لا تتردد الفنانة التشكيلية حمود كريمة في الاحتفاء بينّاير في كل مرة؛ من خلال تنظيم معارض لوحاتها المستوحاة من طبيعة المجتمع القبائلي، والتارقي وكذا الشاوي، الذي تضمّن معرضها المقام، حاليا، برواق محمد تمام. "أغما الشاوي" هو عنوان معرض الفنانة حمود كريمة، الذي تنظمه، حاليا، برواق محمد تمام. وفي هذا السياق، قالت كريمة ل "المساء"، إنها ترسم كلما سنحت لها الفرصة، خاصة في مناسبة يناير، مضيفة أن يناير يجمع كل الجزائريين، الذين يبرزون من خلال الاحتفاء به، تراث منطقتهم، وكذا عاداتها المتأصلة منذ زمن سحيق. وتابعت أنها تقدم من خلال معرضها هذا، لوحات، رسمت فيها مدنا عتيقة مثل غرداية وأزفون، وحليّا جميلة، وأزياء تقليدية مبهرة، وأوانيَ فخارية، وزرابيَّ جميلة، والتي تشترك فيها كل ربوع الوطن، ولكن كلا منها ببصمتها الخاصة. كما رسمت كريمة المرأة القبائلية التي لا ترمز لمنطقة القبائل فحسب، بل لكل نساء الجزائر، مؤكدة حضور المرأة الدائم في معارضها؛ لأنها تُعتبر عمود المجتمع الجزائري، في حين ذكرت ميلها إلى فن الأكوارال، الذي تسهل فيه عملية المزج بين الألوان. كما اعتمدت في هذا المعرض، على تقنيات أخرى. وزوّدت كريمة لوحة من لوحاتها المعروضة برواق محمد تمام، بأبيات شعرية. وفي هذا قالت: "كنت أفعل ذلك كثيرا بغاية التميز، ولأنني أحب كتابة الشعر، ولكنني لم أعد أفعل ذلك مثل السابق؛ بفعل ضيق الوقت، إلا أنني أعود إلى الرسم، وإلى عرض لوحاتي من باب مناسبة يناير". وبالمقابل، تحدثت كريمة إلى "المساء" عن بداياتها في الرسم الذي انجذبت إليه منذ شبابها، وتحديدا منذ عام 1998؛ حيث شرعت في استغلال موهبتها؛ من خلال انغماسها في الأعمال اليدوية؛ مثل التدوير؛ أي إعادة تصنيع الأشياء، لتنتهي بها الحال إلى الرسم، بعد أن كوّنت نفسها من خلال بحثها المتواصل في هذا المجال، ومطالعتها كتبا جلبتها من الخارج. وتابعت أنها توقفت عن الرسم بعد أن درّست أبجديات الرسم ست سنوات تقريبا، وهذا لانشغالها بتربية أطفالها، وبعملها (إطار في شركة سوناطراك)، لتعود إلى ممارسة شغفها من جديد، عام 2018.وفي إطار آخر، تعرض كريمة حمود في معرضها برواق محمد تمام، لوحات متنوعة المواضيع وإن جاء أغلبها في إطار الاحتفاء بينّاير، ومن بينها لوحة، رسمت فيها زربية مزركشة يغلب عليها اللون الأحمر، وأدمجت في طرفيها حليّا، وقطعة فخار. كما رسمت كريمة في لوحة، امرأة قبائلية تحمل قلة من الفخار، وترتدي الجبة القبائلية الشهيرة، وتتوسط خلفية مختلفة الألوان. وفي لوحة أخرى رسمت امرأة بالحايك في مدينة القصبة. كما رسمت في غيرها، جزءا من مدينة غرداية. وفي أكثر من لوحة، صورت الحليّ بكل تنوعاتها، والتي تبرز ثراء الجزائر بتراثها المادي وغير المادي. واهتمت كريمة بإبراز جمال الطبيعة؛ فرسمت في لوحة، شجرة مضيئة تحت سقف سماء مظلمة. وفي أخرى رسمت صخورا تعانق مياه البحر. أما في لوحة ثالثة فرسمت منظرا طبيعيا خلابا، تتوسطه عين كبيرة، يتمحور فيها منظر طبيعي ثان.