أبدى الكثير من سكان ولاية تندوف، ارتياحهم الكبير لمشروع إنجاز خط السكة الحديدية الرابط بين بشار وتندوف "غار أجبيلات"، على مسافة 950 كلم، فيما اعتبره أغلب المواطنين فرصة لفك الخناق عن معاناتهم اليومية، خصوصا مع وسائل النقل المتعبة، لاسيما الحافلات التي تقطع مسافات طويلة في عز الصيف، تبلغ 800 كلم لتصل إلى أقرب ولاية؛ بشار، على مسار الطريق الوطني رقم 50. رحب، من جهة أخرى، التجار والمصدرون للبضائع والسلع بهذا المشروع القرن، الذي سيقلل حسبهم- من معاناتهم للوصول إلى ولاية تندوف من مناطق متعددة بالشمال، أما الطبقة المثقفة، فأثنت على رئيس الجمهورية، قراره الشجاع بخصوص إعطاء إشارة انطلاق هذا المشروع الحيوي، الذي سيلعب دورا محوريا في انسيابية التجارة والسلع، عبر السكة الحديدية، ونقل خام الحديد ب«غار أجبيلات" نحو مصانع الشمال. يدل هذا المشروع الحيوي، على بلورة تصور اقتصادي محكم وحكيم، من خلال بعث استغلال منجم حديد "غار أجبيلات" الذي بقي لسنوات طوال دون استغلال، كونه يمثل أكبر ثروة منجمية من الحديد الخام ذي الجودة العالية، الذي تشارك في استخراجه شركات ومؤسسات وطنية مختصة في المناجم. من جهة أخرى، يعرف مشروع إنجاز خط السكة الحديدية، اليوم، نقلة نوعية في مجال الإنجاز وانتشار الورشات التي تقوم بها شركات جزائرية، لها خبرة كبيرة في مشاريع البنى التحتية والأشغال الكبرى، يرافقها رائد مشاريع السكك الحديدية في الصين "شركة CRCC". تجدر الإشارة، إلى أن المقطع الأول من هذا المشروع الطموح، يمتد على مسافة 200 كلم، انطلاقا من مدينة بشار نحو حدود ولاية بني عباس، ويتضمن محطتين للتوقف بكل من مدينة العبادلة ومنطقة "حماقير". أما المقطع الثاني، فيربط مدينة تندوف ببلدية أم العسل، على مسافة 175 كلم، ويضم هذا الأخير، محطة بلدية أم العسل ومحطتين لنقل المسافرين والبضائع بمدينة تندوف. أما المقطع الثالث من مشروع القرن المذكور، فهو مقسم إلى جزأين، الأول يربط منطقة "حماقير" بالنقطة الكيلومترية 200 بأم العسل، على مسافة 440 كلم، ويضم محطتين بكل من مدينة تبلبالة وقرية حاسي خبي التابعة إقليميا لبلدية أم العسل. أما الجزء الثاني، فيمتد من تندوف نحو "غار أجبيلات" على مسافة 135 كلم، ويتضمن محطة واحدة بقرية "غار أجبيلات". يأمل سكان القرية، التي ستنجز بها قرية منجمية بقرار من رئيس الجمهورية، إثر زيارته للولاية نهاية سنة 2023، والتي ستكون قرية كاملة التجهيزات ومدعمة بالمرافق الضرورية، في أن تساهم في تحسين الإطار المعيشي للسكان.