❊المطالبة بآليات لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان وتطبيق الحقّ في تقرير المصير ❊دعوة الدول الأوروبية إلى تغليب الضمير والتوقف عن نهب خيرات الصحراويين نظمت، أول أمس، التظاهرة التي دعت إليها جمعية "بنات الساقية" بساحة الأمم أمام مقر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدةبجنيف، وسط حضور كبير للجالية الصحراوية والمتضامنين مع كفاح الشعب الصحراوي. ورفع مئات المتظاهرين حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الصحراوية (واص)، يافطات تدعو مجلس حقوق الإنسان والمجتمع الدولي إلى التدخل العاجل من أجل إطلاق سراح السجناء السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية والعمل على حماية المدنيين الصحراويين بالجزء المحتل من الصحراء الغربية من القمع الذي تمارسه دولة الاحتلال المغربية بحقهم منذ اجتياحها العسكري للمنطقة عام 1975. التظاهرة حضرها معتقلون صحراويون سابقون بالسجون المغربية، كما حضرها ممثل جبهة البوليساريو بسويسرا ولدى الأممالمتحدة والمنظمات الدولية بجنيف، ابي بشراي البشير وعدد كبير من المتضامنين الأجانب من دول إفريقية وأوروبية وآسيوية والأمريكيتين وعدد من رؤساء مؤسسات صحافية وحقوقية ومسؤولين من الجاليات الصحراوية. وفي كلمة أمام المشاركين، قال ابي بشراي إن "الرسالة واضحة وهي موجهة بالأساس إلى مجلس حقوق الانسان والدول الأعضاء للقول أنه آن الأوان لحل قضية الصحراء الغربية وفق القانون الدولي"، مشيرا إلى "الصورة المظلمة لحقوق الإنسان خلف واقع الحصار والقمع والاعتقال الممارس ضد الصحراويين بأرضهم المحتلة". المتظاهرون طالبوا المجتمع الدولي بالضغط على دولة الاحتلال المغربية من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين، وخاصة مجموعة "اكديم ازيك" و«الصف الطلابي" وكل المعتقلين الصحراويين الذين سجنوا ظلما بسبب آرائهم العلنية المؤمنة بقوة بحق شعبهم في الحرية والاستقلال. كما طالبوا بتمكين الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتصرف في استكمال السيادة على أراضيه. وشهدت التظاهرة تنظيم عديد الفعاليات الثقافية من إقامة خيم وعرض تقاليد الشعب الصحراوي ولافتات كبيرة تعرف بالمعتقلين السياسيين بزنازين الإحتلال من مجموعة "اكديم ازيك"، وهي المناسبة التي سمحت للمئات من زوار مقر مجلس حقوق الإنسان من الاطلاع على جوانب مهمة من كفاح الصحراويين ومعاناتهم مع الاحتلال وصمودهم من اجل الحرية والاستقلال. وبحسب المنظمين، يهدف التجمّع إلى تذكير مجلس حقوق الإنسان وكل هيئات الأممالمتحدة بمسؤوليتهم في إطالة معاناة الشعب الصحراوي لتقريبا 50 سنة، والذي نتج عنه تشريد آلاف الصحراويين وممارسة أبشع صور انتهاكات حقوق الإنسان داخل الأراضي المحتلة. وجاءت هذه التظاهرة، بعد يوم واحد من تنظيم ندوة حول القضية الصحراوية، بمقر مجلس حقوق الإنسان الأممي بمدينة جنيف السويسرية، تم خلالها التأكيد على ضرورة إيجاد آليات لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة، وإدانة الانتهاكات الجسيمة المرتكبة من طرف الاحتلال المغربي ضد المناضلين الصحراويين العزل. وذكرت وكالة الأنباء الصحراوية (واص) بأن الندوة رفيعة المستوى - التي نظمت على هامش أشغال الدورة ال 56 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة - تطرقت إلى "مصادرة الحق في تقرير المصير وتأثير ذلك على حقوق الإنسان، حالة الصحراء الغربية"، ونشطها كل من ممثل جبهة البوليساريو لدى الأممالمتحدة والمنظمات الدولية بجنيف، أبي بشرايا البشير، وممثلة ناميبيا في جنيف والرئيسة الدورية لمجموعة التضامن مع الشعب الصحراوي بجنيف، جوليا شاندورو، ورئيس التنسيقيات الأوروبية للتضامن مع القضية الصحراوية، بيير غالون، إضافة إلى جوني بيريوزابالا بوفدا عن بلاد الباسك، وأستاذ القانون الدولي بجامعة سانتياقو، كارلوس رويس ميغيل، إلى جانب المتضامنة من النرويج، تونا مو. وتطرّق المحاضرون في مداخلاتهم خلال الندوة المنظمة من طرف مجموعة جنيف للدول المتضامنة مع الصحراء الغربية، إلى واقع حقوق الإنسان بالجزء المحتل من الصحراء الغربية، إضافة إلى الانتهاكات الجسيمة المرتكبة من طرف الاحتلال المغربي ضد المناضلين الصحراويين العزل. كما توقف المشاركون عند الشق القانوني للقضية الصحراوية، الذي تم تناوله بعمق، حيث تم التشديد على أهمية إيجاد آليات لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان وارتباط ذلك بتطبيق الحق في تقرير المصير والاستقلال كحل وحيد لقضايا تصفية الاستعمار، داعين ممثلي الدول الأوروبية الحاضرة إلى "تغليب الضمير والحقيقة على المصالح والتوقف عن نهب خيرات الصحراويين". وجدّد المشاركون في الندوة تأكيد دعم حكوماتهم وشعوبهم لسيادة الشعب الصحراوي على ترابه وثرواته باعتباره صاحب الحق والأرض.