❊ إمكانات الجزائر الشمسية فرصة غير مسبوقة لتطوير البنية التحتية أكد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، سيدي محمد بوشناق خلادي، أن الجزائر عازمة على الانخراط بقوة في التحوّل الطاقوي نحو مستقبل أكثر استدامة وأكثر احتراما للبيئة، استجابة للتطوّرات والرهانات الأخيرة الحاصلة في مجال الطاقات المتجددة وتغيرات المناخ. قال خلادي في كلمة ألقاها خلال ملتقى حول الطاقات المتجددة في الجزائر، إن بلادنا تزخر بمواردها من الطاقة الأحفورية، وتتجه الآن بحزم نحو الطاقات المتجددة لتنويع مزيج الطاقة لديها، مشيرا إلى أن الإمكانيات الشمسية الاستثنائية، تشكل فرصة غير مسبوقة لتطوير البنية التحتية للطاقة مع تعزيز الأمن الطاقوي. في ذات الخصوص، أوضح رئيس "كناس"، أنه بالنظر إلى التحديات العالمية التي تسببها تغيرات المناخ، يتوجب على الجزائر، استغلال المورد الشمسي لأهميته الحاسمة في خفض الاسهام الكربوني وتأمين مستقبل طاقوي أنظف، حيث يندرج هذا التحوّل ضمن الحركية العالمية الرامية إلى الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والتخفيف من آثار تغير المناخ، وفقا للالتزامات الدولية المختلفة مثل اتفاق باريس حول تغير المناخ، الذي التزمت الجزائر بموجبه بخفض انبعاثات الغازات الدفينة من 7 إلى 22 من المائة خلال الفترة ما بين 2020-2030. وأضاف أن التزام الجزائر بالتحوّل في مجال الطاقة يتجلى من خلال عدة إجراءات ملموسة تم اتخاذها، حيث أجرى مركز تطوير الطاقات المتجددة تقييمات معمقة للمصادر المتجددة، أكدت إمكاناتنا الشمسية الغنية، التي تتيح لنا فرصة استثنائية لتطوير البنية التحتية للطاقة مع تعزيز أمننا الطاقوي. وأكد خلادي أن برنامج رئيس الجمهورية والتزاماته 54 لتأسيس جزائر جديدة، يرتكز على التنويع الاقتصادي والأمن الغذائي والتحوّل الطاقوي والاقتصاد الرقمي، لتحقيق مستقبل أكثر استدامة وإنشاء نموذج اقتصادي جديد يعتمد على الطاقات الجديدة والمتجدّدة، التي تشكل ركيزة أساسية لأمننا الطاقوي على المدى الطويل، مشيرا إلى أنه يسعى إلى تنويع الاقتصاد من خلال تطوير الطاقات الجديدة والمتجددة. ولتحقيق هذه الأهداف، أشار رئيس "كناس" إلى أن السلطات العمومية وضعت برنامجا لتطوير الطاقة المتجددة، يهدف إلى تركيب 1000 ميجاواط سنويا مع تسطير هدف نهائي للوصول إلى 15000 ميجاواط بحلول سنة 2035. كما ستعزز هذه المبادرة، المصحوبة برفع قدراتنا في مجال الطاقة المتجددة بشكل كبير، من حصة الطاقات النظيفة في مزيج الطاقة الوطني. وتعكس هذه التدابير التقدم الكبير الذي أحرزته الجزائر في تعزيز الطاقات المتجددة، بهدف زيادة قدراتها من الطاقة النظيفة مع تقليل اعتمادنا على الوقود الأحفوري. وأبرز ذات المسؤول، ضرورة الأخذ بعين الاعتبار العديد من العوامل لتحقيق هذه المقاربة الهامة، من خلال تنويع مزيج الطاقة وإدارة الموارد غير المتجددة بشكل أفضل وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، مع ضرورة تطوير قطاع وطني قوي لإنتاج الكهرباء المتجددة، وخاصة في قطاع الطاقة الشمسية، مشيرا الى ان الاستقلال في مجال الطاقة يتطلب إنشاء نسيج صناعي محلي ديناميكي، قادر على إنتاج معدات إنتاج الطاقة الخاصة به، ما يسهم أيضا في النمو الاقتصادي المستدام والمدر للثروة. وتطرق إلى العوائق التنظيمية في استغلال الطاقة الشمسية، التي تستلزم خلق بيئة ملائمة لتوسيع نطاق الطاقات المتجددة، مع ضرورة تحفيز البحث والتطوير، وتشجيع الصناعة المحلية، بالإضافة إلى تطوير شبكات الكهرباء الذكية، مع تشجيع الاستهلاك الذاتي للطاقة الشمسية وتسهيل الحصول على التمويل، مع اغتنام فرص التمويل الدولي وسوق الكربون. كما ذكر خلادي بأن كل هذه الإجراءات التي تتماشى مع المبادرات العالمية الرامية إلى التخفيف من آثار تغير المناخ مع تعزيز النمو المستدام، تستوجب توحيد الجهود لتطوير حلول قابلة للتطبيق، وتتطلب التزام ومساهمة جميع الجهات الفاعلة المعنية، سواء الحكومة أو القطاع الخاص أو مراكز البحث أو المجتمع المدني، لتشجيع آليات الاستثمار الخاص في الطاقات المتجددة والتنظيم والتنافسية واستدامة المشاريع، مشيرا إلى أن الوضع الحالي يتطلب تشجيع الحوار البناء بين القطاعين العام والخاص من أجل وضع استراتيجيات لتطوير الطاقة الشمسية، مع إدخال أفضل الممارسات العالمية في مجال الطاقات المتجددة والتكيف مع تغيرات المناخ.