تنتظر بلدية حسين داي موافقة ولاية الجزائر على استغلال العديد من الأوعية العقارية المسترجعة من عمليات الهدم، التي طالت العديد من العمارات والبنايات القديمة، التي أصبحت نقاطا سوداء، تشكل خطرا على الشاغلين، وتشوّه المحيط العمراني. وحسب مصادر محلية، فإنه يوجد أزيد من 50 نقطة سوداء بإقليم البلدية، منها عمارات سكنية تم هدمها، وبنايات هشة تشكل مقرات لشركات عمومية وخاصة، غيرت مكان إقامتها، وأخرى تخلت عن نشاطها، تاركة العقار بدون أي استغلال. زائر بلدية حسين داي يلاحظ ذلك النشاز الحاصل بالعديد من الأحياء، لا سيما الرئيسة منها؛ كشارع طرابلس الذي يمر به خط الترامواي، الذي تمت تهيئة ضفافه، وترك مسلك للسيارات مع توفير بعض أماكن ركنها، لكن ما لا يسرّ الناظر هو ذلك النسيج العمراني القديم والهش غير المستغل منذ سنوات، والواقع أغلبه على حافة شارع طرابلس، حسب ما لاحظت "المساء" ، والذي أصبح يشكل نقاطا سوداء بكبريات أحياء وشوارع العاصمة. وفي زيارتنا لشارع طرابلس المشهور الذي ازدادت به حركة المواطنين بعد استغلال خط الترامواي الذي يمر به فضلا عن محطة القطار التي تقع على مرمى حجر منه، لاحظنا أن بعض الأوعية العقارية تم استغلالها؛ منها الحديقة العمومية المقابلة للمسجد، وأخرى غير المستغلة بعد هدم بنايات لصيقة مع محطة القطار؛ حيث تحولت إلى حظيرة لركن السيارات، في انتظار استغلالها مستقبلا في مشاريع ذات منفعة عامة، وفق ما تطالب به بلدية حسين داي. كما تخضع العديد من العمارات القديمة بهذا الشارع الكبير، لعمليات الترميم منذ عدة أشهر، في إطار برنامج الولاية لإعادة تأهيل البنايات القديمة بالعديد من بلديات العاصمة؛ حيث تقوم مقاولات الإنجاز بوضع على واجهات البنايات، شبكات واقية، وأسطحا؛ لتمكين العمال من القيام بالأشغال بدون خطر على المارة. ومن شأن هذا البرنامج الذي تشرف على تجسيده مديرية تهيئة وإعادة هيكلة الأحياء لولاية الجزائر، أن يدعم النسيج العمراني القديم، ويعيد وجهه اللائق، ويحمي شاغليه. وذكرت مصادر محلية أن بلدية حسين داي قدمت اقتراحات لولاية الجزائر، تتعلق بضرورة استغلال كل الأوعية العقارية المسترجعة من عمليات الهدم، والإسراع بحل الإشكال القانوني لمقرات العديد من الشركات العمومية والخاصة الموجودة على ضفاف شارع طرابلس. ويظهر، حسب المهتمين بهذا الملف، أن الإشكال الذي اصطدمت به الإدارة لاسترجاع عشرات المقرات القديمة، يتمثل في كون هذه المقرات مرهونة لدى البنوك، وبالتالي لا يمكن التصرف فيها، أو نزع ملكيتها من أجل المنفعة العامة إلا إذا سددت المؤسسات كل ديونها المترتبة عليها. وتشهد حسين داي العديد من الورشات لإنجاز بنايات وسكنات ترقوية على أنقاض بنايات قديمة وهشة، ومن بينها مشاريع سكنات ترقوية تابعة للمؤسسة الوطنية للترقية العقارية، التي تقوم بإنجاز مشاريع بالقرب من شارع طرابلس، يضم سكنات ومحلات تجارية. وتذكر المعلومات أن هذه الشركة العمومية تعكف على إنجاز برجين سكنيين شاهقين يرتفعان إلى 30 طابقا. ويضمان 300 سكن ترقوي، ومحلات تجارية وأخرى خدماتية، أهمها مطاعم بجسر يربط البرجين في الطوابق العليا بتصميم عصري، يحاكي تلك الموجودة بالحواضر الكبرى في العالم. كما تسعى بلدية حسين داي لإنجاز مراحيض عمومية ب 10 نقاط تتوزع بالأماكن العمومية والمرافق التي تشهد حركة كبيرة للمواطنين؛ كالساحات والحدائق، وبالقرب من مستشفى حمود (بارني سابقا)، وغيرها؛ لمنع السلوكات غير الحضرية من طرف بعض المواطنين، بل ويضطر لذلك بعض المرضى، الذين يتخذون بعض الزوايا والجدران لقضاء حاجياتهم البيولوجية.