اضطرت قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" إلى تمديد أشغال مؤتمرها السادس إلى غاية اليوم السبت بعد أن كان من المقرر اختتام أشغاله نهاية الأسبوع بسبب المداخلات الكثيرة للمشاركين وتعقيدات القضايا المطروحة للنقاش والتي ستتحدد على أساسها خارطة التحرك المستقبلية للحركة. وتواصلت النقاشات ساخنة طيلة أربعة أيام بين الموقف من مفاوضات السلام مع إسرائيل والعلاقة مع حركة حماس إلى عملية تشبيب الحركة وضخ دم جديد في صفوفها قصد استعادة دورها القيادي في الأراضي الفلسطينية بالإضافة إلى السباق بين المؤتمرين لربح مقعد في عضوية اللجنة المركزية والمجلس الثوري. ودخل المشاركون طيلة نهار أمس في حرب كواليس حقيقية للترشح في هاتين الهيئتين وصلت حسب مصادر من داخل المؤتمر إلى ملاسنات وعراك حقيقي بين الطامحين إلى شغل مقعد في هاتين الهيئتين القياديتين. وقالت مصادر فلسطينية من داخل المؤتمر أن صراعا بدأ يتضح بين ثلاثة تيارات داخل حركة فتح يمثله من يعرفون بالحرس القديم المتكون من الوجوه القيادية القديمة في الحركة والذين يتزعمهم الرئيس محمود عباس وبين وجوه شبانية صاعدة تريد قطع الصلة مع ممارسات مؤسسي الحركة وبين تيار ثالث يقوده وزير الأمن الداخلي السابق محمد دحلان الطامح للعودة إلى الواجهة الفلسطينية. ومن بين قضايا النقاش التي طغت على أشغال المؤتمر كانت قضية ملابسات وفاة الرئيس ياسر عرفات حيث حمل المشاركون ال2300 إسرائيل مسؤولية مباشرة في اغتياله. وصوت المؤتمرون بالإجماع على قرار "يحمل إسرائيل كقوة محتلة المسؤولية الكاملة في اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات" وقرروا تكليف لجنة "متابعة التحقيق" في أسباب الوفاة ورفع نتائج تحقيقها أمام القضاء الدولي. وهو الاتهام الذي رفضته إدارة الاحتلال التي دعت إلى وقف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني كرد فعل على هذا الاتهام بل أن وزراء في الحكومة اليمنية الإسرائيلية هددوا بشن حرب على الضفة الغربية احتجاجا على هذا الاتهام. وقال يولي إدلشتاين وزير الإعلام الإسرائيلي أن محاولة تحميل إسرائيل مسؤولية اغتيال عرفات وتخليده شهيدا هدفها تبرير استمرار القتال المسلح ضد إسرائيل "التي تمد حسب زعمه يد السلام باتجاه الفلسطينيين. وكان فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية بمنظمة التحرير الفلسطينية وأمين سر حركة فتح اتهم الرئيس الفلسطيني عباس والقيادي بفتح محمد دحلان بالتآمر مع إسرائيل لتسميم عرفات.