حذّر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" من تفاقم الاحتياجات الإنسانية في الضفة الغربية بسبب القيود التي يفرضها الاحتلال الصهيوني على حركة الفلسطينيين. قالت المسؤولة الأممية، فلورنسيا سوتو، في تصريحات أدلت بها، أول أمس، "إن هذه القيود تقوض إمكانية حصوله الفلسطينيين على سبل العيش والخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم"، مشدّدة على أن الاحتلال الصهيوني ملزم بموجب القانون الدولي "بتسهيل حرية حركة الفلسطينيين داخل الأرض المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية". وحدّد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية 645 عائق يقيد الحركة عبر الضفة الغربية، بما يمثل زيادة بنسبة ثمانية من المئة عن المسح الأخير الذي أجري عام 2020، لافتا إلى أن جميع العوائق التي تم رسمها تقع داخل الأرض الفلسطينية المحتلة. وكانت عديد المنظمات الأممية والدولية قد أعربت، على مدار الأشهر الأخيرة، عن مخاوفها من خروج الأمور عن السيطرة في الأراضي الفلسطينية بسبب الممارسات القمعية التي تشنّها قوات الاحتلال ضد المواطنين. لكن لا هذه المخاوف ولا هذه التحذيرات تلقى آذانا صاغية لدى كيان صهيوني، الذي تواصل قواته اعتداءاتها على الفلسطينيين دون هوادة. وأعاقت قوات الاحتلال الصهيوني، أمس، حركة تنقل المواطنين الفلسطينيين عبر حاجزي "شوفة" العسكري جنوب شرق طولكرم وعناب شرق المحافظة وشددت من إجراءاتها عليهما. وأوقفت قوات الاحتلال المركبات من جميع الاتجاهات وأجرت عملية تفتيش فيها ودققت في هويات سائقيها وركابها واحتجزت عددا منهم وأخضعتهم للاستجواب بما أدى إلى حدوث اختناقات مرورية بالمكان. وتتعمد قوات الاحتلال يوميا إعاقة تنقل المواطنين الفلسطينيين ومركباتهم من سكان المحافظة وخارجها عبر الحاجزين من خلال إغلاقهما بشكل مفاجئ ومنعهم من المرور واحتجازهم في طوابير لوقت طويل. إلى جانب ذلك، استشهد شاب فلسطيني، أول أمس الجمعة، متأثرا بإصابته برصاص قوات الاحتلال الصهيوني على مستوى الرأس، حيث يتعلق الأمر بالشاب عزالدين كنعان البالغ 20 عاما المنحدر من بلدة "جبع" الواقعة الى جنوب جنين. وأصيب الشاب الفلسطيني بهذه الرصاصة القاتلة خلال توجهه للتبرع بالدم لصالح المصابين برصاص الاحتلال في عدوانها أوائل الشهر الماضي على جنين. وكانت قوات الاحتلال الصهيوني قد اقتحمت مخيم جنين فجر الثالث جويلية الماضي مدعومة بالطائرات الحربية واستشهد في الاقتحام، الذي وصف بالأعنف منذ عملية الاجتياح الصهيونية للضفة الغربية عام 2002، نحو 13 فلسطينيا بينهم خمسة أطفال فيما أصيب 140 آخرون من بينهم 30 بحالة خطرة. لا تتوقف معاناة الفلسطينيين عند هذا الحد، حيث يواصل عشرة أسرى إضرابهم عن الطعام رفضا لاعتقالهم الإداري وسياسة التنكيل التي تمارس عليهم في سجون الاحتلال. وقال نادي الأسير إن إدارة سجون الاحتلال الصهيوني صعدت من إجراءاتها ضد الأسرى المضربين واستخدمت كل الأدوات التنكيلية أبرزها العزل والنقل. ويأتي إضراب الأسرى تزامنا مع الخطوات النضالية التي شرع بها الأسرى الإداريون في سجن "عوفر" وعدة سجون أخرى واستمرار نحو 60 معتقلا التمرد على إدارة السجون الصهيونية وأنظمتها. وتشير الإحصائيات الفلسطينية إلى أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال بلغ حوالي 5 آلاف بينهم 160 طفل و32 امرأة. يذكر أن الكيان الصهيوني أصدر 1978 أمر اعتقال إداري منذ بداية العام الجاري أعلاها في شهر جويلية الماضي وبلغت 370 أمر.