❊ نجمة إفريقية غالية تضيء سماء البهجة ❊ ليلة بيضاء بشوارع وأحياء العاصمة توج فريق اتحاد الجزائر، أمس، في سهرة تاريخية بكأس الكونفديرالية الإفريقية لكرة القدم، رغم خسارته بأرضية ملعب 5 جويلية الأولمبي، أمام نادي يونغ أفريكا التنزاني بهدف مقابل صفر، مستفيدا بالتالي من فوزه في لقاء الذهاب بدار السلام بنتيجة هدفين لهدف، ليحقق بذلك حلم النجمة الإفريقية الأولى الذي ظل يراوده منذ انطلاقة المنافسة القارية. بداية المباراة أمام أكثر من 70 ألف متفرج وأمام أنظار رئيس "الكاف" موتسيبي والرسميين الجزائريين والأفارقة، عرفت سيناريو مناقضا لما كان ينتظره أنصار الاتحاد، حيث فاجأ فريق يونغ أفريكان التنزاني الجميع، بفتح باب التسجيل عن طريق ضربة جزاء احتسبها حكم المباراة الموريتاني، في الدقيقة الخامسة على إثر عرقلة أحد مهاجمي النادي التنزاني داخل منطقة الجزاء، وحولها اللاعب جوما شاباني إلى هدف أول أعاد بعث المباراة من جديد، حيث اضطر لاعبوا الاتحاد للخروج من منطقتهم في هجمات متكررة لرد الكفة والعودة في النتيجة، لكن دون جدوى.. في المقابل، سعى لاعبو يونغ أفريكان إلى تسيير المباراة بعد الهدف المسجل، وذلك من خلال تكسير هجمات لاعبي الاتحاد والخروج من منطقتهم واللعب بريتم محكم صانعين عدة محاولات للوصول إلى مرمى أسامة بن بوط من جديد، إلا أن إصرار دفاع الاتحاد على السيطرة على المنطقة حال دون تسجيل فرص خطيرة للفريق الضيف. الدقيقة ال31 محيوص يضيع أول فرصة سانحة للتهديف للاتحاد في الشوط الأول، جاءت على إثر تمريرة عرضية محكمة من خالد بوسليو أوصل بها الكرة إلى رأس محيوص الذي خانه التسرع وجانبت كرته الرأسية القائم الأيمن لمرمى ديارا ببضع سنتيمترات. جمهور الاتحاد الذي أدرك صعوبة الموقف قبل نهاية الشوط الأول ب10 دقائق، حاول إعطاء دفع أقوى للاعبي الفريق من خلال إطلاق الأهازيج التي ملأت سماء ملعب 5 جويلية الأولمبي، واستغل المدرب بن شيحة الثواني المعدودة التي توقف فيها اللعب لتقديم توجيهات للاعبيه، الذين لم يتمكنوا رغم مضاعفة المحاولات والضغط من الوصول مرمى الفريق الخصم. حكم المباراة احتسب 5 دقائق كوقت بدل ضائع، كاد خلالها لاعبو الاتحاد أن يخادعوا الحارس ديارا، لاسيما من خلال المخالفة التي احتسبت في الدقيقة ال46 بعد عرقلة المهاجم أوريبوني على بعد سنتيمترات من منطقة 18 مترا، نفذها إسلام مريلي في شكل ركنية صغيرة، باتجاه خالد بوسليو الذي سدد كرة أرضية باتجاه المرمى تصدى لها ديارا بصعوبة كبيرة، حارما بذلك الاتحاد من كرة التعديل، لينتهي الشوط الأول بتقدم النادي التانزاني بهدف دون مقابل. في الشوط الثاني عبد الحق بن شيخة يقحم عبد الرحمان مزيان من أجل التنسيق بين خطي الدفاع والهجوم، بالفعل رمى لاعبو الاتحاد بكل ثقلهم في الهجوم وقادوا هجمات عديدة، كللت إحداها في الدقيقة ال57 برمية جزاء احتسبها حكم المباراة للمهاجم أوريبوني، بعد عرقلته داخل منطقة الجزاء، إلا أن زين الدين بلعيد أخفق في تحويلها إلى هدف التعادل، وتصدى لها الحارس ديارا بجدارة. ومع مرور الدقائق كثف لاعبوا يونغ أفريكا من المحاولات الهجومية من أجل إضافة هدف ثان، فيما رد عليهم عناصر الاتحاد بهجمات مرتدة لم تكلل بأي نتيجة. وفي الدقيقة 73 بن شيخة يقحم بلقاسمي مكان خالد بوسليو. وضاعف عناصر الاتحاد من محاولاتهم للتهديف في الدقائق الأخيرة من اللقاء من أجل التهديف، ونفس الهدف سعى إليه الفريق الخصم إلا أن المحاولات المتداولة بين الفريقين باءت كلها دون نتيجة رغم ال6 دقائق التي احتسبها الحكم كوقت بدل ضائع ليطلق هذا الأخير أخيرا، صافرة "الرحمة" التي تجاوبت معها أنفاس كل الجمهور الحاضر بالميدان، معلنة تتويج أبناء سوسطارة بلقبهم القاري الأول. ودخل نادي اتحاد العاصمة بهذا التتوبج القائمة الضيقة للأندية الجزائرية المتوجة بلقب إفريقي، والتي تتصدرها شبيبة القبائل صاحبة الرقم القياسي في كل الكؤوس الإفريقية، حيث سبق لها التتويج بكأس "الكاف" في نسختها القديمة 3 مرات، قبل أن يصبح اتحاد العاصمة أول ناد جزائري يتوج بلقب هذه المسابقة في نسختها وتسميتها الجديدة، فضلا عن وفاق سطيف ومولودية الجزائر، ما يبرز قيمة إنجاز أشبال عبد الحق بن شيخة، الذي جاء بعد سلسلة خيبات متوالية لكرة القدم الجزائرية، بدأها المنتخب الوطني في "كان الكاميرون" في 2022، ثم الإقصاء المونديالي المر، فإخفاق منتخب المحليين في "شان الجزائر" بداية هذا العام، دون نسيان منتخبات الفئات العمرية الأخرى. وعاشت الشوارع ومختلف أحياء العاصمة وفي مقدمتها معاقل انصار الاتحاد في "سوسطارة" وباب الواد، احتفالات صاخبة بهذا التتويج القاري التاريخي، حيث قضى أنصار الاتحاد وسكان العاصمة ليلة بيضاء، واستمرت الاحتفالات الى غاية الساعات الاولى من فجر اليوم.