أكد يونس قرار، خبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، في معرض حديثه ل"المساء"، أن عالم الألعاب في العالم الافتراضي، عرف خلال السنوات الأخيرة تطورات كبيرة، بعدما أصبح مجرد اللعب يتطلب ضخ الأموال، كما تستقطب إليها أعدادا كبيرة من الشباب، ويمكن تشبيهها، حسب المتحدث، ب«لعبة القمار" التي تدفع من يدمنون عليها، إلى ضخ أموال أكثر من أجل مواصلة اللعب، وقال: "من هنا يبدأ الإدمان، بعدما يصبح شغف اللعب والانتقال من مرحلة إلى أخرى كبيرا، وتزيد لديه معدلات التحدي التي يجد نفسه في آخر المطاف، مطالبا بقبولها من أجل إثبات قدراته في اللعب، والتي لا تتحقق إلا بدفع الأموال". حسب الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، فإن حماية الشباب من الوقوع ضحية مثل هذه الألعاب، تتطلب الشروع فيها مبكرا، عندما يستشر الأولياء وجود هذا الميول لدى الأبناء، قبل أن يتحول إلى إدمان يصعب علاجه، خاصة أن هذا الطفل أو المراهق يكبر ليصبح شابا، وتصبح عملية المراقبة صعبة، فما بالك إن ارتبط إدمان اللعب بالمال، مشيرا إلى أن المطلوب هو الشروع مبكرا في تفعيل آليات الرقابة، الممثلة في برامج الرقابة الأبوية، التي تمنع أبناءهم من الدخول في بعض الألعاب، التي تستنزف أموالهم "، لافتا في السياق "إلى أن التكنولوجيا اليوم، تفتح المجال لتفعيل آليات الرقابة، حتى وإن كان الابن خارج المنزل، لأن الهواتف الذكية تحتوي على تطبيقات رقابة عن بعد، يمكن تفعيلها". الولوج إلى عالم الألعاب الالكترونية، حتى وإن كانت مقابل دفع أموال، للانتقال من مرحلة إلى أخرى، وارد، لكن بشرط أن تؤدي بمن يلعبها، إلى بلوغ مرحلة الإدمان، بل لإرضاء الفضول والرغبة في التجربة فقط، من خلال ضبط مواعيد اللعب التي قد لا تتجاوز معدل الساعة، من باب المتعة، لا الإدمان، خاصة أن مثل هذه الألعاب يترتب عنها مشاكل عضوية، مثل التعرض لمشاكل في البصر والتركيز، وأخرى نفسية، كالقلق والعزلة وغيرها، وحسبه "فإن الهواتف الذكية التي يتم بيعها، تحوي تطبيقا يساعد على ضبط الوقت لمن يستخدمه، هذا التطبيق مثل الإنذار، ينبه المستخدم أو المتصفح أو من يلعب أي لعبة، بأنه قد تجاوز الوقت المحددة، يقول "لكن للأسف، على الرغم من أن هذا التطبيق موجود ومجاني في كل الهواتف الذكية، يحدد وقت وكيفية الاستعمال بالنسبة لكل التطبيقات الأخرى، غير أن الكثيرين لا يعرفونه، ومن يعرفه لا يستعمله، من منطلق أنه قادر على التحكم في نفسه، ومن هنا يبدأ الإدمان". يقول المختص في تكنولوجيات الإعلام والاتصال "الأكيد أن عالم الألعاب في الفضاء الافتراضي، أصبح يستهوي الكثير من الشباب، لأنه يمكّنهم من التعبير عن أنفسهم، وعن شخصياتهم التي قد لا يمكنهم التعبير عنها في الواقع، خاصة أن اللعب لم يعد محصورا داخل الوطن، إنما يتم على المستوى العالمي، بالتالي فإن الحذر مطلوب وتفعيل آليات الحماية أصبح أكثر من ضروري، لحمايتهم من الإدمان.