يزداد الإصرار منذ السنوات الأخيرة على تحقيق حلم رئة خضراء نتنفس منها، ومحيط طبيعي نظيف في الجزائرالبيضاء التي تفتقر إلى طلة تشرح الصدر ورؤية مميزة تتقاطع فيها النظافة مع جمال المحيط، فالجمال موجود لكن النظافة غائبة للأسف! والمؤسف أكثر أن يكون انطباع سائح أجنبي زار الجزائر مؤخرا ممثلا في القول: "لديكم مناظر جميلة لكن مشكلتها أنها كثيرة الأوساخ". فعلا إن تصريحا كهذا يجعلنا وجها لوجه مع واقع مرير يفرز أسئلة وجيهة: أي صورة نقدمها للأجانب الزائرين للعاصمة البيضاء، وكيف نتطلع بهذا المستوى إلى إقبال سياحي كبير؟.. فالحقيقة أن ذلك الأجنبي لم يكن بعيدا عن الصواب الذي تشهد عليه شوارعنا وطرقاتنا المرصعة بالقاذورات، ويعلن عنه هذا الموسم الحار من خلال الروائح الكريهة المنبعثة في العديد من الأحياء السكنية بصفة تخلف نقاط استفهام كبرى: هل ستجد رسائل التحسيس حول البيئة آذانا صاغية يوما ما؟ وهل ستختفي مناظر الأوساخ المتراكمة هنا وهناك؟.. وهل سيعود الاعتبار للبيئة التي تزداد معاناتها في هذا الفصل في مختلف أماكن الاصطياف؟ فتبعا للواقع المعيش ليس من الغريب أن توصف الجزائر بكثرة الأوساخ طالما أن بعض سكانها لم يكتسبوا روح التحضر بعد.. في الوقت الذي يمارس فيه بعض المسؤولين المحليين سياسة الترقيع والتلميع لبعض الطرقات والبنايات المهترئة في المناسبات. وأمام هذه الممارسات التي تبعث على الحسرة يبدو أنه لم يبق لنا سوى أن نعلق آمالنا على سياسة إدماج التربية البيئية في الوسط المدرسي، عسى أن يعلم صغارنا كبارنا كيفية تطبيق لافتة "حافظوا على نظافة المحيط" التي تقابلنا في كل مكان!