تشهد ولاية البليدة تجندا واسعا من طرف السلطات المحلية والجمعيات الخيرية؛ بهدف إنجاح العملية التضامنية مع الفئات الهشة من المجتمع خلال رمضان؛ وذلك بتوفير الأغلفة المالية اللازمة، والعمل على توزيع المساعدات قبل حلول هذا الشهر الفضيل. وتتسارع التحضيرات التي شرعت فيها السلطات المحلية منذ أشهر؛ حيث تم في هذا الصدد تخصيص أكثر من 400 مليون دج، شُرع في صبها الأسبوع الفارط؛ لتمكين مستحقيها من الاستفادة منها قبل حلول شهر رمضان المقبل، حسب مدير النشاط الاجتماعي، محمد بهاليل. وأوضح السيد بهاليل أن مصالح ولاية البليدة بالتنسيق مع مختلف القطاعات المعنية بالعملية التضامنية على غرار قطاعه، شرعت في 9 مارس الجاري، في صب المنحة التضامنية المقدرة ب 10 آلاف دج، لفائدة مستحقيها من العائلات المعوزة والفقيرة.وقد رُصد لهذه العملية غلاف مالي بقيمة 400 مليون دج سيستفيد منها زهاء 39135 مواطن عبر مختلف بلديات الولاية 25. وأضاف مدير القطاع: "علاوة على هذه المنحة، تجنَّد الصناعيون والمحسنون لتغطية حاجيات المواطنين المتزايدة خلال هذا الشهر؛ من أجل توزيع طرود غذائية، ستشمل أولئك الذين لم يستفيدوا من المنحة التضامنية؛ في مسعى التكافل والتضامن مع الفئات الهشة"، مشيرا إلى أن هذه العملية التي أضحت "سنّة حميدة"، يسهر عليها هؤلاء كل سنة، وهي تعكس قيم التكامل بين الدولة والمجتمع؛ من أجل التكفل بانشغالات المواطنين".ومن جهته، ذكر مدير الشؤون الدينية والأوقاف كمال بلعسل، أن مصالحه شرعت، هي الأخرى، بداية من الأسبوع الجاري، في توزيع الزكاة على الفقراء والمحتاجين الذين أحصتهم مصالحه؛ للاستفادة من المنحة الرمضانية. وقال السيد بلعسل إنه تم جمع خلال موسم الزكاة الفارط، 36 مليون دج، وهي الحصيلة التي تضاعفت مقارنة بالموسم الذي سبقه، والتي ستستفيد منها 3600 عائلة بمقدار 10 آلاف دج لكل عائلة على شكل صكوك مالية تحفظ كرامتهم. وأكد ذات المسؤول أنه تم توزيع هذه الأموال على كافة بلديات الولاية، لافتا إلى أنه سيتم توزيع طرود غذائية قد يصل عددها إلى 30 ألف طرد، مثل السنة الفارطة. وبالمناسبة، دعا مدير الشؤون الدينية المحسنين إلى "التكافل مع الفقراء والمعوزين؛ لما لذلك من أجر كبير من جهة، ولنشر قيم التضامن في المجتمع من جهة ثانية".وتكثف الجمعيات الخيرية الناشطة على مستوى الولاية، هذه الأيام، من نشاطها التضامني؛ من خلال إحصاء العائلات المعوزة في قوائم؛ تحسبا لتوزيع قفف وطرود غذائية. كما شرعت جمعية "قوافل الخير" بالتنسيق مع منظمة "سليمة سواكري" للعمل الخيري، الأسبوع الفارط، في إرسال قوافل ومساعدات تضامنية لكل من ولايات الأغواط والجلفة وغرداية والمنيعة وتميمون وأدرار. وتضمنت القافلة مواد غذائية أساسية، وملابس، وبطانيات، وألعابا، ولوازم مدرسية، وغيرها؛ لمساعدة الفئات الهشة في المناطق الجنوبية، استنادا على القائمين عليها.وتتعدى قيم التضامن والتكفل خلال هذا الشهر الفضيل، إلى فئة المرضى؛ حيث تسعى الجمعية الجزائرية للمرضى المصابين بحساسية الغلوتين، إلى توفير هذه المواد القليلة في السوق ومرتفعة الثمن، للمرضى. وأوضح رئيس الجمعية موسى يحياوي، أن مصالحه شرعت، تحسبا لشهر رمضان، في تحسيس الصناعيين والمؤسسات المنتجة لهذه المواد، وحتى المحسنين؛ من أجل ضمان لهذه الفئة الهشة، قفة تضم مواد غذائية خالية من الغلوتين.وأعرب المتحدث عن أمله في أن تلقى مساعيه استجابة واسعة من المواطنين؛ لإدخال الفرحة على المرضى. كما تتعدد أوجه العملية التضامنية مع المعوزين في هذا الشهر، لتشمل عمليات ختان جماعي، وإفطارات جماعية، تستعد عدة جمعيات أخرى للتحضير لها؛ لإدخال الفرحة على نفوس المعوزين.