كشف رئيس بلدية رفح، أحمد الصوفي، أمس، أن الاحتلال الصهيوني دمّر أكثر من 70% من المرافق والبنى التحتية لمدينة رفح الواقعة أقصى جنوب قطاع غزة والتي كانت تمثل الملاذ الأخير لما لا يقل عن مليون و400 ألف نازح لازالوا في رحلة نزوح قاسية بين رفح وخانيونس، تحت القصف الصهيوني المكثف والمجاعة القاتلة. قال الصوفي في تصريح ل "المساء" إن الاحتلال يدمّر مدينة رفح ومخيماتها بمنهجية وآخرها الحي السعودي، حيث قصف مربعات سكنية بأكملها راح ضحيتها عشرات المواطنين الأبرياء ما بين شهداء وجرحى ومفقودين. وأطلق مسؤول بلدية رفح نداء استغاثة حذّر فيه من أن سكان قطاع غزة يموتون بسبب نقص الأدوية وانهيار المنظومة الصحية، خاصة بعد تعمد قوات الاحتلال تدمير معبر رفح عبر الحدود مع مصر ضمن مسعى لجعل قطاع غزة غير صالح للحياة. وكشفت مشاهد لتسجيل مصور للصحفي الفلسطيني، معاد الهمص، حجم الدمار والخراب الهائلين الذي تعرض له حي السلطان داخل رفح بعد تعرّضه لقصف صهيوني مكثف وهمجي وسط مساعي حثيثة لعناصر الإسعاف والدفاع المدني للبحث عن مفقودين وانتشال جثث الشهداء والجرحى. ومن جنوب القطاع إلى شماله يبقى المشهد نفسه دمارا وخرابا في كل مكان ورائحة الموت تفوح من كل جهة ومدنيون عزل لا حيلة لهم محاصرين بنيران آلة الدمار الصهيونية.وفي حصيلة اليوم السادس من اجتياح قوات الاحتلال لحي الشجاعية والتفاح بغزة، استشهد ما لا يقل 13 شخصا من بينهم أطفال استشهدوا إثر غارة على طابور لتعبئة مياه الشرب قرب مسجد الشمعة بحي الزيتون. كما استشهد مواطنان اثنان في قصف مدفعي على شارع المنصورة بحي الشجاعية، بينما استهدفت غارة عنيفة من الطيران الإسرائيلي منطقة الزرقا شرق مدينة غزة واستهدفت غارة أخرى عمارة سكنيك في شارع يافا بالقرب من مسجد المحطة شرق حي التفاح بمدينة غزة. كما واصلت آليات الاحتلال عمليات التجريف والنسف في محيط مقبرة التوانسي وشارع النزاز وصولا لمنطقة الشعف في التفاح ووصول الاليات لمنطقة سوق الجمعة ومسجد الإصلاح، وسط استمرار حصار عدد من المواطنين داخل حي الشجاعية وانقطاع الاتصال بهم ومناشدات من ذويهم للصليب الأحمر بالتدخل لإنقاذهم. وتزامن ذلك مع اندلاع اشتباكات ضارية بين المقاومة وجيش الاحتلال في مناطق متعدّدة، حيث أعلنت كل من "كتائب القسام" و«سرايا القدس" عن عدد من العمليات المنفردة والمشتركة. وقالت كتائب القسام إنها استهدفت قوة إسرائيلية من 14 جنديا تحصّنت في منزل بحي الشجاعية بقذيفة "تي بي جي" وأوقعتهم بين قتيل وجريح. كما استهدفت ناقلة جند إسرائيلية من نوع نمر في الحي. وقالت إنها أوقعت قوة إسرائيلية راجلة بين قتيل وجريح، وأعلنت أنها أجهزت مع سرايا القدس "على جنديين صهيونيين من المسافة صفر في الحي". وذلك في وقت أعلنت فيه سرايا القدس إيقاع قوة إسرائيلية تحصنت في مبنى بحي الشجاعية بين قتيل وجريح. 47925 ما بين شهيد ومفقود في 3359 مجزرة صهيونية بلغة الارقام ارتكب جيش الاحتلال خلال عدوانه الهمجي المستمر منذ 270 يوم على قطاع غزة، 3359 مجزرة راح ضحيتها 27925 ما بين شهيد ومفقود منهم 37925 شهيد من وصلوا إلى المستشفيات. ومن ضمني الشهداء 15919 طفل 34 منهم استشهدوا نتيجة المجاعة وأكثر من 10 آلاف و500 امرأة و500 شهيد من الطواقم الطبية و75 من عناصر الدفاع المدني و153 شهيد صحافي، إضافة إلى 87 ألف و141 جريح. وتؤكد الإحصائيات التي كشف عنها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن 70 من الضحايا هم أطفال ونساء، مسجلا 17 ألف طفل يعيشون من دون والديهم أو من دون أحدهما و3500 طفل معرّضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء و12 ألف جريح بحاجة للسفر للعلاج في الخارج و10 آلاف مريض سرطان يواجهون الموت وبحاجة للعلاج و3000 مريض بأمراض مختلفة يحتاجون للعلاج في الخارج. وتسبب هذا العدوان الجائر في خلق موجة نزوح قسري لقرابة مليوني نسمة مليون 660 ألف منهم مصابون بأمراض معدية نتيجة النزوح و71338 حالة عدوى التهابات الكبد الوبائي الفيروسي سجلت بسبب النزوح، إضافة إلى 60 ألف سيدة حامل مُعرَّضة للخطر لعدم توفر الرعاية الصحية و350 ألف مريض مزمن في خطر بسبب منع إدخال الأدوية. وسجل المصدر أيضا 5 آلاف معتقل من قطاع غزة خلال حرب الإبادة الجماعية و310 حالة اعتقال من الكوادر الصحية و 23حالة اعتقال صحفيين ممن عُرفت أسماؤهم. 10% من القذائف والقنابل غير منفجرة في قطاع غزة بلغت قيمة الخسائر الأولية المباشرة لحرب الإبادة على قطاع غزة 33 مليار دولار وقد ألقى جيش الاحتلال 80 ألف طن من المتفجرات على القطاع، كشفت تقارير مختلفة أن نحو 10% من القذائف والقنابل غير المنفجرة التي ألقاها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، تشكل تهديدا خطيرا لحياة الفلسطينيين وتعيق عمليات إعادة الإعمار وتلحق دمارا شاملا بالبيئة لجعل القطاع غير صالح للحياة على الأمد الطويل في انتهاك صارخ لحق مواطنيه الأصليين في العيش في بيئة صحية آمنة ومتوازنة. وحذّرت هذه التقارير من أن هناك ما لا يقل عن 7500 طن من المتفجرات التي لم تنفجر، منتشرة في الشوارع وأراضي الفلسطينيين ومنازلهم وبين الركام وتحت الأنقاض وفي مختلف مناطق القطاع. وهو ما يشكل خطورة شديدة لن تنتهي حتى بانتهاء العدوان ما لم تتم إزالتها وتحييد خطر انفجارها، وفق ما أكده المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، والذي حذّر ساكني القطاع من العبث بمخلفات العدوان "والانتباه الشديد لما يتركه جيش الاحتلال خلفه من معلبات الطعام". احتجاجا على دعم واشنطن للكيان الصهيوني في عدوانه على غزة.. مسؤولة بالإدارة الأمريكية تستقيل من منصبها قدمت المساعدة الخاصة بوزارة الداخلية الأمريكية، مريم حسنين، أمس، استقالتها من منصبها احتجاجا على سياسة إدارة الرئيس، جو بايدن، تجاه العدوان الصهيوني على قطاع غزة لتنضم بذلك إلى قائمة المسؤولين الأمريكيين الذين سبقوها في مثل هذه الخطوة. قالت حسنين في بيان "أستقيل من منصبي كمعينة من قبل إدارة بايدن في وزارة الداخلية"، مضيفة "باعتباري أمريكية مسلمة، لا أستطيع الاستمرار في العمل مع إدارة تتجاهل أصوات موظفيها المتنوعين من خلال الاستمرار في تمويل وتمكين الإبادة الجماعية للفلسطينيين". وبذلك، أصبحت مريم حسنين البالغة 24 عاما أصغر المعينين المستقيلين من إدارة بايدن على خلفية العدوان الصهيوني على قطاع غزة المتواصل منذ تسعة أشهر. وذكرت حسنين أنها انضمت إلى إدارة الرئيس بايدن معتقدة أن صوتها ووجهة نظرها ستساعد في السعي لتحقيق العدالة، لكنها أضافت "مع ذلك، خلال الأشهر التسعة الماضية من الإبادة الجماعية التي ارتكبها الكيان الصهيوني في غزة، اختارت هذه الإدارة الحفاظ على الوضع الراهن بدلا من الاستماع إلى الأصوات المتنوّعة للموظفين الذين يطالبون بشكل عاجل بالحرية والعدالة للفلسطينيين". وأوضحت بأن "الطريقة الوحيدة لإسماع صوتها وتمثيل مجتمعها بشكل هادف هي المغادرة"، مشيرة إلى أن "بايدن لم يستخدم النفوذ الأمريكي لوقف عمليات القتل في غزة وإنما واصل تمويل هذا العنف، بينما يؤجّج جرائم الكراهية ضد الأمريكيين الفلسطينيين من خلال تكرار التعابير المناهضة للعرب والأكاذيب الصريحة". للإشارة، فإن هذه الاستقالة جاءت بعد أسبوع واحد من استقالة، محمد أبو هاشم، وهو طيار أمريكي من أصل فلسطيني، بعد 22 عاما من العمل، بسبب دعم واشنطن للكيان الصهيوني في هجومه على قطاع غزة. وسبق أن استقال 11 مسؤولا من الإدارة الأمريكية احتجاجا على تقاعس واشنطن عن وقف الهجمات الصهيونية على غزة. وفي إطار توسع دائرة المسؤولين الغربيين الرافضين لحرب الابادة الجماعية في غزة، اتهمت النائبة والمرشحة عن حزب العمال في الانتخابات العامة في بريطانيا، ناز شاه، الكيان الصهيوني بارتكاب جرائم حرب. وتعهدت بالضغط على رئيس الحزب، كير ستارمر، من أجل وقف مبيعات الأسلحة إلى المحتل حال فوزه في الانتخابات العامة المقررة يوم الخميس المقبل. وقالت ناز شاه، وفقا لصحيفة "التليغراف" البريطانية"، إنه "من الواضح تماما أن الكيان الصهيوني قد انتهك القانون الدولي خلال العدوان الجاري في غزة". وكانت ناز شاه قد استقالت من منصبها في حكومة الظل نوفمبر الماضي بعد أن تم أمر برلمانيي حزب العمال بالامتناع عن التصويت على اقتراح الحزب الوطني الاسكتلندي الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار. وطلب منهم بدلا من ذلك دعم موقف رئيس الحزب الداعي إلى "هدنات إنسانية" أطول.