أبدى الصحفي البينيني نيزار سيزار فيكو، مدير نشر جريدة البلد الناشئ "بيي إيمراجون"، والمراسل الرياضي، إعجابه بالمنشآت الرياضية الجزائرية التي تم وضعها في الخدمة خلال بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين "توتال إنرجي شان 2022"، الممتدة بين 14 جانفي الفارط و4 فيفري المقبل. كما عبّر عن سعادته بالنجاح الذي حققته هذه التظاهرة الرياضية القارية، معربا في هذه الدردشة التي أجرتها معه جريدة "المساء" بملعب الشهيد حملاوي على هامش تغطية لقاء الدور ربع النهائي بين مدغشقر والموزنبيق، عن تمنياته بالعودة إلى الجزائر في تظاهرات أخرى، وقال إن الجزائر تستحق تنظيم كأس أمم إفريقيا 2025. ❊ أنتم متواجدون بقسنطينة من أجل تغطية الحدث الرياضي المتمثل في "شان 2022"؛ كيف وجدتم ظروف العمل؟ ❊❊ كل الأمور كانت على ما يرام بدءا بالاستقبال الحار الذي حظينا به، إلى مكان الإقامة، ثم مكان العمل. كل الظروف كانت مهيأة في المركز الإعلامي بملعب الشهيد حملاوي. حقيقة، الجزائر وضعت إمكانيات ضخمة من أجل إنجاح هذه التظاهرة، وشرّفت الكرة الإفريقية. كما وضعت كل الإمكانيات والوسائل في خدمة الصحفيين والإعلاميين، الذين تنقلوا من أجل تغطية هذا الحدث الكروي القاري. ❊ بما أنكم متابعون للشأن الرياضي الإفريقي، كيف وجدتم المرافق الرياضية بقسنطينة بشكل خاص، وبالجزائر بشكل عام؟ ❊❊ كان لي الحظ أن زرت الملعبين الخاصين بتدريبات المنتخبات، ضمن المجموعة الثالثة التي ضمت السودان، ومدغشقر وغانا، وكانت ملاعب رائعة جدا وجميلة، بعشب طبيعي، ساعد اللاعبين والطواقم الفنية، على أداء التدريبات على أكمل وجه. كما إن ملعب الشهيد حملاوي الذي احتضن 3 مباريات ضمن دور المجموعات ومباراة ربع النهائي التي جرت بين منتخبي مدغشقر والموزمبيق، كان في أبهى حلة سواء من حيث غرف تغيير الملابس، أو المدرجات، أو أرضية الملعب التي رغم التقلبات الجوية وما عرفته المدينة من تساقط غزير للأمطار والثلوج، لم تتأثر، وكانت في حالة جيدة. أظن، حسب ما شاهدت من مرافق سواء بقسنطينة أو عنابة أو الجزائر العاصمة أو وهران، أن الجزائر قادرة على استضافة أي منافسة كروية من الحجم الكبير، على غرار كأس أمم إفريقيا 2025. ❊ بخصوص هذه النقطة، كانت الجزائر أودعت ملفا لدى الاتحادية الإفريقية لكرة القدم، هل تظنون أن ملف الجزائر يمكنه أن يقنع هيئة موتسيبي؟ ❊❊ حسب رأيي وبعيدا عن لغة الخشب، لا يجب القلق في هذا الشأن على ملف الجزائر. شخصيا، ما شاهدته من مرافق ومن تنظيم أثار إعجابي وأبهرني، ولم أكن، في الحقيقة، أنتظر أن أجد ما شاهدته على أرض الواقع؛ من مرافق فندقية ومنشآت رياضية. وأظن أن الجزائر على أتم الجاهزية من أجل احتضان منافسة كأس أمم إفريقيا 2022، ويمكن التفكير حتى في احتضان منافسة عالمية على غرار كأس العالم. ❊ حظيتم بزيارة سياحية خلال تواجدكم بقسنطينة، إلى أهم المعالم السياحية والثقافية بعاصمة الشرق، كيف وجدتم هذه المدينة؟ ❊❊ هي أول رحلة لي إلى قسنطينة. وكنت قبل السفر إليها، جمعت بعض المعلومات عنها. ومن بين ما قرأت عن المدينة، أنها مدينة الجسور العتيقة، لكن ما شاهدته بأم عيني، جعلني مبهرا بجمال هذه المدينة التي تغري أي زائر. المدينة كانت مرحبة بزوارها، وشعبها مضياف، ويتعامل مع الزائر بشكل جميل ولبق؛ أحسست، حقا، بكرم الضيافة. ❊ هل تذوقتم بعض المأكولات المحلية؟ ❊❊ بطبيعة الحال، اغتنمت الفرصة خلال تواجدي بهذه المدينة العريقة، لمعرفة أكبر قدر من عادات وتقاليد أهلها، ومن بينها مأكولاتهم التقليدية التي يكثر عليها الطلب بشكل يومي من طرف السكان المحليين. تذوقت بعض الأكلات المشكّلة من العجائن، على غرار طبق "التليتلي" المشهور واللذيذ. كما كان لي الحظ أن تناولت طبقا من الحمص مع أصدقاء جزائريين داخل مطعم، وكان أمرا رائعا، وطبقا شهيا، خاصة مع هذه الأجواء الباردة. لاحظت، أيضا، أن الجزائريين يقبلون، بقوة، على تناول المشروبات الساخنة؛ على غرار القهوة والتاي، كما إنهم يتناولون اللحوم بكثرة في المطاعم، وخاصة الشواء. ❊ لو نعود إلى الحديث عن العلاقات بين الجزائر والبنين، كيف تقيّمها؟ ❊❊ على العموم هي علاقات طيبة، ولكن نحن كسكان أفارقة من الصحراء والجنوب، لدينا نظرة مختلفة عن البلدان البعيدة بالشمال، على غرار الجزائر وليبيا. وأصدقكم القول إن ما يقال عن الشعب الجزائري بالبنين مختلف تماما عما رأيته؛ يشاع عندنا أن شعبكم عنيف، ويتصرف بقسوة، وهو الأمر الذي يجعل البنينيين يتجنبون زيارة الجزائر، ويفضلون وجهات أخرى على غرار تونس، لكن ما وقفت عليه شخصيا مغاير، تماما، لما يشاع؛ رأيت أن شعب الجزائر شعب طيب ومسالم جدا، ويحب الأفارقة بشكل كبير، ربما هذا الأمر يحتاج إلى مزيد من التحسيس، وإظهار الحقيقة للبنينيين بأن الجزائر بلد جميل، ويمكنهم أن يقوموا بالكثير من الأعمال بهذا البلد. وأنا، من جانبي، سأسعى للتعريف بهذا البلدة، وأخبر البنينيين عن مدى الترحاب الجزائري. كما يجب على الطرف الجزائري بذل مجهودات إضافية. ❊ ماذا تقصد بالمجهودات الإضافية؟ ❊❊ أولا، يجب ترقية الجانب الدبلوماسي؛ نأمل فتح سفارة جزائرية بالبنين لتسهيل تنقّل المواطنين البينينيين إلى الجزائر، سواء من أجل السياحة، أو من أجل ربط مشاريع اقتصادية مع الطرف الجزائري. نحن، عندما نريد التنقل إلى الجزائر، نسافر إلى غانا أو نيجريا، من أجل إيداع ملف الحصول على التأشيرة، في ظل عدم وجود سفارة للجزائر بالبينين. يجب العمل في هذا الصدد، خاصة أن هناك جالية بينينية مهمة مقيمة بالجزائر العاصمة وبوهران. نأمل تنسيقا أكبر مع الجزائر؛ من أجل محاربة الهجرة غير الشرعية، والعدد الكبير من الأفارقة الذين يدخلون بلدكم بصفة غير شرعية؛ من أجل الذهاب نحو أوروبا. ❊ هل من إضافة؟ ❊❊ آمل في العودة إلى الجزائر من أجل تغطية تظاهرات رياضية أخرى، خاصة أن لديّ العديد من الأصدقاء في مجال كرة القدم، على غرار الرئيسين السابقين للاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة، وشرف الدين عمارة. سنعمل على العودة خلال كأس أمم إفريقيا لفئة أقل من 17 سنة، التي ستستضيفها الجزائر بين شهري أفريل وماي المقبلين ولو أن الأمر سيكون صعبا ومتعبا بالنظر إلى أننا سنغطي دورة كأس أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة بمصر، التي ستكون في شهر فيفري إلى مارس المقبلين، لكن المؤكد أننا سنعمل، بقوة، على مساندة ملف الجزائر؛ من أجل الحصول على شرف احتضان كأس إفريقيا للأمم 2025. ❊ كلمة أخيرة لقراء المساء. ❊❊ أحيّي، من خلالكم، كل الجزائريين وخاصة قراء جريدة "المساء"، الذين أدعوهم إلى التمسك بقراءة هذه الجريدة بشكل مستمر، ووضع الثقة في طاقمها. أظن أن جريدتكم تقدم إضافة هامة للساحة الرياضية الجزائرية، خاصة أنها ساهمت، بشكل كبير، في تغطية هذه التظاهرة؛ من خلال تواجد صحفيّيها ومراسليها على أرض الميدان بشكل دائم.