يسود الاعتقاد بأن بلدية الكاليتوس بدائرة براقي مدينة تنام باكرا وتقل بها الحركة، غير أن النشاط التجاري المتزايد والاكتظاظ الذي تعرفه مساجدها، لاسيما في هذا الشهر أمران ينفيان ذلك. وانتشرت بالكاليتوس محال البيع بالجمة والتجزئة، حيث تأتي الاجهزة الكهرومنزلية، الاثاث ومواد البناء في مقدمة المعروضات، الأمر الذي يستقطب الكثير من المتسوقين، والظاهر هو أن شهر الصيام زاد من انتعاش الحركية ببلدية الكاليتوس، وهو ما يعكسه الإقبال الكبير على المساجد، والتي أصبح بعضها غير قادر على استيعاب العدد الهائل للمصلين، وتتبعت "المساء" التي رصدت ظاهرة توافد الصائمين والصائمات على المساجد الخطاب الذي يركز بالأساس على الفئات الشبانية، خاصة وأن البعض ولّوا وجوهم قبل المسجد لأول مرة، وفي هذا الشأن أفادنا أحد الأئمة بأن الإقبال الكبير للمصلين يدفع بالأئمة إلى اختيار مواضيع لها وقع على النفوس البشرية، بما يكفل استمرار العزيمة على مواصلة الطريق في رحاب العبادة والإيمان. كما يغتنم الأئمة الفرصة لرد الاعتبار للعلاقات العائلية باستعمال أساليب الترهيب والترغيب لإيقاظ ضمائر الذين قطعوا صلة الرحم، وعصوا أولياءهم، حيث تتم دعوتهم إلى طلب العفو من قبل آبائهم وأقاربهم وعشيرتهم، وكذا إلى مد أواصر الأخوة والمحبة وعدم الانقطاع عن الصلاة. على صعيد آخر، فإنه باستثناء مسجد النبي إسماعيل عليه السلام الذي أنجزه صاحب شركات انتاجية ببلدية الكاليتوس، تلقت جميع المساجد البالغ عددها 25 مسجدا، إضافة إلى اربعة مصليات بطاقيات لجرد إحصائيات تتعلق بمتطلبات السير العادي والحسن لبيوت الله. ويذكر أن بعض المحسنين يحرصون على تمكين المصلين من أداء صلاة التراويح وباقي الصلوات في أجواء مريحة، من خلال التنافس على وضع مكيفات هوائية استحسنها المترددون، خاصة وأنها تزامنت مع موجة الحر الشديدة التي عرفتها ولايات الوسط والشرق مؤخرا، وينطبق الأمر على مسجد الجامع المركزي "خليفة عبد المؤمن" بحي مونة، ومسجد حي صالامبي اللذان يشهدان إقبالا منقطع النظير من كلا الجنسين، مما أدى بالمهندسين والمصممين إلى التفكير في بناء مساجد تساوي بين المساجد وملحقاته الخاصة بالنساء. للإشارة يأمل جموع المصلين أن تتعاون السلطات مع أصحاب المال لتوفير قطع أرضية على مستوى حي "عدل" أو "20 أوت"، ذلك أن كبار السن يضطرون إلى قطع الطريق الوطني رقم (08) للوصول إلى المسجد، مما أودى بحاية الكثيرين منهم. وعموما يطرح الإقبال المتزايد على المساجد بالناحية الشرقية للعاصمة مسألة تخصيص قطع أرضية لإنجاز مساجد أخرى تتوفر عى شروط صحية تحسبا لرمضان السنوات المقبلة، والذي يتزامن مع موسم الحر الشديد.