شرع رئيس مجلس الدولة ومجلس الوزراء لجمهورية كوبا السيد راوول كاسترو روز، أمس الأحد في زيارة عمل وصداقة للجزائر تمتد إلى غاية يوم غد الثلاثاء بدعوة من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وقد جرت بعد ظهر أمس بمقر إقامة الدولة بزرالدة (الجزائر العاصمة) محادثات أولية على انفراد بين رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ورئيس مجلس الدولة ومجلس الوزراء لجمهورية كوبا السيد راوول كاسترو روز. وكان الرئيس الكوبي قد حل قبل ذلك بمطار هواري بومدين الدولي في زيارة عمل وصداقة إلى الجزائر تدوم ثلاثة أيام بدعوة من الرئيس بوتفليقة، وسيناقش الطرفان خلال هذه الزيارة سبل تعزيز التعاون الثنائي في جميع المجالات بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول المسائل الجهوية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وتعد زيارة الرئيس الكوبي للجزائر هذه الثانية في ظرف سنة بعد تلك التي قام بها في فيفري من العام الجاري والتي دامت ثلاثة أيام وهو ما يعكس نوعية أواصر الصداقة والتضامن التاريخية القائمة بين الجزائروكوبا. وقد مكنت مذكرة التفاهم حول المشاورات السياسية الثنائية المبرمة في ماي 2007 من تعزيز آليات التشاور والتنسيق بين البلدين على جميع المستويات. وتعزز العلاقات السياسية التاريخية المتميزة بين البلدين علاقات التعاون المتعددة الجوانب بين الجزائروكوبا. وتقوم اللجنة المشتركة الجزائرية الكوبية التي تجتمع دوريا بتقييم ودفع هذا التعاون في مختلف المجلات وقد توجت دورتها ال16 التي عقدت بالجزائر في 2 جوان 2009 بالتوقيع على سبع اتفاقيات في المجال الطبي. وقد تضمنت بنود الاتفاقيات السبع تحويل ملكية المستشفيات المختصة في طب العيون التي تم إنجازها من طرف كوبا أو تلك التي هي في طريق الإنجاز لفائدة الدولة الجزائرية. وأكد الطرفان على استمرار تسيير الفرق الطبية الكوبية للمستشفيات المختصة في طب العيون مع تقديم العلاج لصالح المواطنين الجزائريين مجانا بنفس الطريقة التي تسير عليها المستشفيات العمومية الجزائرية. كما نصت الاتفاقيات أيضا على تعزيز الشراكة في مجال اللقاحات خاصة اللقاح المضاد لالتهاب الكبد الفيروسي (ب) بين مجمع صيدال ومعهد باستور الجزائري ومؤسسة كوبية وتطوير الخبرة المساعدة على إنتاج لقاحات أخرى من أصل البيوتكنولوجيا. واتفق الطرفان على وضع لجنة مشتركة تشرف عليها وزارة الصحة والسكان ومعهد باستور الجزائري والمخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية كمرحلة أخيرة لإنشاء مصنع لإنتاج مشتقات الدم. وجدد البلدان عقود الشراكة بين المخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية ونظيره الكوبي سيكوماد على أساس ملف تقني يقدمه الجانب الكوبي من أجل مساعدة الجزائر على تطوير (في أقرب الآجال) إنتاج الأدوية الجنيسة. وقد أكد وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي في أعقاب الدورة على أن الجزائروكوبا تملكان الإمكانيات اللازمة لتطوير ودفع التعاون الثنائي بينهما إلى ميادين أخرى غير الصحة والأدوية. وأشار الوزير أن الطرفين "اكتشفا عدة ميادين يمكن أن تؤخذ كمثال إضافي لتعاون مثمر"، مؤكدا أن دورة اللجنة المشتركة التي عقدت بالجزائر كانت مناسبة للقاء بين خبراء البلدين ليتم تحديد بعض الفروع من الاقتصاد للتعاون فيها نظرا للإمكانيات التكاملية للاقتصاديين بما يسمح للطرفين بالقيام باستثمارات إضافية وبالتالي الإنتاج والتصدير إلى بلدان خارج النطاق الثنائي خاصة الإفريقية منها. وكانت الدورة ال15 للجنة المشتركة الجزائرية-الكوبية المنعقدة في جانفي 2008 بهافانا قد أكدت على حرص البلدين على إنجاز مشاريع تعاون في عدة قطاعات. وبالإضافة إلى المجال الطبي هناك رغبة للبلدين في تعزيز تعاونهما في مجال الري والتعليم العالي والحث العلمي من خلال ترقية التعاون بين الجامعات في مجال تبادل الأساتذة والمحاضرين رفيعي المستوى في إطار دعم تأطير محضري شهادة الدكتوراه. وعن القيمة الإجمالية لمختلف المشاريع التي باشرتها كوبا في الجزائر في العديد من المجالات فقد قدرتها مصادر كوبية بأكثر من 300 مليون دولار. وتتمثل أهم هذه المشاريع في سبعة مؤسسات استشفائية متخصصة في طب العيون وحماية الطفولة والأمومة والتوليد حيث انتُهي من إنجاز البعض منها على غرار مستشفى الجلفة لطب العيون الذي يشرف عليه فريق طبي مكون من 184 مختصا كوبيا فيما من المنتظر استلام ثلاثة مستشفيات بكل من ورقلة والوادي وبشار نهاية السنة الجارية. كما أن هناك مشروع لإنجاز شركة مختلطة لصناعة الحقن بالتعاون مع معهد باستور والذي يعد "لبنة أخرى في التعاون الثنائي بين البلدين في المجال الطبي" الذي يشمل أيضا التجهيزات الطبية وصناعة الأدوية الجنيسة. وعلى الرغم من نقص التعاون في قطاعات اقتصادية أخرى بين الجزائروكوبا مقارنة بالمجال الطبي إلا أن الطرفين كانا قد شرعا في العديد من المشاريع المتعلقة بالصناعات الجلدية والبتروكيماوية.