تعمل جمعية "تنمية سواعد الأوراس" بتازولت بولاية باتنة، منذ نشأتها، على إبراز البعد الأمازيغي للهوية الوطنية؛ من خلال تنظيم مختلف النشاطات الاحتفالية وفق برنامج فني وثقافي، ومعارض تبرز الموروث الثقافي "الشاوي" ، على وجه الخصوص، الموغل في التاريخ. وأكدت رئيسة الجمعية سكينة رميلي بهذه المناسبة، أن منطقة الأوراس تحتفل سنويا بحلول السنة الأمازيغية الجديدة المتعارف عليها شعبيا ب "يناير" . وهي مناسبة ذات أبعاد ودلالات تاريخية وهوياتية، تعكس غنى الإرث الثقافي، والتجذر التاريخي والحضاري للإنسان، والثقافة الأمازيغية بشمال إفريقيا، وكذا الدور الريادي الذي لعبه الأمازيغ في تحريك مجريات الأحداث التاريخية عبر حقب تاريخية تمتد إلى ما قبل الميلاد. وذكرت محدثة "المساء" أن هذه المناسبة في الوقت الحاضر، من أهم المناسبات التاريخية التي تخلدها الأسر الأوراسية في بيوتها. وتشكل كذلك مناسبة للجمعيات الأمازيغية والتنظيمات المدنية لإحياء هذه المناسبة في جانبها الهوياتي والنضالي. وعلى هذا الأساس دأبت جمعية تنمية سواعد الأوراس، حسبها، على إحياء هذه الذكرى. وجعلت منها فرصة لتقييم سنة من النضال حول القضية الأمازيغية، وتجديد آليات عملها خلال السنة الجديدة. وأوضحت في لقاء خصت به "المساء" على هامش الحفل الذي أقامته بمقر الجمعية وحفل آخر شاركت فيه من تنظيم بلدية تازولت أقيم بالمركز الثقافي بتازولت بمناسبة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية يناير، أن جمعيتها حريصة على ضمان رعاية صحية وأعمال خيرية للتكفل بكل الحالات التي ترد الجمعية، في حدود الإمكانات المتاحة. وفي السياق، ركزت على أهمية المبادرات التضامنية في مناطق الظل للتكفل بالمعوزين والفئات الهشة بالمناطق الريفية المعزولة. وحسبما أوضحت، فإن جهود الأعضاء ستصب في تطبيق البرنامج الإنساني، الذي يشمل توزيع الأفرشة والأغطية والوسائد على المعوزين والأشخاص المسنين والمرضى طريحي الفراش، وتوفير الأدوية للعائلات المعوزة، والأيتام، والأرامل والمحتاجين، وتوفير الأعضاء الاصطناعية لذوي الاحتياجات الخاصة. وأبدت السيدة رميلي ارتياحا كبيرا لجهود أعضاء مكتبها، وحسن نيتهم في تكثيف مجهوداتهم طيلة السنة؛ من أجل إعطاء دفعة قوية للنشاط التضامني. ورغم حداثة اعتماد الجمعية خلال شهر أوت من سنة 2023، فقد ساهمت بأزيد 58 حقيبة مدرسية خلال الدخول المدرسي. وأحيت حفلا دينيا بمناسبة المولد نبوي الشريف. كما قامت بتوزيع كراسي متحركة وعكازات على ذوي الهمم، فضلا عن توزيع أزيد من 3 قناطير أو 4 من الملابس، والأحذية والأفرشة. كما قامت الجمعية بجمع تبرعات لفائدة غزة. ونظمت رحلتين سياحيتين عائليتين إلى ولاية سطيف. كما شاركت في زيارة المؤسسة العقابية تازولت بمناسبة يناير، في حين شاركت مع بلدية تازولت في إحياء مناسبة يناير في دار الثقافة تازولت، ومسابقتي أحسن أكلة شعبية، وأحسن تصميم في الخياطة. وبرمجت زيارات للأطفال المرضى بالمستشفى، ومركز السرطان الجهوي للسرطان الدكتور بلقاسم حمديكن. ولم تستثن الجمعية مبادرات تنظيم أيام تحسيسية تنوي الجمعية تنظيمها حول مخاطر الإدمان، مع تعميم النشاط التضامني لمناطق أخرى، والتي تترجم معاني التكافل الاجتماعي والتضامن مع المرضى والفئات الهشة، بتأطير أعضاء مكتب الجمعية. ولخّصت محدثتنا أهداف جمعيتها التي ترتكز بالأساس، على محاولة التقليل من نسبة الفقر المدقع والتشرد، وتكثيف العمل الجواري، والمشاركة في كل الأعمال التضامنية، ومحاولة الحد من الاختلاف بين الطبقات الاجتماعية عن طريق تقوية العلاقات الاجتماعية بين الطبقات الغنية والفقيرة؛ من خلال نظام الزيارات، ومن خلال مبادرات بتحسين حالة الفقراء بشكل تدريجي، ومحاولة القضاء على ظاهرة التسول عن طريق مساعدة الفقراء بطريقة منهجية، ومنع العطاء العشوائي، وتوفير الإغاثة والمساعدة الفورية للمحتاجين.