بدأت العائلات العنابية، خصوصا ضعيفة الدخل، تحضيراتها لشهر رمضان هذه السنة مبكرا؛ بسبب غلاء المعيشة، والتهاب أسعار المواد واسعة الاستهلاك مع اقتراب هذا الموعد. وخلال جولة "المساء" الاستطلاعية ببعض الأسواق والفضاءات التجارية الكبيرة، لاحظت إقبالا واسعا من العائلات، على اقتناء بعض المشتريات الأساسية؛ مثل السكر والطماطم والزيت، وحتى بعض الأجبان، وغيرها من ضروريات الشهر الكريم؛ بهدف تخفيف أعباء الفاتورة الخاصة بالمشتريات خلال شهر رمضان، وهو ما أجمعت عليه العديد من ربات البيوت، اللواتي أكدن أنهن وضعن برنامجا خاصا بالمقتنيات منذ أسابيع. لمواجهة الغلاء، وتلبية احتياجات العائلة من مشرب ومأكل، ناهيك عن تخصيص غلاف مالي شهري لكسوة العيد الخاصة بالصغار، وعليه فإن فكرة شراء الضروريات الخاصة بكل مستلزمات شهر رمضان منذ حلول شهر رجب، فكرة استهوت العائلات محدودة الدخل؛ بهدف التحكم في الميزانية، التي قد لا تكفي لاقتناء مستلزمات الشهر الفضيل؛ من مأكل بدون الحديث عن تسديد فواتير الكهرباء والماء، والكماليات الأخرى؛ على غرار الأنترنت، والهاتف، وغيرهما. وفي هذا الشأن قالت السيدة لطيفة، أم لأربعة أطفال، إن اتباع سياسة الاقتصاد أصبح ضروريا جدا في الوقت الراهن؛ نظرا لمتطلبات الحياة، وعليه فإن التفكير في تقسيم الميزانية الشهرية والتحضير للمناسبات الدينية يخفف العبء عن العائلات البسيطة، ناهيك عن اقتسام هذه الميزانية في متطلبات تدريس الأطفال، وتوفير لهم الدروس الخصوصية. وفي سياق متصل بالتحضيرات المسبقة لشهر رمضان والتي وقفت عليها "المساء"، ظاهرة تصبير بعض الخضروات؛ مثل الفلفل، وكذلك الفواكه الموسمية، مع تحضير الحوامض؛ مثل عصير الليمون لاستعماله في العصائر الطبيعية وغيرها. وأجمعت ربات البيوت على أن مثل هذه التحضيرات يخفف عنهن التعب اليومي، قبل الانطلاق في تنظيف البيت، وترتيبه لاستقبال شهر البشائر بفرحة كبيرة. وبالنسبة لتخزين اللحوم الحمراء والبيضاء، اختلفت وجهات نظر العائلات؛ فهناك من أكدن أن تجميد اللحوم بمختلف أنواعها، له صلاحية ستة أشهر، وعليه فإن شراء اللحم خلال شهرين قبل شهر الصيام، يساعدهن على التحضيرات المسبقة، فيما رفضت فئة أخرى من الأمهات، تجميد اللحم لفترة طويلة؛ بسبب تغير طعمه، ونقص القيمة الغذائية التي يحتوي عليها. ويبقى لكل واحدة برنامجها الخاص بالتحضير للشهر الفضيل، كل حسب الميزانية؛ فهناك من العائلات العنابية وهو الصنف الثالث من لا تقتني ضروريات شهر رمضان إلا عشية حلوله. وأمام غلاء المعيشة يبقى المواطن العنابي تائها بين تحضير ما هو ضروري للحياة اليومية وتوفير مستلزمات الصغار؛ لتحقيق التوازن في معيشته.