ستنطلق خلال الأيام القادمة عملية ترميم 26 عمارة قديمة متواجدة بشارع طرابلس بحسين داي، ضمن عملية تشمل 102 عمارة، في إطار إعادة تأهيل البنايات القديمة التي تشكل خطرا على حياة قاطنيها، خاصة ببلدية حسين داي، وبالضبط بشارع طرابلس، الذي سبق أن شهد حوادث مميتة، خاصة مع انهيار أجزاء من عدة عمارات المدينة. تأتي هذه العملية التي ستنطلق قريبا، مثلما أوضحت مصالح الدائرة الإدارية لحسين داي، تنفيذا لتعليمات والي الجزائر يوسف شرفة، الذي وعد بمعالجة هذا المشكل بحسين داي، والبلديات الأخرى التي تتواجد بها بنايات قديمة ضمن النسيج العمراني الهش، حيث تشهد عدة بلديات عملية إعادة تأهيل العمارات القديمة، ضمن برنامج ولاية الجزائر الذي خصص له مبلغ مالي ضخم. وقد أشرف الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لحسين داي، يزيد دلفي، بداية الأسبوع الجاري، على تنصيب المقاولات المكلفة بعملية ترميم العمارات بشارع طرابلس، والتي تحولت إلى مصدر خوف بالنسبة لقاطنيها وزوارها العابرين لهذا الشارع، بسبب تدهور وضعية العمارات، خاصة الشرفات التي تتهاوى منها أجزاء من حين لآخر، نتيجة لقدمها من جهة، والعوامل الطبيعية التي أثرت فيها، على غرار زلزال 2003، الذي أدى إلى تشقق الجدران والأسقف، وأحدث أضرارا جسيمة ببعضها، دون أن تحظى آنذاك بعملية ترميم لائقة. وما زاد من تدهور وضعية البنايات ببلدية حسين داي؛ التوسعات غير القانونية لبعض السكان، خاصة على أسطح العمارات التي لم تعد قادرة على تحمل المزيد من الهزات، على غرار ما يحدث الآن لعمارة بشارع "14 شبوط عبد الكريم"، التي قام أحد الجيران ببناء بيت فوضوي فوق السطح، رغم هشاشة البناية، غير مبال بالخطر المحدق بالسكان الذين أبدوا معارضتهم للأمر، لكن دون جدوى. وعبر العديد من سكان حسين داي، عن ارتياحهم للخطوة التي أقدمت عليها السلطات المعنية، والمتعلقة بمباشرة عملية الترميم في الأيام القليلة المقبلة، بالنظر إلى المخاوف التي تنتابهم يوميا جراء وضعية العمارات، والتي يسوء وضعها بحلول فصل الشتاء وتساقط الأمطار، حيث طالبوا في العديد من المرات، بضرورة إيجاد حل للوضعية الحرجة التي يعيشونها في بنايات هشة، وإنقاذهم من الموت تحت الأنقاض، خاصة الذين يقيمون في عمارات مصنفة ب«الخطيرة"، بسبب تآكل أجزاء منها، ولم تعد تصلح للسكن، قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه. بدورهم، أكد بعض سكان حسين داي، على ضرورة القيام بعملية ترميم حقيقة، تشمل واجهة العمارات وإعطائها صورة المدينة الجميلة، من خلال استعمال مواد بناء ذات نوعية، وتركيب نوافذ من حطب ذي جودة، والعمل على إضاءة الواجهات بطريقة عصرية، وإعادة تأهيل واجهات المحلات، خاصة أن شارع طرابلس يعد واجهة كامل المدينة، باعتباره الشارع الرئيسي لها، كما أشاروا إلى إعادة النظر في الأرصفة ومنع التركيب الفوضوي للهوائيات المقعرة، والمكيفات الهوائية، والملابس التي توضع في الشرفات، في صورة تعكس تدهور وضعية هذه المدينة التي تعد بلدية ومقر دائرة في نفس الوقت. سبق لبلدية حسين داي، أن شهدت خلال السنوات الأخيرة، حوادث مميتة، منها سقوط جزء من شرفة بالطابق الثالث، من العمارة رقم 47 بشارع طرابلس، أدى إلى وفاة شخص كان مارا من هناك في صائفة 2018. كما وقع السنة الجارية انهيار جزئي لطابقين بعمارة، أدى إلى وفاة امرأة، مما يستدعي تسريع وتيرة أشغال الترميم وإعادة تأهيل العمارات التي تشكل خطرا على حياة قاطنيها، والعابرين لشارع طرابلس. يذكر أن عددا من العمارات القديمة بنفس البلدية، تم هدمها وترحيل سكانها، كونها مصنفة في الخانة الحمراء، كما تم تخصيص العقارات المسترجعة لإنجاز بعض المشاريع، منها فضاءات لعب للأطفال.