سلط باحثون ومختصون وحرفيون، خلال يوم دراسي خاص بتصنيف اللباس التقليدي للشرق الجزائري، في قائمة التراث غير المادي للإنسانية، نظم مؤخرا، بباتنة، الضوء على الملحفة الأوراسية، وما يقترن بها من حلي وأدوات الزينة التقليدية، مع التركيز على تاريخ وخصائص ومميزات هذا اللباس التقليدي، الذي توارثته نساء المنطقة عبر الزمن، ومازالت الكثيرات محتفظات به إلى حد الآن، رغم العصرنة. أكد مدير المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، البروفيسورسليمان حاشي، أن المبادرة "تأتي تمهيدا لاقتراح إدراج الزي التقليدي النسوي للشرق الجزائري، بجميع أنواعه المحلية، ضمن القائمة الممثلة للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية".وأضاف أن هذا اللقاء يعد "اليوم الدراسي الثاني، بعد ذلك الذي تم تنظيمه في 22 ديسمبر المنصرم"، مشيرا إلى أنه يهدف إلى "مناقشة وتقديم مداخلات حول كل الجوانب المتعلقة بالزي النسوي المحلي للمنطقة (الملحفة)، سواء من الناحية التاريخية أو الأنثربولوجية، وحتى ما يصاحبها من حلي تقليدي ومواد للزينة، من ذلك الوشم، أو ما يعرف محليا ب«لوشام"، وستسمح هذه اللقاءات مع ذوي الاختصاص والحرفيين، حسب المتحدث، بتكوين ملف بمواصفات دقيقة وكاملة ووافية، حول الزي النسوي للشرق الجزائري بجميع أنواعه المحلية، منها الملحفة الأوراسية والقندورة القسنطينية والجبة القبائلية، وغيرها، لتقديمه ضمن ملف منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونيسكو"، بهدف تصنيفه كتراث غير مادي للبشرية. من جهته، أبرز مدير الثقافة والفنون محليا، عبد الحق عامر بن رحو، أهمية اللقاء الذي تم فيه إشراك المختصين والباحثين، مع حرفيين وجمعيات ناشطة في الميدان، لإثراء هذا الملف، وخاصة إعطائه البعد الحقيقي وتدعيمه بمعطيات دقيقة تزيد من قوته بالحجة والبرهان. فيما ركز الدكتور الباحث والمختص في التاريخ بجامعة باتنة "1"، يزيد بوهناف، على أن الملحفة كموروث ثقافي مشترك في العديد من ولايات الشرق الجزائري، مقرونة بالحلي والوشم بكل ما يكتسيانه من دلالات عميقة في المجتمع الأوراسي. تطرقت أستاذة التاريخ المتقاعدة والحرفية حياة مسعودة بوعلى، لتاريخ الملحفة المتجذر بالجهة، والذي اعتمد في البداية على الصوف واللونين الأسود والأبيض، ثم التطور الذي عرفته بعد ذلك، واعتمادها على الألوان الزاهية المستمدة من الطبيعة. تضمن اليوم الدراسي، الذي حضره مهتمون بالشأن الثقافي محليا، عدة مداخلات، من بينها "الزي التقليدي النسوي بالشرق الجزائري"، و«الملحفة الشاوية تاريخ الأصالة والأناقة"، و"اللباس التقليدي عنوان المجتمع".