❊ الجزائر تتطلع إلى موقف حازم من قمة "عدم الانحياز" ❊ ثقل الحركة يمكنها من الضغط لوضع حدّ للعدوان الصهيوني ❊ مبادرة جنوب إفريقيا بالعدل الدولية خطوة في الاتجاه الصحيح ❊ حقّ الصحراويين في تقرير مصيرهم غير قابل للتصرّف أو التقادم شدّد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، أمس، على حاجة القضية الفلسطينية إلى دعم أكبر من قبل حركة عدم الانحياز، لافتا إلى الثقل المعنوي والأخلاقي لهذه المنظمة ومواقفها الثابتة وتأثيرها السياسي، التي تمكنها من تعزيز الضغط الدبلوماسي لوضع حدّ للعدوان الصهيوني في قطاع غزة. وأعرب عطاف في كلمة له خلال الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة 19 لحركة عدم الانحياز، بكامبالا الأوغندية ،عن تطلعه "إلى موقف قوي وحازم من القمة المقبلة، حول القضية الفلسطينية "التي تمر بمرحلة يمكن وصفها على أنها الأخطر والأدق في تاريخها". وشدّد وزير الخارجية على أن الحركة بإمكانها المساهمة في الضغط الدبلوماسي لوضع حد لآلة القتل والدمار الإسرائيلية في قطاع غزة ومحاسبة المشرفين عليها وتسريع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة كحلّ جذري ونهائي للصراع برمته. وأوضح عطاف أن "الشعب الفلسطيني الذي ألهم المعمورة بتضحياته الجسام وبصموده الأسطوري، لا يستحق منا أدنى من هكذا مواقف ومن هكذا مساعي ومن هكذا ضغوط لوضع حدّ نهائي لعقود من اللامساءلة واللامحاسبة واللامعاقبة، التي مكنت الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني من إلحاق أبشع الأضرار وأفظعها بأحقية وشرعية ومشروعية المشروع الوطني الفلسطيني التاريخي". مبادرة جنوب إفريقيا تستحق التقدير والدعم وتوقف الوزير عند مبادرة جنوب إفريقيا برفع دعوى ضد الاحتلال الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية، بتهمة شنّ حرب إبادة في غزة، مشيرا إلى أنها "تستدعي كل التقدير وكل الدعم وكل الثناء، فهي الخطوة الصحيحة في الاتجاه الصحيح". وأكد عطاف التزام الجزائر بالمساهمة في تحقيق انطلاقة جديدة للدور النشط الذي تلعبه حركة عدم الانحياز في ظل الوضع الدولي الراهن والعمل من موقعها بمجلس الأمن على الحفاظ على مصالح الحركة وترقية أهدافها ومبادراتها. ولفت الوزير إلى أن "الجزائر تتطلع إلى هذه القمة كفرصة ثمينة لتحقيق هذه الانطلاقة، في ظل السياق الدولي الراهن المثقل بالتحديات والتهديدات على شتى الأصعدة وفي جميع المجالات "وأعرب عن أمله في أن "تضفي الانطلاقة الجديدة زخما جديدا على القيم والمبادئ والمثل التي قامت عليها ومن أجلها حركة عدم الانحياز والتي أثبت الظرف الدولي الراهن مدى حاجته إلى الاستلهام منها والاقتداء بها والاحتكام إليها"، مشيرا إلى إرادتها في أن "تخدم الصالح العام الدولي وأن تسهم في التخفيف من حدة التوترات المتصاعدة ومن خطورة الاستقطابات المتزايدة على الساحة العالمية". وقال في عطاف في السياق "انطلاقة نريدها أن تضغط من أجل قيام منظومة دولية متوازنة وعادلة، منظومة تضمن الأمن والاستقرار والرخاء للجميع ومنظومة تنهي التهميش الذي طال أمده بحق الدول النامية وتستجيب لاحتياجاتها وتطلعاتها"، إضافة إلى تعزيز "تقاليد التعاون والتآزر والتضامن بيننا وتقوية التزامنا الجماعي بنصرة القضايا العادلة لإنهاء الاحتلال وتصفية الاستعمار تصفية نهائية وتكريس حقوق الشعوب المضطهدة عبر المعمورة". وفيما يتعلق بتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، ثمن وزير الخارجية "ثبات حركة عدم الانحياز على موقفها الأصلي والمتأصل في دعم حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف أو التقادم في تقرير المصير، وفقا لما تنص عليه قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة الصادرة سواء عن مجلس الأمن أو عن الجمعية العامة". وأشار عطاف إلى دعوة الوفد الجزائري "إلى تفعيل المواقف المتقدمة لحركة عدم الانحياز حول عملية إصلاح منظمة الأممالمتحدة وإعادة الاعتبار للعمل الدولي متعدد الأطراف وكذا تقوية إسهامها في وضع العلاقات الدولية القائمة في مأمن من تداعيات القطبية الضارة بمصلحة الجميع وسياسات القوة التي تخل بركائز السلم والأمن الدوليين". وختم كلمته بالقول "إن قناعتنا تبقى راسخة أنه لا مستقبل للبشرية إلا في ظل التعاون المثمر والاحترام المتبادل والترابط المنصف تحت قبة هذه المنظمة الأممية الجامعة وفي ظل الاحتكام إلى قواعد وقوانين الشرعية الدولية".