أكد مدير الثقافة والفنون بقسنطينة فريد زعيتر، أن الدورة التكوينية السادسة لفائدة الأسلاك النظامية التي انطلقت أمس بالمتحف الوطني "سيرتا" تحت شعار "حماية وتثمين التراث الثقافي المحمي"، تهدف إلى تعزيز كفاءة ضباط الجمارك والدرك وشرطة الحدود في مجال مكافحة تهريب القطع الأثرية، ووضع آليات تتماشى والتكنولوجيات الجديدة المستخدمة في هذا الميدان؛ من أجل تقييم الوضع الراهن للتراث الحضاري الوطني، وحصر المعالم والمواقع الأثرية والتاريخية والثقافية المعرضة للأخطار. كما ترمي الدورة التي تُختتم اليوم الخميس، وفق المتحدث، إلى البحث في سبل استخدام تقنية المعلومات ووسائل التكنولوجيا الحديثة؛ لصيانتها، إضافة إلى آليات التعرف على القطع الأثرية المقلّدة عن الأصلية، خصوصا عبر السوق الإلكترونية، قصد مواكبة تطورات الجريمة، وكبحها، والتصدي لكل المحاولات التي تهدف إلى المتاجرة بالتراث المادي. وعرفت الدورة في يومها الأول، تنظيم جولة حول مرافق المتحف، ومعاينة مختلف التحف الأثرية المعروضة؛ قصد التعرف عليها، بتأطير من محافظ رئيسي للتراث الأستاذ بشير زواوي، ومحافظة التراث ورئيسة قسم الجرد والحفظ والترميم الأستاذة لعناني نجمة، والملحق بالحفظ الأستاذ وليد مراد. كما عرفت الدورة تقديم العديد من المحاضرات من طرف أساتذة مختصين في المجال؛ على غرار مدير ملحقة المركز الوطني لبحوث ما قبل التاريخ والأنثروبولوجيا والتاريخ الدكتور حسين طاوطاو، الذي تحدّث عن وضعية المعالم الأثرية في الجزائر بين الحفظ والإهمال، وكذا الإطار بمديرية الثقافة والفنون الأستاذ عمار سماعلية، الذي تحدّث عن الآليات القانونية لحماية التراث الثقافي المحمي. وفي الشق التطبيقي، أشرف المرمم بوبكر بوكبش على حصة تطبيقية بمخبر الترميم؛ بغية التعرّف بشكل دقيق، على أهم طرق الترميم، وطرق الغش التي ينتهجها المجرمون وتجار السوق السوداء في التحف التراثية؛ حتى يبيّن الفروق الدقيقة للتمييز بين ما هو مزيّف وما هو حقيقي، ليتم بعد ذلك فتح باب النقاش. وضمن نشاطات مديرية الثقافة والفنون، قام مدير الثقافة والفنون فريد زعيتر، في إطار متابعة وضعية الممتلكات الثقافية عبر إقليم الولاية، بخرجة ميدانية، لمعاينة المعلم الأثري ضريح ليليوس أوربيكوس الواقع بجبل شواية بالمكان المسمى "الهري" ببلدية بني حميدان على بعد حوالي 25 كلم شمال غرب قسنطينة، غير بعيد عن المدينة الأثرية "تيديس". وجاءت خرجة مدير الثقافة والفنون الذي كان مرفقا بمنسق التراث الثقافي، أول أمس، ضمن المساعي الرامية إلى إعداد ملف التصنيف الوطني، طبقا لقانون التراث الثقافي 04- 98 المؤرخ في 15 جوان 1998، والمتعلق بحماية التراث الثقافي، والذي يحدد أنواع الممتلكات الثقافية المادية وغير المادية، التي تحظى بالعديد من آليات الحماية الإدارية، والتدابير التي تتّخذها السلطات المختصة في إطار الحفاظ على هذه الممتلكات؛ من خلال التصنيف والتسجيل في قائمة الجرد، ووضع مدوّنات وبنوك معطيات لتخزين هذا التراث. ووقف مدير الثقافة والفنون على محيط وحالة ضريح لوليوس ذي الشكل الأسطواني، المبني من الحجارة المنحوتة، والمشيّد من طرف كينتوس لوليوس إبريكيس الذي وُلد سنة 109م في تيديس قرب سيرتا (قسنطينة) وحاكم روما آنذاك؛ تخليدا لعائلته، والذي حكم المقاطعة البريطانية الرومانية من سنة 139 حتى 142م، وهو ابن ماركوس لوليوس، مالك أرض نوميديا.