أشاد السيد سفيان جليل الوزير الأندونيسي للمؤسسات العمومية بالانجازات التي حققها قطاع الأشغال العمومية في الجزائر، مبرزا اهتمام مؤسسات بلاده بفرص الاستثمار التي يتيحها البرنامج الخماسي الجديد لدعم التنمية 2010 - 2014، ولا سيما في المجالات المتعلقة ببناء السكنات والمنشآت القاعدية. وقد أبدى السيد جليل خلال مرافقته لوزير الأشغال العمومية السيد عمار غول أول أمس إلى بعض الورشات الكبرى بالعاصمة، إعجابه بنوعية المنشآت التي تشرف على الانتهاء، على غرار مقطع مشروع الطريق السيار شرق - غرب، الممتد بين الحميز والأربعطاش على مسافة 17 كلم، والمقرر تسليمه في جويلية المقبل، وكذا مشروع تهيئة مدخل المنطقة الصناعية للرويبة عبر الطريق الالتفافي الثاني للعاصمة، الذي سيسلم في نفس الآجال. وبالمناسبة تلقى الوزير الأندونيسي شروحات وافية حول مستوى تقدم المشروعين الإستراتيجيين، وحول نجاعة الشراكة التي تم تجسيدها بين المجمعين الصيني والياباني والمؤسسات الجزائرية في إطار مشروع الطريق السيار شرق غرب، وكذا بين المؤسسات الجزائرية من جهة ونظيراتها الإسبانية والبرتغالية المشرفة على انجاز الطريق الالتفافي الثاني للعاصمة. كما وقف الوفد الوزاري بعد ذلك بمفترق طرق عين الله بدالي إبراهيم، حيث عاين ضيف الجزائر الذي كان مرفوقا بمدراء مؤسسات أندونيسية كبرى، المرافق التي شملت التهيئة السطحية للمشروع، مبديا إعجابه بمستوى الانسجام الذي أضفته تلك المرافق والمساحات الخضراء على المحيط الشامل للمنجزات الفنية. وكان الوزيران عمار غول وسفيان جليل قد تحادثا قبل ذلك بمقر وزارة الأشغال العمومية، حيث أبرزا متانة العلاقات القائمة بين البلدين والممتدة جذورها عبر التاريخ، وبحث إمكانيات تعزيز ودفع التعاون الثنائي لا سيما في قطاع الأشغال العمومية، مثمنين مشاركة المؤسسة الاندونيسية "ويكا" في انجاز مقطع من الشطر الشرقي للطريق السيار شرق - غرب من خلال المناولة مع المجمع الياباني "كوجال". واغتنم السيد غول الفرصة لاستعراض المشاريع الكبرى التي يستعد القطاع لمباشرتها في إطار البرنامج الخماسي المقبل، داعيا المؤسسات الإندونيسية لاستغلال هذه الفرصة الثمينة والثرية بالمشاريع الهامة، على غرار إنجاز مشروع طريق الهضاب العليا الممتد على مسافة 1300 كلم، مشروع الطريق السيار شمال جنوب الممتد على مسافة 3000 كلم، وكذا برنامج انجاز 34 طريق سريع لربط مختلف هذه المنشآت بالمدن والمرافق الحضرية الكبرى، ومشاريع أخرى تخص انجاز المطارات والموانئ وتجهيزات الوقاية والإشارات. كما أكد الوزير أهمية تطوير التعاون بين البلدين في مجال تبادل الخبرات حول التقنيات المستخدمة في إنجاز الطرق للتحكم في تكاليف الإنجاز وتقليص الآجال والمحافظة على المحيط، مذكرا بأن كل هذه المحاور تم تأطيرها من خلال مذكرة التعاون التي تم إبرامها بين الجانبين خلال زيارته في شهر جانفي الماضي إلى اندونيسيا. ومن جانبه أكد الوزير الاندونيسي للمؤسسات العمومية استعداد بلاده لترقية التعاون والشراكة مع الجزائر والمساهمة في إنجاز المشاريع الطموحة التي تستعد الجزائر لإطلاقها، خاصة في قطاعات الأشغال العمومية وإنجاز السكك الحديدية وبناء السكنات، مشيرا إلى أن مرافقة 10 رؤساء ومدراء مؤسسات بما فيها مسؤول ثاني أكبر بنك في اندونيسيا له خلال الزيارة، دليل على إرادة بلاده في تجسيد هذه الرغبة على أرض الواقع. وتجدر الإشارة إلى أن السيد جليل كان قد استقبل من قبل وزير السكن والعمران السيد نور الدين موسى، الذي دعا خلال المباحثات التي جمعت الطرفين المؤسسات الاندونيسية إلى المشاركة في انجاز برنامج السكن في الجزائر والتجهيزات العمومية. وقد اتفق الطرفان حسبما أشار إليه بيان الوزارة على تطوير السبل والوسائل من أجل تكثيف التشاور بين المتعاملين الاقتصاديين في البلدين قصد إنشاء شراكة بين مؤسسات قطاع البناء. وعبر الوزيران حسب المصدر على رغبتهما في أن تشارك المؤسسات الاندونيسية في انجاز برنامج السكن والتجهيزات العمومية، وكذا الاستفادة من التجربة الاندونيسية في مجال الوقاية من الزلزال وتسيير الأخطار الطبيعية الكبرى وفي إنتاج مواد البناء.