أكثر من ثلاثين لوحة فنية تعرض برواق "محمد راسم" للفنان التشكيلي أحسن معمري، رسم معظمها عن جمال البهجة وحسنها المتباهى به، مختارا في ذلك الأسلوب الواقعي والألوان الزيتية، فمثل الكثير من التشكيليين الجزائريين وحتى العالميين، وعلى رأسهم الفنان ايتيان ديني. تأثر معمري بأضواء الجزائر وألوان طبيعتها المتعددة، ليختار عنوان "أنوار الجزائر" لمعرضه هذا، ورسم أكثر من لوحة عن خليج الجزائر من خلال إطلالة بانورامية من مختلف الزوايا والأماكن، تمكننا من التمتع بجمال البهجة وخليجها، الذي قال عنه الفنان إنه أجمل خليج في العالم، بعد خليج ريو دي جانيرو بالبرازيل. في هذا السياق، رسم معمري لوحة شرفات سانت رافائيل (الأبيار)، يظهر فيها خليج الجزائر بشكل كامل ومهبر، حيث تتراصف المباني على حافة البحر، وتحت الشرفة، رسم طفلين يلعبان مع بعضها البعض، وبالقرب من أحدهما دراجة، دليل على ميل الفنان في المزج بين رسمة بانورامية وتفاصيل الحياة اليومية. ودائما مع هذا الموضوع، رسم التشكيلي لوحة "إطلالة بانورامية"، وهذه المرة من ساحة الشهداء، يظهر فيها مجموعة من الناس، أغلبهم نساء، يطلون من الشرفة على خليج الجزائر الجذاب. وأخرى رسمها من زاوية الزغارة، برزت فيها ساحة الكيتاني وكاتدرائية السيدة الأفريقية. وأخرى أيضا رسمها من زاوية مدينة القبة. وكذا لوحة من ملعب واقنوني، إضافة إلى لوحة عن خليج الجزائر رسمها من البحر وليس برؤية بانورامية. رسم الفنان أيضا في أكثر من لوحة، ساحة الشهداء بالعاصمة، مثل لوحة "قاع السور" التي رسم فيها تماثيل الأحصنة المنصوبة بالقرب من قصر رياس البحر. لوحة أخرى عن ساحة الشهداء بجامعها العريق، وناسها الذين يرتدون اللباس التقليدي، مثل "الحايك". تعقبها لوحة "ساحة الكيتاني" وما أجملها من لوحة، أبرز فيها تفاصيل المكان، زادتها رونقا. ننتقل إلى باب الوادي، تحديدا منطقة العيون التي رسمها الفنان في ورقة، ثم أعاد رسمها في لوحة، يظهر فيها صخب الأمواج، وفي أعلاها رسم كاتدرائية السيدة الأفريقية. كما يعرض الفنان لوحة "مسمكة"، رسم فيها مجموعة من الصيادين مستعدين للانطلاق في طلب الرزق. كما رسم المرأة العاصمية وهي في جلسة المقنين "الزين"، كلها جمال وأناقة. أما لوحة "القصبة"، فقد رسم فيها الفنان نساء يرتدين "الحايك" ويمشين في زنقة "للاهم"، أضفى عليها الكثير من الألوان والبهجة. وعن القصبة أيضا، رسم معمري أسطحها التي من خلالها أيضا يمكننا التمتع بجمال البهجة. رسم الفنان لوحة كبيرة عن البريد المركزي، الذي قال إنه يجتمع مع الأميرالية وولاية الجزائر في هندسة واحدة وفريدة من نوعها. ورسم المرأة بزيها التقليدي، مثل لوحة "زيارة ضريح سيدي عبد الرحمن"، التي رسم فيها مجموعة من العاصميات يزرن الضريح قبل يوم واحد من الاحتفال بالمولد النبوي الشريف. وأضفى على الأعلام الموجودة في الرسمة، العديد من الألوان الزاهية. وغير بعيد عن لوحة الضريح، لوحة عن صندوق العروسة، وكذا لوحة امرأة تعزف على آلة الربابة، وثالثة عن عروس تنتظر الزفة. ولم يكتف معمري برسم المحروسة وما جاورها، بل انتقل إلى مناطق أخرى من البلد، وهي منطقة القبائل التي رسم مناظرها الطبيعية الخلابة، خاصة خلال موسم جني الزيتون، وكذا منابعها التي تعد شريان الحياة. كما رسم المرأة الشاوية مرتدية اللباس التقليدي والحلي، ورسم أيضا سوق غرداية وألوانه المنعشة، وكذا دبيب الحياة الذي يسير فيه بشكل متناغم. دائما خارج العاصمة، رسم أحسن معمري رجلا ترقيا يتأمل سكون الصحراء وبالقرب منه ترقية تعزف على آلة الإمزاد، في صحبة إبريق شاي. كما رسم أيضا قافلة للتوارق. ورقصة الخيالة خلال وليمة تُنظم مرة في الأسبوع بمنطقة الجنوب، ولوحة أخرى عن تحضيرات عرس الفانتازيا.