في الوقت الذي تفطنت فيه الدول الى الموارد المالية المعتبرة التي يمكن جنيها من إعادة رسكلة المواد المستعملة، وعلى رأسها المخلفات المنزلية. مازالت بلادنا بعيدة كل البعد عن استغلال هذا المورد الهام. رسكلة المواد المستعملة يمكٌن من إعادة إستغلالها وبالتالي توفيرالكثير من المواد الأولية، كما يمكن من خلالها استحداث مناصب كثيرة للعمل، كما هو حال العديد من احياء البلدية المذكورة التي يعاني قاطنوها من انعدام الاماكن المخصصة لرمي النفايات وما انجر عنه من مخاطر. في جولة ميدانية، ل»المساء« والتي قادتها الى زيارة العديد من احياء بلدية الحسينية بولاية عين الدفلى، حيث وقفت على حجم المشكلة ومعاناة اهل المنطقة وتذمرهم بسبب تجاهل السلطات المعنية لوضعيتهم المزرية، والمتمثلة في كثرة اماكن الرمي العشوائي للقاذورات دون الاكتراث بالمارين بها من اطفال وشيوخ وعجائز. ورغم حديث المسؤولين عن تخصيص اماكن للرمي، وكذا تحديد اوقات مرور شاحنات القمامة المخصصة لهذا الغرض من طرف مصالح البلدية منذ سنوات عدة، إلا أنه لحد الآن لم يتجسد منها أي شيء، ليس هذا فحسب، بل حتى قنوات صرف المياه تصب بتلك المزابل العشوائية محدثة كارثة حقيقية، حسب افادة بعض قاطني المنطقة، الذين اكدوا ل»المساء« ان معظم الاطفال مصابون بمرض التهاب العيون، بل حتى الكبار، نتيجة الرمي امام الطرق الرئيسية للأحياء. وفي هذا السياق، وجه محدثونا اصابع الاتهام إلى مصالح البلدية وبالخصوص مصلحة النظافة التي ظلت تتجاهل الشكاوى العديدة التي رفعها السكان، رغم انها المسؤولة الأولى عن نظافة الاحياء، وكذا صحة السكان، باعتبارها ذات علاقة وطيدة بمصلحة الصحة الجوارية بالبلدية.. متسائلين عن دور المنتخبين بالبلدية، إذا لم يتكفلوا بالمشاكل التي يتخبط فيها السكان، مطالبين في نفس الوقت المصالح المعنية بتخصيص أماكن رمي الفضلات، وكذا تخصيص اوقات مرور شاحنات نقل النفايات كغيرها من الاحياء الاخرى.