عبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن أمله في أن يتمكن الموفد الأممي الخاص إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس من إقامة حوار بناء بين طرفي النزاع جبهة البوليزاريو والمغرب يؤدي إلى وضع حد لهذا النزاع الذي عمر لأكثر من ثلاثة عقود. وقال الرئيس اوباما أن الدبلوماسي الأمريكي السابق دبلوماسي محنك وله تجربة كبيرة ودراية واسعة بشؤون المنطقة تؤهله لأن يجد الإطار المناسب للشروع في حوار بناء بين المغرب وجبهة البوليزاريو. وتعد هذه المرة الأولى التي يتطرق فيها الرئيس الأمريكي علنا إلى موضوع الصحراء الغربية منذ توليه مهامه في البيت الأبيض شهر جانفي الماضي. وأكد الرئيس باراك اوباما في رسالة بعث بها إلى الملك المغربي محمد السادس أنه يأمل في أن تكون المفاوضات الجارية تحت إشراف الأممالمتحدة الإطار الأمثل لتوصل طرفي النزاع إلى حل مقبول من جانبهما. وأبدى الرئيس الأمريكي استعداده للعمل مع كل الأطراف في المنطقة من أجل التوصل إلى حل يلبي مطالب سكان الإقليم في إطار الحكم الراشد والشفاف والعدالة. وتعد هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها رئيس أمريكي عن آخر قضايا تصفية الاستعمار في القارة الإفريقية بنوع من الحياد على عكس الإدارة الأمريكية السابقة التي انحازت بشكل غير مفهوم وغير مبرر مع الطرح المغربي الساعي إلى فرض حكم ذاتي على الشعب الصحراوي يبقيه تحت السيادة المغربية. والمؤكد أن السلطات المغربية التي تلقت هذه الرسالة ستحاول استغلالها بما يخدم وجهة نظرها في إحكام سلطتها على إقليم لا تمتلك أية سيادة تاريخية عليه. ويكون الرئيس الأمريكي قد تفطن إلى هذا الأمر لدى صياغته لمضمون رده على رسالة الملك المغربي حرص فيها على تأكيد موقفه الداعم لكل تسوية تتم في إطار الأممالمتحدة وذلك حتى يقطع كل تأويل لتصريحاته واستغلالها بما يخدم الموقف المغربي. كما انه ليس من مصلحة الرئيس الأمريكي أن يتحول إلى مؤيد لموقف الضم المغربي وهو الذي وعد منذ توليه مهامه إلى تغليب العدالة في العالم والحرية رغبة منه في إعطاء صورة جديدة لبلاده بعد سنوات من التشويه الدبلوماسي الذي تسببت فيه الإدارة الأمريكية السابقة. ويكون ذلك هو الذي جعله يشدد الإشارة في رسالته على العدالة والشفافية ولوائح مجلس الأمن الدولي الداعية لحل النزاع في الصحراء الغربية. وسبق لمختلف المسؤولين الصحراويين أن أكدوا في العديد من المناسبات أنهم يأملون في أن تكون للإدارة الأمريكيةالجديدة نظرة أكثر إيجابية من إحدى أقدم قضايا تصفية الاستعمار في القارة الإفريقية وبما يغلب احترام الشرعية الدولية وتجسيد كل لوائح مجلس الأمن الدولي التي أكدت جميعها على حق تقرير المصير للشعب الصحراوي. ولم يخف الوزير الأول الصحراوي عبد القادر طالب عمر نهاية الأسبوع الماضي أن ينتهج الرئيس الأمريكي الجديد مقاربة مغايرة لتلك التي تبناها سابقه جورج بوش والتي كانت سببا في إطالة عمر النزاع بل وفشل المفاوضات المباشرة التي جرت في منهاست بمدينة نيويورك. يذكر أن ثناء الرئيس الأمريكي على جهود الموفد الخاص الأممي إلى الصحراء الغربية جاء مباشرة بعد انتهاء ثاني جولة لهذا الأخير إلى المنطقة وأكد خلالها عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق للبدء في مفاوضات غير مباشرة تمهيدا لمفاوضات مباشرة أكثر جدية من تلك التي قادها الموفد الخاص السابق الهولندي بيتر فان فالسوم والتي انتهت إلى الفشل بعد جولات أربع استغرقت عاما كاملا وأدت في النهاية إلى إبعاده واستخلافه بالدبلوماسي الأمريكي.