استفادت المنطقة الرطبة "قرباز صنهاجة" بسكيكدة، التي تعدّ من بين أجمل المناطق الرطبة على المستوى العالمي، من برنامج تنمية خصص له 100 ألف دولار ضمن مشروع تعاون بين المديرية العامة للغابات وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية "بنود". تم الإعلان عن هذا المشروع أول أمس، على هامش زيارة العمل والتفقد التي خصّتها ممثلة الأممالمتحدة للتنمية السيدة بلارتا إليكو، بمعية المدير العام للغابات السيد جمال طواهرية، إلى جانب السيد سمير شباب، ممثل عن وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج لهذه المنطقة، حيث سيوجّه المبلغ لإعادة بعث مشروع جديد بالمنطقة الرطبة الهدف منه تنمية هذه الأخيرة، وإعادة الاعتبار لها كونها من أجمل المناطق السياحية الرطبة المصنّفة عالميا في الجزائر. ويرتكز المشروع أساسا على عمليات القضاء على كل النفايات المنتشرة بالمنطقة، بما يضمن حماية البيئة من كل أشكال التلوّث، إلى جانب إنشاء مشاريع واعدة تساهم في خلق الثروة وتوفير مناصب عمل، بما يعمل على تحسين الإطار المعيشي لسكّان المنطقة. واحتضنت قاعة الاجتماعات بديوان ولاية سكيكدة، أشغال الورشة التي أشرفت على افتتاحها السيدة غانية بساح، المديرة الوطنية للمشروع المتعلق بالمنطقة الرطبة "قرباز صنهاجة"، وتمّ خلالها تقديم شروحات حول برنامج تسيير منطقة قرباز صنهاجة، وما تمّ إنجازه في إطار هذا المشروع، إلى جانب التطرّق إلى أشغال إعادة الاعتبار لجزء من الحبل الرملي وكيفية تجسيده ميدانيا، ليتم بعدها على هامش الورشة تقديم فيلم قصير حول التعاضدية التي تم إنشاؤها من طرف جمعية المرأة الريفية في إطار برنامج استخلاص زيت التين البربري. واختتمت أشغال الورشة بعرض ما سيتم إنجازه مستقبلا بالمنطقة مع التركيز على أهمية تحسيس الساكنة المحلية في مجال تسيير النفايات وفرزها وتعريفهم بمشروع تزويد المشتلة ببيوغاز سيستخلص من عملية تثمين النفايات العضوية. ويسمح هذا المشروع من توفير 10 مناصب شغل دائمة، مع العمل على الاشراك الفعلي لشباب منطقة قرباز من خلال دفعهم لخلق أنشطة اقتصادية سياحية تأخذ بعين الاعتبار جانب الحفاظ على البيئة. وعقب الانتهاء من أشغال الورشة تنقل الوفد الى منطقة قرباز، حيث شارك الجميع في عملية إعادة تشجير الغابة بغرس شجيرات رمزية من مشتلة قرباز. وتقع المنطقة الرطبة "قرباز صنهاجة"، بين ببلديتي ابن عزوز وجندل شرق سكيكدة وتمتدّ إلى غاية منطقة برحال بعنابة، وتتربّع على مساحة 42100 هكتار تضمّ 9 بحيرات، إلى جانب وجود مستنقعات مائية طبيعية تعيش بها ثروة سمكية معتبرة يعيش بها ما يقارب 230 صنف من الطيور، منها 140 صنف يعيش في المناطق الرطبة وهي في الأصل طيور جد نادرة كالنعام الوردي، الكركي، أبو الساق الأبيض، البلشون الأرجواني، الهدهد والنورس. وتعدّ هذه المنطقة مصنّفة ضمن المناطق العالمية المحمية طبقا للمادة 21 من اتفاقية "رمسار".