رحبت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" بقرار محكمة العدل الدولية، الصادر أمس حول العدوان الصهيوني على غزة والذي يلزم إسرائيل بوقف الأعمال التي تؤدي إلى الإبادة الجماعية في قطاع غزة ويطالبها باتخاذ تدابير لمنع ذلك. اعتبرت الحركة في بيان لها أمس أن الحكم "ثبت الاتهام لدولة الاحتلال بتهمة الإبادة الجماعية ويطالب جيش الاحتلال بحماية المدنيين ورفع الحصار المفروض على شعبنا في قطاع غزة واحترام واجباته كقوة احتلال في إطار القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني"، مضيفة أن "هذا القرار يعني إيقاف كافة أشكال العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة". كما رأت حماس أن القرار، يفتح المجال لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم أمام محكمة الجنايات الدولية، معبرة عن تطلعها لأن تتضمن القرارات النهائية إدانة الاحتلال بارتكاب جريمة "الإبادة الجماعية" وجرائم الحرب وضد الانسانية. وكان رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس في الخارج، سامي أبو زهري، وصف في تصريحات صحافية أمس القرار بأنه تطور مهم من شأنه أن يسهم في عزل الاحتلال الصهيوني وفضح جرائمه في قطاع غزة، داعا الاحتلال الى الالتزام بتنفيذه. للإشارة، فإن "حماس" أعلنت أنها ستلتزم بوقف إطلاق النار ما التزم به الكيان الصهيوني، في حال صدور قرار عن محكمة العدل الدولية في لاهاي يقضي بذلك بعد الدعوة التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد المحتل. وقالت في بيان قبل إصدار محكمة لاهاي حكمها الأولي في قضية جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، أنها تتابع باهتمام بالغ مداولات المحكمة بعد الطلب الذي قدمته دولة جنوب إفريقيا إلى المحكمة "لوقف الإبادة الجماعية ضد شعبنا وخاصة في غزة". وأضافت أنه "في حال صدور القرار عن المحكمة بوقف إطلاق النار، فإن حركة حماس سوف تلتزم بوقف إطلاق النار ما التزم الكيان الصهيوني بذلك". وأوضح البيان شروط الحركة من أجل إبرام صفقة تبادل الأسرى، حيث أعربت عن استعدادها لإطلاق "سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها إذا أطلقت دولة الاحتلال سراح الأسرى الفلسطينيين المعتقلين لديها"، مشددة على أنه يتعين على المحتل "إنهاء الحصار المستمر منذ 18 عاما على غزة وإدخال كافة المساعدات اللازمة لإغاثة السكان وإعادة الإعمار". من جهة أخرى، استنكرت حركة "حماس" ادعاء الخارجية الأمريكية بأن إسرائيل لم ترتكب إبادة جماعية في قطاع غزة، معتبرة هذه التصريحات "محاولة أمريكية مفضوحة للضغط من أجل إفلات إسرائيل من الإدانة". وفي بيان نشره، عزت الرشق، القيادي في الحركة، أمس، عبر منصات الحركة الرسمية، قال إن "ادعاء الخارجية الأمريكية بأن إسرائيل لم ترتكب إبادة جماعية، وبأن هذه التهمة لا أساس لها من الصحة، وأنه لا يوجد أي تكافؤ أخلاقي بين حماس وحكومة العدو الصهيوني، هي محاولة أمريكية مفضوحة ومرفوضة باستباق قرار محكمة العدل الدولية". وأضاف أن "التصريحات الأمريكية من شأنها الضغط من أجل إفلات إسرائيل من الإدانة، لارتكابها مجازر وإبادة جماعية لا تزال مستمرة حتى اللحظة بدعم وشراكة أمريكية كاملة". وفي السياق، أدان الرشق الموقف الأمريكي تجاه الممارسات الإسرائيلية بغزة، موضحا أن "واشنطن لا تزال ترفض وقف العدوان على غزة، بمنعها مجلس الأمن من اتخاذ قرار بوقف العدوان على شعبنا الفلسطيني". ولفت إلى استمرارها "تزويد الاحتلال بالسلاح والذخائر لقصف النساء والأطفال"، حيث قال أن "موقف واشنطن يجعل منها طرفا منحازا وشريكا في جرائم القتل، ولا يحق لها أن تتكلم عن القيم والأخلاق وعن القوانين الدولية التي تنتهكها في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع".