❊ نتوقع أن تكون القمة الأحسن تنظيما والأفضل مشاركة وتوقيتها يعطيها أهمية حيوية ❊ القمة تعزّز مواقف الجزائر في القضايا الطاقوية ❊ الجزائر تولي اهتماما خاصا لتعزيز التعاون ضمانا لاستقرار الأسواق واستمراريتها ❊ القمة ستدافع عن تأمين العرض والطلب عبر عقود تجارية طويلة الأجل ❊ الجزائر ستولي أهمية لحماية السوق من التدخلات أحادية المصلحة أكد مدير الدراسات الاستشرافية بوزارة الطاقة والمناجم سفيان دقيش، تسخير السلطات الجزائرية لكل الإمكانيات لإنجاح قمة منتدى الدول المصدّرة للغاز التي تحتضنها الجزائر ما بين 29 فيفري و2 مارس 2024، مؤكدا في حوار خص به "المساء" أن التحضيرات بلغت مرحلة جد متقدمة وفق الخطة الزمنية المحددة. شدد ذات المسؤول، على أهمية الحدث على المستوى العالمي، مفصحا عن أهم الملفات التي ستطرحها القمة وتلك التي ستركز عليها الجزائر باعتبارها من رواد الصناعة الغازية في العالم. ❊ أين وصلت التحضيرات للقمة السابعة لمنتدى الدول المصدّرة للغاز المقررة نهاية الشهر؟ ❊ في البداية أود الإشارة إلى أن انعقاد القمة السابعة لرؤساء الدول والحكومات لمنتدى الدول المصدّرة للغاز بالجزائر، له أهمية كبيرة على المستوى العالمي في مجال الطاقة، لما يمثله الغاز الطبيعي من دور متنام في المزيج الطاقوي العالمي، والإمكانات المستقبلية الهائلة التي يوفرها ليكون الطاقة المرافقة لانتقال طاقوي سلس نحو التكنولوجيات الأكثر محافظة على البيئة، ووعيا منها بأهمية هذا الحدث وفرت السلطات الجزائرية، كل الظروف والوسائل لإنجاح هذا الموعد، حيث نأمل ونتوقع أن تكون النسخة السابعة أحسن قمة من حيث التنظيم وأفضلها مشاركة. ومن حيث التحضيرات يمكن القول إنها بلغت مرحلة جد متقدمة وهي تسير وفقا للخطة الزمنية المحددة لها، حيث تقوم اللجان المختصة حاليا بمتابعة كل التحضيرات اللوجستية والفنّية، مع العلم أن قصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال، الذي يحتضن القمة خضع لعمليات تهيئة شملت تجهيز قاعات الاجتماعات وتحضير التقنيات السمعية والبصرية الحديثة، كما قامت السلطات المعنية بتوفير كافة الإمكانات والتجهيزات المادية واللوجستية اللازمة لمختلف مكونات وفعاليات القمة، وتم الانتهاء من تحديد مواقع الإيواء وتهيئتها، إضافة إلى توفير وسائل النّقل ووضع البروتوكول الصحي والأمني المتّبع في مثل هذا النوع من الفعاليات الدولية، وتم كذلك إعداد برنامج ثقافي وإعلامي مرافق، وبشكل عام يمكن القول إن الإستعدادات تسير بشكل جيّد لضمان نجاح القمة. ❊ ما هي الأهمية التي يكتسيها احتضان الجزائر لهذا الحدث؟ ❊ كما تعلمون، للجزائر رصيد ثري في مجال صناعة وتسويق الغاز الطبيعي على المستوى العالمي، واحتضانها لهذه القمة يكتسي أهمية كبيرة كونها عضو مؤسس لمنتدى الدول المصدرّة للغاز، حيث تتطلع الجزائر لإبراز الدور المهم للغاز الطبيعي في التنمية المستدامة في سياق التطور الاقتصادي والاجتماعي وكذا البيئي، وذلك من خلال تبادل الأفكار والممارسات والتجارب بين الدول الأعضاء. ومن خلال تنظيم قمة بهذا الحجم تعزّز الجزائر دورها الدبلوماسي على الساحة الدولية، حيث سيتيح لنا هذا الحدث فرصة تحسين العلاقات مع باقي أعضاء منتدى الدول المصدّرة للغاز، وتعزيز موقف الجزائر في القضايا المتعلقة بالطاقة، كما تتيح القمة للجزائر استغلال فرصة انعقادها من أجل الترويج لصناعتها الغازية وبالتالي جذب الانتباه إلى قدراتها في إنتاج وتوزيع وإدارة الموارد الغازية. وبرأيي فإن توقيت هذا الحدث يعطي لقمة الجزائر أهمية حيوية، خاصة في ضوء نتائج المؤتمر العالمي للتغيرات المناخية "كوب 28"، وفي الوقت الذي نشهد فيه احتدام النّقاش حول التوقعات الطاقوية العالمية، وفي ظل الأزمات الجيوسياسية الحديثة التي أبرزت أهمية الأمن الطاقوي، لذا يعد هذا الموعد مناسبة هامة لإبراز أهمية الجزائر كعضو فعّال على الساحة العالمية، ما يسمح لها بطرح آرائها في نقاشات السياسات الطاقوية على الساحة الدولية للدفاع عن مصالح البلاد كمنتج ومورد للطاقة. ❊ ما هي أهم الملفات التي ستُطرح على طاولة النّقاش؟ ❊ من أبرز الملفات التي ستكون في محور اهتمامات القمة تعزيز التعاون المشترك بين دول الإنتاج الرئيسية بهدف ضمان استقرار أسواق الغاز العالمية، ومواجهة التحديات التي قد تواجه الطلب على هذا المصدر الطاقوي النظيف في المرحلة المقبلة، كما ستكرس مناقشات القمة جل اهتماماتها لبحث آليات التعاون بين الدول المصدّرة والمستهلكة لضمان الأمن الطاقوي للجميع، حيث ستناقش أهمية تأمين العرض والطلب خدمة للمصلحة المشتركة عبر عقود تجارية طويلة الأجل، وتعزيز الجهد المشترك في مجالي الاستثمار والتمويل للمشاريع المستقبلية. ومن المسائل الرئيسية التي ستحظى كذلك باهتمام الحضور، كيفية مواكبة الدول المصدّرة للتحول العالمي نحو مصادر الطاقة المستدامة، وذلك بالتأكيد على الدور الإيجابي الذي سيلعبه الغاز الطبيعي في الانتقال الطاقوي، إضافة إلى التأكيد على ضرورة حماية الأسواق العالمية للغاز من كل أنواع التدخلات والأطر التنظيمية التي من شأنها تغليب مصلحة طرف على آخر، ما ينتج عنه على المدى المتوسط والبعيد الإضرار باستقرار الأسواق وأمنها. ❊ ما هي المسائل التي ستركز عليها الجزائر خلال هذه القمة التي تستضيفها لأول مرة؟ ❊ تحظى الجزائر بمكانة ريادية باعتبارها إحدى أكبر الدول المصدّرة للغاز الطبيعي في العالم، ولهذا ستضع خلال القمة العديد من القضايا ذات الأولوية على جدول أعمال الاجتماعات، مع التركيز بشكل خاص على الدور الاستراتيجي للغاز الطبيعي في مواجهة تحديات التغير المناخي، حيث تشير كل الدراسات إلى أن الغاز الطبيعي سيواصل دوره في المزيج الطاقوي العالمي لعدة عقود. وفي هذا الإطار ستسعى الجزائر إلى تعزيز الشراكة في خفض إنبعاثات غازات الاحتباس الحراري المرتبطة بالغاز، لتقوية مكانته والدور الهام الذي يمكن أن يلعبه كجزء من الحلول المستدامة للمستقبل الطاقوي. كما ستولي الجزائر اهتماما خاصا بتعزيز التعاون بين أعضاء منتدى الدول المصدّرة للغاز والجهات الحكومية ذات الصلة من أجل ضمان استقرار الأسواق واستمراريتها، لاسيما من خلال الحد من التأثيرات الناجمة عن الأطراف والعوامل الخارجية، ومنها التدخلات التي تمس حرية الأسواق فيما يخص مبدأ العرض والطلب، والتي من شأنها تهديد استقرارها والإخلال بسيرها الطبيعي على المدى المتوسط والبعيد. ❊ فيما تكمن أهمية احتضان الجزائر لمعهد البحوث التابع لمنتدى الدول المصدّرة للغاز؟ ❊ تتشرّف الجزائر باستضافة معهد البحوث في مجال الغاز باعتباره الذراع العلمي والبحثي لمنتدى الدول المصدّرة للغاز. وهذا يعكس الثقة الكبيرة التي تحظى بها الجزائر ومكانتها البارزة بين أعضاء المنظمة، انطلاقا من خبراتها العميقة في مجال تطوير صناعة الغاز، كما يبرز عزمها الراسخ على تحويل الغاز إلى مصدر طاقة يتّسم بالحداثة والقدرة على مواكبة التطورات التقنية، بما يخوله دورا فاعلا في مواجهة التحديات الطاقوية للقرن الواحد والعشرين، وبالتالي فإن اختيار الجزائر لاحتضان هذا المعهد يعكس دورها البارز في دعم التعاون الأكاديمي والعلمي لخدمة قطاع الغاز عالميا. وستعمل الجزائر على تعزيز دور المنتدى في دعم الأبحاث والدراسات المتعلقة بقطاع الغاز، حيث سيساهم المعهد في توجيه الجهود نحو تطوير تقنيات إنتاج ومعالجة ونقل الغاز بكفاءة عالية، وسيركز كذلك على ترويج الأبحاث والتقنيات المبتكرة في مختلف الاستخدامات والاستعمالات الحالية والمستقبلية للغاز الطبيعي، وكذا كيفية تطويره وجعله أكثر فعالية وأقل إنبعاثا. في الأخير، يمكن الإشارة إلى أن هذا المعهد سيمكّن الدول الأعضاء من تعزيز التعاون فيما بينها في مجالات التكوين، نقل الخبرات وتبادل المعلومات حول أفضل الممارسات في قطاع الغاز، وبهذا الاحتضان تؤكد الجزائر تفانيها في دعم مسار الانتقال الطاقوي العادل وتمكين الدول النّامية من الاستفادة من إمكانات وفوائد الغاز الطبيعي.