كشف تقرير لمديرية الشباب والرياضة بولاية قسنطينة، عن عملية تخريب واسعة لمرافق ملعب "الشهيد حملاوي"، عقب لقاء نصف نهائي كأس الجمهورية، الذي جرى عشية يوم السبت، بين فريقي شباب بلوزداد ونجم مقرة، والذي عاد فيه التأهل للفريق العاصمي، الذي كان مدعوما بحوالي 5 آلاف إلى 6 آلاف مناصر، وأقل منهم بقليل من ناحية أنصار أبناء الحضنة. سجل تقرير المديرية، الذي أكد على الظروف الحسنة لاستقبال الجمهور من الفريقين، بالأسف الشديد للسلوكات غير الرياضية من طرف بعض الأنصار، حيث تسببت في خسائر داخل هذه المنشأة الرياضية، التي تم إعادة ترميمها وإعطائها وجها جديدا، بمناسبة احتضانها فعاليات بطولة إفريقيا للاعبين المحليين "شان 2022"، شهر جانفي الفارط، وكأس إفريقيا للاعبين للأقل من 17 سنة، بين شهري أفريل الفارط وماي الجاري. ووفقا لما جاء في تقرير مديرية الشباب والرياضة بولاية قسنطينة، فقد تم تسجيل تحطيم ما يقارب عن 1000 كرسي بلاستيكي، موزعة على مختلف المدرجات، سواء بالمدرجات المغطاة أو المكشوفة، من طرف مناصري الفريقين، وهي، حسب المديرية الوصية، الكراسي التي تم وضعها، مؤخرا، بمناسبة التظاهرات الرياضية القارية، التي احتضنها ملعب "الشهيد حملاوي"، خلال بداية السنة الجارية. كما سجل تقرير مديرية الشباب والرياضة بولاية قسنطينة، تخريب بعض المرافق الأخرى، على غرار دورات المياه التي تعرضت لتخريب الكراسي، والأسقف البلاستكية من نوع "بي. في. سي"، التي تم نزع جزء منها، الإنارة الداخلية وحتى قطع السيراميك التي تم نزعها من الجدران، مؤكدا أن بعض أنصار الفريقين، سواء الرابح أو المنهزم، تسببوا في إضرار للملعب، رغم كل الإمكانيات البشرية التي وضعت تحت تصرفهم، مع ضمان مرافقة مميزة ودائمة، بتسخير فريق متعدد الخدمات. أكد تقرير "الديجياس"، أن الخاسر الأكبر في هذا الأمر، هو كرة القدم الجزائرية بشكل خاص، والرياضة الجماعية بصفة عامة، من خلال هذه الأفعال التي وصفها بالمؤسفة، وتساءل عن كيف يمكن للرياضة الجزائرية أن تتطور وترتقي بمثل هذه التصرفات، التي تجعل من الفريق الفائز يلجأ إلى العنف في الملاعب، وكذا الفريق الخاسر، بعيدا عن أهداف الرياضية السامية، وعن الروح الرياضية التي تطالب بها مختلف الهيئات المنظمة للتظاهرات الكروية. وحسب مديرية الشباب والرياضة بقسنطينة، فإن ملعب "الشهيد حملاوي"، الذي عرف تنظيم العديد من المباريات الرياضية، سواء ببطولة "شان 2022" أو بطولة أفريقيا لأقل من 17 سنة، استقبل آلاف الجماهير، وآخرها المباراة التي جمعت المنتخب الجزائري بالمنتخب المغربي، ورغم هزيمة رفقاء إسلام أناتوف بنتيجة 3 أهداف دون رد، إلا أن الجمهور أبان عن وعي كبير وورح رياضية مثلى، ولم يتم المساس بأي من مرافق الملعب ولواحقه. من جهته، استنكر المجلس الشعبي الولائي بقسنطينة، رئيسا وأعضاء، هذه التصرفات التي تسيء بالرياضة الجزائرية، وتسببت في تخريب بعض الأجزاء من ملعب "الشهيد حملاوي"، مطالبين من الجهات الوصية بالتدخل والتعامل بصرامة مع مثل هذه السلوكات المشينة، مع تعويض خسائر الملعب، الذي وصفوه بالمكسب الخاص في الولاية، ويجب الحفاظ عليه والدفاع عنه، تحت شعار "نعم للروح الرياضية ولا للعنف في الملاعب".