يحرص غالبية سكان مدينة قسنطينة على أداء سنّة صلاة التراويح؛ حيث يقصد، مباشرة بعد الإفطار، بيوتَ الله، عُمّارها؛ من أجل الاستمتاع بتلاوة الآيات البينات من كتاب الله؛ فمنهم من يقصد مسجد الأمير عبد القادر الذي يتّسع لأكثر من 15 ألف مصل، ومنهم من يفضّل الصلاة في حيه، والخروج مباشرة بعد الصلاة، إلى أحد المقاهي القريبة من أجل ارتشاف فنجان قهوة أو كوب شاي مع الأصدقاء والأحباب، وتبادل أطراف الحديث في الشؤون الداخلية والخارجية، ومنهم من يتّجه إلى المراكز الثقافية من أجل الاستمتاع بالفن الأصيل والهادف. من أجل إشباع الجانب الروحي والفكري للصائمين خلال الشهر الفضيل، سطرت لجنة النشاط الثقافي بمديرية الشؤون التربوية والثقافية والرياضية ببلدية قسنطينة، برنامجا متنوعا، ينطلق زوال كل يوم، ويتوقّف قبل الإفطار بوقت كاف، ثم يستأنف في السهرة بعد صلاة العشاء والتراويح؛ حيث يخرج المصلون، كلٌّ وميوله، ليقصدوا الأماكن الثقافية، وعلى رأسها المركز الثقافي "عبد الحميد بن باديس" بقلب المدينة، الذي شهد برمجة العديد من النشاطات الدينية والثقافية، وحتى الفنية. وفي جانب المحاضرات، أطلقت اللجنة بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف، جملة من المحاضرات ينشطها أساتذة وأئمة ومختصون، تتطرّق لأهم الصعوبات التي واجهتها الدعوة الإسلامية، وأهم غزوات الرسول الكريم في محاربة الشرك والمشركين، وعلى رأسها غزوة بدر، وغزوة أحد، وفتح مكة، وأهم الدروس التي يمكن استخلاصها من هذه الأحداث التاريخية في تاريخ الأمة المحمدية. كما أطلقت لجنة النشاط الثقافي نشاطات فكرية ومسابقات دينية ذات صلة بشهر رمضان الفضيل، حول حفظ القرآن، والأحاديث النبوية، وفقه الصيام، يستضيفها كل من مسجد "الشنتلي" بشارع رحماني عاشور (باردو) وسط المدينة، وكذا المركز الثقافي "عبد الحميد بن باديس"، بتأطير من جمعيتي "النور" للمحافظة على القرآن الكريم و«بيليسيان" لترقية النشاطات الشبانية، مع برمجة عرض أفلام دينية؛ على غرار رائعة المرحوم مصطفى العقاد "الرسالة" ، وكذا فيلم "فجر الإسلام". النشاطات الرياضية حاضرة ببرنامج لجنة النشاطات الثقافية لبلدية قسنطينة؛ من خلال دورة الشطرنج التي تم برمجتها بالمعهد البلدي للفنون "عبد المومن بن طوبال" ، والتي جاءت تخليدا لروح الفقيد مصطفى بن مزداد رئيس لجنة النشاطات الثقافية السابق ببلدية قسنطينة، في حين تم برمجة السهرات الفنية ابتداء من الساعة العاشرة ليلا بالمركز الثقافي "عبد الحميد بن باديس" ؛ من خلال إطلاق سهرات ليالي الإنشاد والمديح في طبوع الإنشاد والعيساوة، والأندلسي، والشعبي والمالوف، بمشاركة أسماء وجمعيات معروفة؛ على غرار جمعية "روضة الحبيب"، والجمعية الثقافية للتراث القسنطيني، والفرقة العيساوية لمدينة قسنطينة، مع تواجد عدد من المنشدين المعروفين؛ على غرار حمزة زدام، وناصر ميروح، ورضوان عبد العزيز، وعبد الجليل أخروف، وعبد الكريم محمدي.
