أعرب الصحفي الإسباني المشهور، إغناسيو سامبريرو، عن أسفه للهجمة الجديدة التي تروج لها أبواق الإعلام المغربي ضد شخصه واتهامه بالعمالة بسبب فضحه في مقال نشر في صحيفة "إل كونفيدونسيال" لمساعي المخابرات المغربية لتبييض ساحتها من تهم التجسس عبر برمجية (بيغاسوس) التي طالت مسؤولين كبار في إسبانيا ودول أوروبية أخرى. وقع الصحفي الإسباني مقالا صدر في 10 ماي الجاري، تحت عنوان "مهندس التجسس المغربي عبر برمجية بيغاسوس يحاول تبرئة ساحته بصورة مع فيليبي السادس (ملك إسبانيا)، أشار فيه إلى عبد اللطيف الحموشي المدير العام للشرطة ومسؤول المديرية العامة لحماية الإقليم (الأمن الداخلي) المغربي، الذي حضر احتفالية الذكرى المئوية الثانية للشرطة الإسبانية، علما بأن المقال جاء مصحوبا بصورة للحموشي وهو واقف إلى جانب العاهل الإسباني. وإثر الهجمة التي تعرض لها، غرد الصحفي الإسباني عبر حسابه على منصة "إكس قائلا: "أول استهداف من قبل صحافة "المخزن" بعد "مقالي" عن الحموشي، لقد تم اتهامي بالعمالة لبلد آخر، الذي دفع بي للكتابة!. هؤلاء "الصحفيون" من المغرب الذين عملوا دائما تحت أوامر "المخزن"، لم يفهموا بعد معنى أن تكون (صحفيا) مستقلا! ". وتلمس سامبريرو عدة فرضيات فيما قام به المسؤول المغربي، غير أنه رجح فرضية أن يكون "الحموشي ربما حاول إثبات أنه على الرغم من الأمور الشنيعة التي تورط فيها، فإنه لا يزال يتمتع بتقدير محاوريه الإسبان على أعلى المستويات". ويتهم الصحفي الإسباني الحموشي بأنه "أحد مهندسي عملية التجسس المغربي عبر برمجية بيغاسوس"، التي صنعتها شركة "آن آس أو" الصهيونية وأدت، إلى تأزيم علاقات النظام المغربي ببعض الدول الأوروبية، على غرار كل من إسبانيا وفرنسا وبلجيكا. ويعتبر إغناسيو سامبريرو من أبرز الصحفيين الإسبان الذين يعرفون النظام العلوي جيدا. فقد سبق له وأن عمل لسنوات طويلة مراسلا لصحيفة "إل باييس" الإسبانية، من الرباط، كما يعتبر من بين ضحايا برمجية التجسس الصهيونية "بيغاسوس"، فقد تعرض هاتفه للاختراق، كما قال، ما دفعه الى رفع دعوى قضائية بإسبانيا ضد النظام المغربي بسبب ذلك.غير أن الدعوى تم رفضها، ليعود النظام المغربي ويرفع دعوى أخرى ضده بتهمة التشهير، في مفارقة عجيبة، وهي لا تزال قيد الدراسة، غير أن نقابة الصحفيين الإسبان تضامنت معه واعتبرت مقاضاته محاولة لإسكات صوته. وكان الصحفي الاسباني قد فضح في فيفري الماضي محاولة تزييف الاعلام المغربي حقائق حول دعم القضية الفلسطينية، مستنكرا "تزييف الاعلام المغربي للحقائق من خلال وصفها لمشاركة السفير محمد البصري في لقاء بلاهاي ب"المشرفة والمعبرة عن التزام العاهل المغربي تجاه القضية الفلسطينية".