغط كبير، من أجل الاستجابة لسفرية الجزائريين إلى موطن الحدث المونديالي. توافد الجزائريون على قطر لم يكن فقط من مدننا، بل حتى من البلدان التي يقيم فيها الجزائريون، البعض منهم تنقلوا فرادى والبعض الآخر رفقة عائلاتهم. اعترف القطريون بالحيوية الكبيرة التي خلقها الجزائريون في هذا المونديال، وهذا ما يفسر التسهيلات الكبيرة التي وجدها أنصارنا في قطر، سواء فيما يتعلق بحجز الغرف في الفنادق أو حجز التذاكر لمشاهدة المباريات. ولم يخف الأنصار الجزائريون رغبتهم القوية في مساندة المنتخبات العربية، وهذا ما يفسر حضورهم الكثيف في المباريات التي لعبتها منتخبات العربية السعودية والمملكة المغربية وتونس في الجولة الأولى، كل واحدة في مجموعتها، حيث قدموا مساندة قوية لهذه المنتخبات التي سجلت بداية موفقة في مونديال 2022 بقطر، لاسيما منتخب السعودية الذي أحدث مفاجأة كبيرة، من خلال انتصاره على منتخب الأرجنتين الذي يعد من أقوى المرشحين لنيل اللقب العالمي. حضور الأنصار الجزائريين في هذا الموعد الكروي العالمي، يجسد من جهة أخرى، مساندة بلدهم لقطر، في سعيه للنجاح في تنظيم كأس العالم 2022، فهم متأكدين من أن قطر يملك كل الإمكانيات المادية واللوجستية والمنشآت الرياضية الحديثة، لإنجاح نسخة كأس العالم 2022. يعتقد الكثير من الأنصار الجزائريين المتواجدين في قطر، أن نجاح هذا البلد في تنظيم كأس العالم واقع لا محالة، بفضل التجربة التي اكتسبها في السابق، عبر تنظيم مختلف الدورات الرياضية التي استقبلها، منها بشكل خاص كأس العرب الأخيرة لكرة القدم، التي رجع لقبها للمنتخب الجزائري.