أيام فقط وتعلن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، عن اسم المدرب الجديد للفريق الوطني، خلفا لجمال بلماضي، بعد أن تختار اللجنة المعينة من قبل رئيس "الفاف"، اسم هذا الناخب الجديد من بين الأسماء التي يتم دراسة سيرها الذاتية، والتي وصلت إلى مبنى دالي براهيم منذ الإعلان عن الطلاق مع بلماضي. إلى حد كتابة هذه الأسطر، لم يتم بعد الفصل عن هوية الناخب الجديد، رغم أن عودة الفريق الوطني إلى أجواء المنافسة سيكون شهر مارس القادم، أي بعد بضعة أيام، لهذا وجب على اللجنة أن تعطي حكمها الأخير سريعا، لتمكين من سيشرف عن العارضة الفنية أن يشرع في عمله ويقيم تربصا لزملاء محرز، يمكنه من التعرف فيه عليهم قبل العودة الرسمية، ولعب الدورة الدولية الودية المقررة في شهر مارس. كيف ستعين "الفاف" مدربا ولم تنه الطلاق الرسمي مع بلماضي؟ لكن كيف ستتصرف الفاف، لتنصيب المدرب الجديد، الذي سيخلف بلماضي؟، علما أن هذا الأخير لم يقدم استقالته رسميا من العارضة الفنية، ولم يرضى لحد الآن بفسخ عقده وفقا لما اقترحه عليه رئيس الفاف صادي، ولم يقم هذا الأخير بإقالته من منصبه، فالأمور لم تتحرك لحد الساعة، وجمال بلماضي متواجد في قطر، ولم يقبل أي حل من هذه الحلول الثلاثة، معتبرا بأنه لايزال المدرب الوطني للمنتخب الجزائري، بحكم القانون وعقده الممتد إلى غاية 2026، والذي يرى أنه من حقه أن يكمله، ما دام أن الهدف المسطر فيه، هو بلوغ نهائيات كأس العالم 2026، وهذا ما يحلم بلماضي بالوصل إليه رفقة الفريق الوطني، رغم أنه أصبح غير مرغوب فيه من قبل رئيس الإتحادية وليد صادي، الذي يريد أن ينهي التعاون مع هذا المدرب مهما يكن، إلا أنه لم يتخذ أي قرار في ذلك. صادي في ورطة وبلماضي لا يريد التراجع وعلى ما يبدو، فجمال بلماضي، الذي رفض فسخ عقده وفقا لشروط صادي، حسب ما كشفت عنه "الفاف" في بيان سابق لها بخصوص هذه القضية، ينتظر تنصيب المدرب الجديد، حتى يتخذ الإجراءات اللازمة، ما دام أنه لايزال في منصبه، هذا ما سيدخل الإتحادية في ورطة، لأنه لا يمكن أن تقوم بتعيين ناخب في منصب جمال بلماضي، الذي يبقى لحد الآن المدرب الرسمي للفريق الوطني الجزائري، وعلى ما يبدو أيضا، فإن بلماضي ينتظر التفاتة أو اتصال من قبل الهيأة الكروية للوصول إلى حل يرضي الطرفين، خصوصا وأنه لم يدل بأي تصريح رسمي فيما يتعلق بهذه القضية، مفضلا عدم التعقيب على أي شيء، حتى على بيان "الفاف"، الذي جاء بنبرة حادة في حقه، حيث كشفت بعض المصادر أمس أن بلماضي رد على إشعار "الفاف"، وطالب بكل مستحقاته في العقد، وإلا اللجوء إلى "الفيفا". الاتحادية تريد مدربا كبيرا ولا يمكنها أن تدفع أكثر من 100 ألف أورو! ومن جهة أخرى، فقد رفع جمال بلماضي العارضة عاليا، فيما يتعلق باختيار الناخب الوطني الجديد، سواء من الجانب المالي، أو من الأهداف التي سيطلب منه تحقيقها، فمن الجانب المالي، فإن الراتب الذي يتقاضاه بلماضي يعد الأعلى على المستوى القاري، ببلوغه 220 ألف أورو شهريا، وهذا المبلغ الكبير سيكون حجر عثرة بالنسبة للفاف في اختيار خليفته، فالاتحادية التي ضربت في خزينتها المالية، لا يمكن أن تتجاوز سقف 100ألف أورو هذه المرة، لتدفعه كراتب للناخب الوطني الجديد، غير أنه من المفارقات، فإن الفاف تبحث عن مدرب بلغ على الأقل الدور النصف نهائي من كأس الكاف، أو النهائي أو فاز بها، ولهذا يبدو أن حتى اللجنة المكلفة باختيار المدرب الجديد، انتظرت إلى غاية نهاية كأس أمم إفريقيا أول أمس، ربما للتفاوض مع أحد المدربين، الذين بلغوا الأدوار الأولى من هذه المنافسة القارية، خصوصا وأن رئيس الفاف كان حاضرا في كوت ديفوار وتابع اللقاء النهائي.