❊ غياب يد عاملة مؤهلة يكبح تقدّم صناعة النسيج والأحذية أكد نائب رئيس الفدرالية الجزائرية لأرباب العمل، بودربة محمد منصف، أن قطاع النسيج يتطلب التحكم في التفاصيل الدقيقة للمنتوج، بغية التمكن من صناعة منتوجات بجودة عالية قادرة على المنافسة في السوق الوطنية والدولية، باعتبار أن المنافسة جد شرسة تسيطر عليها كل من الصينوالهند. ودعا بودربة خلال افتتاح الصالون الدولي للنسيج، الملابس، المعدات، والجلود بقصر المعارض بالصنوبر البحري بالجزائر، المسؤولين والمتعاملين الاقتصاديين إلى استغلال علاقات الصداقة القوية مع هذين البلدين لإقامة شراكة واستثمارات مربحة تمكن الطرف الجزائري من اكتساب خبرة في الميدان لتطوير هذه الصناعة في ظل غياب التكوين وعدم وجود يد عاملة مؤهلة، بما يمكنها من التحكم في كل الجوانب للصمود أمام المنافسة الدولية القوية والتمكن من التوجه الى التصدير نحو البلدان الإفريقية. وأضاف بأن الجزائر لها قاعدة صناعية موجودة منذ سنوات السبعينيات والثمانينيات في قطاع النسيج الذي تمكن أنذاك من إيجاد مكانة قوية في السوق، الأمر الذي يتطلب، حسبه، مضاعفة الجهود وتنسيق الرؤى والتفتح على الخبرة الأجنبية لإعادة بعث هذه الصناعة بنفس معايير الجودة لما لها من إمكانيات واعدة ستمكن الجزائر من تحقيق مداخيل من العملة الصعبة في حال استغلال الفرص المتاحة للتوجه نحو التصدير. وذكر بودربة بوجود مؤسسات تركية وأخرى روسية عبرت عن رغبتها في الاستثمار في قطاع النسيج بالجزائر، مؤكدا أن هذه الرغبة من المنتظر أن تعرف طريقها الى تجسيد مشاريع حقيقية بفضل التحفيزات التي يمنحها قانون الاستثمار وقانون منح العقار الاقتصادي الموجه للاستثمار. من جهته، أكد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، أعمر تاقجوت، أن تطوير صناعة النسيج يتطلب الاهتمام بالتكوين وبكل مراحل الإنتاج بدء باسترجاع الجلود للتقليل من استيراد المواد الأولية، خاصة وأن هذه المادة متوفرة. وألح في هذا الشأن، على ضرورة الاهتمام باسترجاع الجلود من خلال تخصيص مذابح وفضاءات لهذا الغرض، مشيرا إلى أن هذه المهمة لابد أن تسند إلى مختصين، مشدّدا أن قطاع النسيج يعد قطاعا حيويا واستراتيجيا يمكن أن تعول عليه الجزائر للنهوض بالاقتصاد الوطني وتنويع الصادرات. من جانبهم، أشار مختصون في مجال النسيج وصناعة الأحذية إلى نقص اليد العاملة المؤهلة في المجال بسبب غياب التكوين، وعدم وجود تخصّصات تدرس في هذه المهن لتكوين كفاءات قادرة على تطوير صناعة الألبسة والأحذية. وفي هذا الشأن، أكد مسير شركة لصناعة الأحذية والحقائب، ريضا قرطبي، في تصريح ل«المساء"، أن المشكل الذي لا يزال يعيق ويكبح نشاط صناعة النسيج والأحذية بالجزائر هو غياب التكوين، ما يؤثر على نوعية اليد العاملة الناشطة في المجال، حيث يقتصر تعلمها للمهنة حاليا على الممارسة فقط بدون أي شهادات أو تربصات. وطالب المتحدث وزارة التكوين والتعليم المهني بفتح تخصّصات لتكوين يد عاملة مختصة في هذه المهن لما لها من مردودية في السوق تسمح بتطوير هذه الصناعة للاستجابة لحاجيات السوق التي تستهلك سنويا ما يقارب 90 مليون زوج من الأحذية، وللتقليل من فاتورة الاستيراد. ويشارك في الصالون الذي تختتم فعاليته غدا الثلاثاء 17 عارضا من الجزائر، الصين، تركيا، الإمارات العربية المتحدة، أندونيسيا، ايطاليا، مصر، الهند، وتونس، حيث يعد فرصة للمتعاملين للتعريف بمنتوجاتهم وإقامة شراكات واستثمارات جديدة لتأسيس صناعة حديثة تتماشى مع المتطلبات المعاصرة لمنتوجات المنسوجات والملابس والأحذية من حيث الجودة والتصميم ما يساعد على تسويق هذه المنتوجات محليا ودوليا مثلما أكده منظم الصالون محمد لمين بكوش.