لا تزال ولاية البليدة، رغم كل التدابير الردعية التي تم اتخاذها، تسجل بعض المخالفات المتمثلة في إشعال مواقد النار، ببعض الأماكن المتفرقة من غابات أعالي جبال البليدة، الأمر الذي يتسبب في اشتعال النار، التي يسارع أعوان الحماية المدنية إلى إطفائها، بعد التبليغ عنها من طرف المواطنين من سكان المناطق الجبلية، أو المتطوعين ببعض الجمعيات المحبة للبيئة، على غرار ما حدث مؤخرا، في بلدية حمام ملوان، والذي كاد أن يتسبب في كارثة لولا السرعة في إخماد الحريق، فور نشوبه. أكد مراد سالي، رئيس جمعية "الأزرق" لحماية البيئة لبلدية حمام ملوان، بولاية البليدة، ل«المساء"، أن الأمر يستوجب إعادة النظر في الإجراءات المتخذة لمعاقبة المتسببين، والعمل الجاد على متابعتهم ومعاقبتهم أمام مرأى الناس، ليكون عبرة لمن يعتبر. يروي رئيس جمعية "الأزرق" لحماية البيئة ببلدية حمام ملوان، أنه كان شاهدا على نشوب الحريق ومشاركا في إخمادها، تفاصيل اندلاع الحريق بالمنطقة المسماة "بوساردينا"، الواقعة بمقطع الأزرق في بلدية حمام ملوان، قائلا بأنه في حدود الساعة منتصف النهار من الفاتح سبتمبر، تم رصد شابين كانا يجلسان في الغابة، وكانا قد أشعلا موقد نار قصد الشواء لتحضير وجبة الإفطار، وبعد ذلك، تركا الموقد مشتعلا، وغادرا المكان، حسب شهود عيان من أبناء المنطقة، الأمر الذي تسبب في انتقال النار، بفعل الرياح التي عصفت بالمكان، إلى الأحراش المحيطة بالموقد، وسرعان ما اشتعلت النار وامتدت إلى بعض الأشجار المجاورة، يردف المتحدث؛ "وبعد التبليغ عنها من السكان، سارع أعوان الحماية المدنية الموزعين على شكل فرق في المنطقة، بمعية أفراد الدرك الوطني، من أجل مشاركة أعضاء جمعية "الأزرق" لحماية البيئة، إلى التدخل السريع لمحاصرة النار والتحكم في الحريق قبل انتشاره". وحسب ذات المصدر "فعلى الرغم من التدخل السريع لإطفاء الحريق، إلا أنه تمكن في لحظات، من التسبب في خسائرة معتبرة، حيث احترقت أكثر من 20 شجرة سنوبر حلبي، وعدد من أشجار الضرو، وبعض الأحراش. وقدرت، حسب المصالح المعنية، المساحة المحروقة ب6 آرات، وهي مساحة يقول رئيس الجمعية "كبيرة بالنسبة لنا كجمعية تعنى بحماية البيئة، لأنها تسببت في الإضرار بالمحيط الغابي، وأتلفت أشجارا تحتاج إلى سنوات لإعادة إنباتها، وتسببت أيضا في هلاك بعض الحيوانات. وفي السياق، أشار رئيس الجمعية، مراد سالي، إلى أن ولاية البليدة، على الرغم من أنها لم تسجل خلال هذه الصائفة أي حرائق، إلا أن الحذر يظل دائما مطلوبا، خاصة مع موجة الرياح التي يمكن أن يعرفها شهر سبتمبر، لمواجهة بعض المهملين والمستهترين من الذين لا يزال، رغم كل التدابير المتخذة، يشكلون خطرا كبيرا على المحيط الغابي، بسبب الإشعال العشوائي لمواقد النار وتركها مشتعلة"، لافتا بالمناسبة، إلى أن جمعية "الأزرق" لحماية البيئة، تسعى من جهتها في إطار عملها الجواري، إلى التبليغ عن كل الحالات المشبوهة، والتدخل للمساهمة في تقديم يد العون لمصالح الحماية المدنية، العين الساهرة على حماية الغابة، إلا أن عملها كجمعية، يظل غير كاف، وأن المطلوب حسب رئيس الجمعية، هو تشديد العقوبات ومتابعة المتسببين في ارتكاب مثل هذه الأفعال، خاصة أن التوعية والتحسيس، رغم أهميتها، لم تعد تأتي بنتائج ملموسة ضد بعض المخالفين من الذين يغيب لديهم الحس البيئي.