دعا وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، الأجيال الصاعدة إلى استلهام العبر من مسيرة أبطال الجزائر من أمثال الشهيد مصطفى بن بولعيد، مشدّدا على ضرورة استخلاص الدروس في الاعتماد على النفس وتقديس العمل ولمّ الشمل والالتفاف حول المشروع الوطني والتزوّد بسلاح الإرادة. قال الوزير، خلال إشرافه أمس، على مراسم إحياء الذكرى 68 لاستشهاد البطل مصطفى بن بولعيد (19171956) بقرية "نارة" بمنعة، "لولا هذه الخصال ما انتصرت بالأمس إرادة شباب جيل نوفمبر الأغر واندحرت أمامهم الجيوش الاستدمارية وانزاح ظلامها على كامل وطننا الحبيب واستعدنا حريتنا واستقلالنا". واعتبر هذه المناسبة "سانحة للاعتزاز العميق بالأمجاد الوطنية واستلهام مضامين وقيم الملاحم البطولية التي خلّدها رواد الثورة التحريرية بمواقفهم ونضالهم وجهادهم وتضحياتهم فداء لوطنهم ولأبناء شعبهم". "فمن الأهمية بمكان، حسب الوزير، استحضار ما نعيشه اليوم برهاناته وتحدياته وما نتطلع إليه من آمال مشروعة نقوي بها الحاضر ونغذي بها الروح المتجددة، فالجزائر الجديدة بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون حقّقت مؤشرات ومكاسب واعدة وعرفت تحوّلات إيجابية واقعية غير مسبوقة لامسها المواطن في ربوع البلاد في الميادين الاجتماعية والاقتصادية والتنمية الشاملة". وأوضح أن إحياء مثل هذه المناسبات التاريخية في شهر مارس الذي استشهد فيه غالبية قادة الثورة التحريرية المباركة يهدف إلى الإبقاء على ذاكرة الشهداء لدى الجزائريين عامة ولدى الشباب والناشئة خاصة والمحافظة على مبادئهم وخصالهم، وهي الرسالة التي يجب أن نحافظ عليها من باب الواجب الوطني، موجها تحية تقدير وعرفان للجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني وللمؤسسات الأمنية لدورها الكبير في حفظ سيادة الوطن واستقلاله والذود عن كل شبر منه وردع كل محاولات المساس أو الإضرار بأمنه واستقراره. وأشرف ربيقة بروضة الشهداء بنارة، على مراسيم وضع إكليل من الزهور على المعلم التذكاري المخلد للشهداء والترحم على أرواحهم الطاهرة، قبل أن يكرّم عددا من مجاهدي المنطقة وعائلة الشهيد مصطفى بن بولعيد وكذا المؤسسات التربوية المتوجة بالمراتب الأولى في المسابقة التاريخية الكبرى "الشهيد مصطفى بن بولعيد" في طبعتها 17. كما تفقد منزل الشهيد مصطفى بن بولعيد بمدينة آريس الذي ضم معرضا بهذه المناسبة التاريخية.