❊ موت سكان غزة بالجوع واقع مرير ومعضلة مروعة ❊ سكان غزة سيواجهون بنهاية فيفري مستويات خطيرة من انعدام الغذاء ❊ 15,6 % من الأطفال في شمال غزة يعانون من سوء التغذية الحاد ❊ العدوان الصهيوني عقاب جماعي مفروض على الشعب الفلسطيني ❊ سكان غزة مكرهون بين الموت تحت القصف أو بسبب الجوع أدانت الجزائر، خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي، سياسة التجويع الممنهج التي يستخدمها الاحتلال الصهيوني كأداة حرب ضد الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، داعية المجلس إلى المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار بالقطاع الذي يشهد عدوانا صهيونيا وحشيا منذ السابع أكتوبر الماضي. وأكد الممثل الدائم للجزائر لدى منظمة الأممالمتحدة، عمار بن جامع، مساء أول أمس، بنيويورك في كلمته خلال الجلسة المفتوحة حول موضوع: "حماية المدنيين في النزاعات المسلحة: الأمن الغذائي في قطاع غزة"، أن الوضع في غزة يبعث على الجزع ومعاملة الاحتلال للسكان لاإنسانية، مذكرا بما قاله رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وبحكمة "عندما تفقد أمنك الغذائي، تفقد كرامتك".وقال بن جامع "بينما يعتمد سكان غزة على المساعدات الإنسانية، فإن الاحتلال يستخدم التجويع كأداة حرب"، معتبرا أن استخدام التجويع عمدا وبشكل ممنهج، "انتهاك فاضح للقانون الدولي لأنه ينوي الدفع بسكان غزة إلى اليأس وفقدان الكرامة". أما بخصوص معاناة الفلسطينيينبغزة والأزمة الإنسانية التي يتخبطون فيها جراء العداون الصهيوني، أوضح بن جامع أن التقديرات من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي أشارت في بداية ديسمبر الفارط، إلى أنه بحلول نهاية فيفري 2024، فإن جميع سكان غزة، وعددهم 2,2 مليون نسمة، سيواجهون مستويات خطيرة من انعدام الأمن الغذائي الحاد وهو ما يمثل أعلى مستوى في العالم بأسره. وتأسف الدبلوماسي الجزائري لكون جهود العاملين في المجال الإنساني والقرارات النادرة التي يتخذها المجلس، لم تحسّن الوضع لأن وقف إطلاق النار لم يتم التوصل إليه. ونبّه إلى أن مؤشرات التغذية في شمال غزة تؤكد أن 15,6 من المائة من الأطفال الذين هم دون السنة الثانية، يعانون من سوء التغذية الحاد، ومن المرجح أنه في ظل بيانات شهري جانفي وفيفري، فإن الأوضاع ستتفاقم خصوصا في شمال القطاع الذي لا يمكن الوصول إليه في الوقت الراهن. كما يشتكي 90% من الأطفال الذين هم دون سن الخامسة، من مرض أو أكثر في ظل حمية ضعيفة جدا، ضف إلى ذلك أن الأطفال والحوامل والأمهات المرضعات والمسنين يواجهون مستويات مرتفعة من خطر الوفاة بسبب شحّ الغذاء. واستشهد الدبلوماسي الجزائري بخصوص معاناة الأطفال في عزة، بما صرح به الصحفي الفلسطيني أنس الشريف، الذي قال "استيقظت على صوت أطفال يصرخون لأن الجوع التهم أجسادهم، لقد فطرت صرخاتهم قلبي". موت سكان قطاع غزة بسبب الجوع، وصفه السيد بن جامع بالواقع المرير والمعضلة المروعة لأنهم مكرهون بين خطر الموت تحت القصف أو الموت البطيء بسبب الجوع، وأمام هذه المأساة الفظيعة، يضيف المتحدث، "يجد المجتمع الدولي نفسه عاجزا ويائسا"، مبرزا أن تدفق المساعدات حاليا بعيد جدا عن الاستجابة للمستوى المطلوب إلى جانب كون الأنشطة التجارية مشلولة تماما. وأشار إلى وقف برنامج الأغذية العالمي إيصال المساعدات إلى شمال غزة لأسباب أمنية، كما اعتبر القرارين 2712 و2720 غير فعّالين في الميدان وأثرهما محدود، مؤكدا أنه في حال لم يتوقف العدوان، "فإن ضمان ايصال مساعدات إنسانية بالمستوى المطلوب يظل هدفا لن يتحقق". إلى ذلك، قال بن جامع إن العدوان الجاري على غزة هو "عقاب جماعي مفروض على الشعب الفلسطيني"، منبها بالقول إن "صمتنا بمثابة منح رخصة لتجويع وقتل السكان الفلسطينيين، وعلى هذا المجلس يطالب بوقف إطلاق النار بشكل عاجل لأن جمودنا هو بمثابة تواطؤ في ارتكاب هذه الجريمة". للإشارة فقد عقدت الجلسة بطلب تقدّمت به كل من الجزائر وغويانا وسويسرا وسلوفينيا، لمناقشة حالة الأمن الغذائي بغزة في ظل الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع، جراء العدوان الصهيوني المتواصل منذ 7 أكتوبر الماضي. دعت بجنيف إلى العدول عن قرار تجميد مساعدات وكالة "الأونروا" الجزائر ملتزمة بالدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ❊ مضاعفة الجهود لإيقاف العدوان ودعم تام لمنح فلسطين عضوية كاملة في الأممالمتحدة جدّدت الجزائر التزامها بالدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. ودعت المجموعة الدولية إلى مضاعفة الجهود لإيقاف عدوان الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة. كما طالبت الدول المانحة التي قامت بتجميد مساهماتها المالية في وكالة الأممالمتحدة لغوث، وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إلى العدول عن هذا القرار، لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني. قال المندوب الدائم للجزائر بمكتب الأممالمتحدة، والمنظمات الدولية بجنيف، رشيد بلادهان، في كلمته خلال الحدث الجانبي المنظم من قبل البعثة الدائمة لدولة فلسطين بجنيف، على هامش انعقاد الدورة 55 لمجلس حقوق الإنسان، إن الجزائر تلتزم من موقعها كعضو غير دائم في هذا المجلس بالدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، في ظل عدم تمكن آليات الأممالمتحدة، خاصة مجلس الأمن الأممي لحد الآن، من إنهاء معاناته. وجدّد بلادهان، التأكيد على أن الجزائر ستواصل بلا هوادة طرق أبواب مجلس الأمن من أجل الدفع إلى تحمل مسؤولياته، مثلما أدلى به الممثل الدائم للجزائر بنيويورك. وشدّد بلادهان على أن الممارسات النكراء التي يقوم بها المحتل الإسرائيلي الغاشم بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، ضاربا عرض الحائط جميع القرارات الأممية والقوانين الدولية بما فيها مقتضيات القانون الدولي الانساني، تقتضي من المجتمع الدولي تحركا سريعا لردع هذه الغطرسة، التي شجعتها سياسة الكيل بمكيالين المنتهجة من قبل بعض الأطراف. واعتبر الحصانة الجائرة التي منحت لهذا الكيان المحتل، وإفلاته لحد الآن من المحاسبة والمعاقبة على جرائمه، دفعت به إلى الاستمرار في غيّه وطغيانه، موضحا أنه في الوقت الذي تسعى فيه عديد الأطراف إلى وقف إطلاق النار وإيقاف حمام الدم، وإيصال المساعدات الإنسانية لإغاثة المدنيين، يتمادى المحتل في انتهاج سياسة توسيع المستوطنات، والتهجير القسري للفلسطينيين، وتجويعهم، والتحضير لاجتياح المناطق المكتظة بالنازحين بمدينة رفح، جنوبي قطاع غزة. كما لفت ممثل الجزائر إلى أن الهيئات التابعة للأمم المتحدة العاملة في الأراضي الفلسطينية، لم تسلم من ممارسات التضييق وتوجيه الاتهامات والطعن في مصداقيتها، والتي يروّج لها المحتل الإسرائيلي، معلنا عن تثمين الجزائر لجهود هذه الهيئات، ودعمها الكامل لها، وعلى رأسها الأونروا. ونقل ذات المتحدث، دعوة الجزائر للدول المانحة التي قامت بتجميد مساهماتها المالية في وكالة "الأونروا" إلى العدول عن هذا القرار، وذلك من أجل ضمان توفير الموارد اللازمة لتمكين الوكالة من تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وآلامه. ونوّه، من جهة أخرى، بالمساعي الحميدة والمبادرات النبيلة الهادفة إلى كبح جماح المحتل ووضعه أمام مسؤولياته، مذكرا بمبادرة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، المتعلقة بحشد الخبراء القانونيين والتنظيمات الحقوقية العالمية لمقاضاة الكيان الصهيوني أمام الهيئات الدولية. كما ثمّن بلادهان مبادرة جنوب إفريقيا "الشجاعة"، برفع دعوى قضائية ضد الاحتلال الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية بتهمة شن حرب إبادة جماعية بغزة، والتي تلتها مبادرات مماثلة لإخطار المحكمة الجنائية الدولية بالجرائم الصهيونية، لافتا إلى أن الجزائر تحث المجموعة الدولية على مضاعفة الجهود لإيقاف هذا الاعتداء، كما تؤكد دعمها التام لمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة في هيئة الأممالمتحدة، وهو المطلب الذي أيدته حركة عدم الانحياز في قمتها الأخيرة المنعقدة بكمبالا. ع. م / وأج