أشرف مدير تطوير الفنون وترقيتها بوزارة الثقافة والفنون، شداد بزيع، أمس، على افتتاح المحطة الثامنة للورشات التكوينية الخاصة ببعض مهن السينما، في مقر سينماتك الجزائر العاصمة، ممثلا عن وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي. حيث نقل في كلمة قرأها نيابة عن الوزيرة، أسمى عبارات التقدير والعرفان لكل السينمائيين، على ما يبذلونه من جهود في خدمة المشهد السينمائي في الجزائر، الذي يعرف نهضة غير مسبوقة. أكدت مولوجي في كلمتها، أن مصالحها ترعى وتشرف وتدعم كل المساعي النبيلة، الرامية إلى خدمة وترقية الحقل السينمائي في الجزائر، إذ تؤكد انخراطها الملتزم وفق استراتيجية القطاع، ورؤية القيادة السياسية في البلاد. وتابعت "إن رعاية الدولة للفعل الثقافي الفني والسينمائي منه بخاصة، أثمر في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، فإلى جانب إنشاء ثانوية الفنون "علي معاشي"، وبكالوريا الفنون في أربعة تخصصات، بما فيها تخصص سينما سمعي بصري، وكذا إنشاء المعهد الوطني العالي للسينما وعودة المهرجانات السينمائية الكبرى، لدليل على أن مشروع السينما في الجزائر يشهد تحولا مهما بالغ الأهمية". واسترسلت الوزيرة "ضمن برنامج ستينية الاستقلال، كان للإنتاج السينمائي هذه السنة، حظ محترم، نال التقدير من طرف السينمائيين، وإن كنا نعترف أنه لم يكن كافيا بقدر رغبة وشغف السينمائيين الجزائريين، غير أنه استطاع أن يقدم عبر إنتاج أفلام وثائقية وقصيرة، صورة ولوحة مشرقة عن الإبداع السينمائي في الجزائر، وفي سياق المبدأ التشاركي الذي اعتُمد في قطاع الثقافة والفنون مع كل الشركاء والخبراء والفنانين". أوضحت مولوجي، أن الورشات التكوينية المنظمة على هامش الجولات السينمائية في كل ربوع الوطن، استطاعت أن تمس أصناف الصناعة السينماتوغرافية كتابة وتصويرا وإخراجا، وفي تقنيات التقاط الصوت والتركيب، وبإشراف أزيد من 60 مؤطرا من خبراء وأساتذة ومختصين، منهم شباب تخرجوا من معاهد التكوين الفني في الجزائر، إلى جانب أساتذة ودكاترة رافقوا الجولات السينمائية في سائر ربوع الوطن، بما قدموه من مداخلات وإضاءات في سحر الأفلام الثورية، ومدى ارتباطها بالوجدان الجزائري. قالت مولوجي، إن نجاح تجربة الورشات التكوينية الفنية في سائر أصناف الفنون السمعية البصرية والسينمائية، يؤكد مدى شغف الشباب الجزائري بالفن السابع، وهو ما يجعلنا نسعى لأن تكون هذه التجربة الناجحة تقليدا ثقافيا وفنيا مستمرا وثابتا على مدار السنة، من أجل تعزيز المجال السينمائي بالتكوين الجيد في سائر التخصصات الفنية، خدمة وترقيه للإنتاج السينمائي الجزائري. من جهته، قال عادل ميخالفية مدير المركز الجزائري للسينما، إن الورشات بلغت المحطة الثامنة التي حققت آمال الكثيرين من هواة الفن السابع، في وضع الخطوة الأولى لطموحاتهم الكثيرة. وصرح "استطعنا أن نقطع أشواطا لا بأس بها في التعريف بأبجديات العمل السينمائي، من خلال مختلف الورشات التي أشرف عليها أساتذة ومختصون في المجال، والذين لم يدخروا جهدا في نقل خبرتهم للشباب، فغرسوا فيهم حب السينما واكتشاف خباياها". وقال أيضا "نحن ندرك أنه من الصعب صناعة سينمائيين في وقت وجيز، لكننا ندرك في الوقت نفسه، أننا غرسنا فيهم حب السينما والاطلاع على تفاصيلها، وهذا ما من شأنه مساعدتهم على الاتجاه نحو التكوين الأكاديمي المفصل، حسب التخصصات التي يريدونها عبر مختلف الفضاءات ومؤسسات التكوين التي يتيحها قطاع الثقافة".