تطلق المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، تزامنا مع الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة، خلال هذه الأيام، حملة تحسيسية للحث على عدم السباحة في السدود، البرك المائية والأودية ومختلف التجمعات المائية أو حتى الشواطئ غير المحروسة، حيث شددت الجمعية على ضرورة التحلي بالوعي الكامل عند محاولة الانتعاش والهروب من حرارة الجو. تحت شعار "لا تلق بنفسك إلى التهلكة"، شدد مصطفى زبدي رئيس المنظمة الوطنية، على ضرورة التحلي بالوعي وثقافة السلامة، مشيرا إلى أن السدود من أكثر التجمعات المائية التي يقبل عليها الشباب وحتى الأطفال، خلال موسم الصيف، لاسيما سكان المناطق الداخلية، بحكم بُعد تلك الولايات عن الساحل البحري، ما يدفعهم إلى التفكير في السباحة هناك، رغم الخطر المحدق بهم. وأضاف زبدي، أن السدود هي أماكن لجمع الماء، وليست مسابح للاستجمام، فالتربة المتراكمة تحتها والنباتات المغمورة فيها، تجعلها بمثابة الوعث أو ما يعرف ب"الرمال المتحركة"، التي يمكن أن تسحب الشخص إلى الأسفل، حتى وإن كان يجيد السباحة، فيفقد السيطرة تماما إلى أن يغرق، كما أن خطورتها أيضا تكمن في احتواء بعض السدود على تيارات جارفة قوية ناتجة عن عبور المياه عبر مآخذ مخصصة لتوزيع ماء الشرب أو السقي أو إنتاج الطاقة، إلى جانب تدني كثافة المياه العذبة هناك، على عكس مياه البحر المالحة. وتم الإشارة إلى تسجيل "حصيلة ثقيلة" خلال 10 سنوات الأخيرة، نتيجة السباحة في السدود والبرك المائية غير المخصصة للسباحة، وتم تسجيل عديد الحوادث التي وقعت بالسدود، والتي راح ضحيتها أكثر من 140 شخص، وكانت أغلب حالات الغرق المسجلة لأطفال وشباب تتراوح أعمارهم بين 7 سنوات و35 سنة. وأضاف زبدي أن الحد من السباحة في السدود يكون من خلال تكثيف العمل التحسيسي، بإشراك الجميع لضمان وصول الرسالة إلى مختلف شرائح المجتمع، من المجتمع المدني، المدارس ودور التعليم، مديريات الأمن، والشركة المسيرة للسدود، موضحا أن نشر الوعي يكون أيضا من مهام الأولياء الذين لابد أن يمنعوا أطفالهم من التوجه نحو هذا النوع من الأماكن، وتخصيص وقت للأطفال على قدر الإمكان لإخراجهم واصطحابهم نحو المسابح العمومية أو الشواطئ، للانتعاش خلال العطلة المدرسية. وأبرز زبدي أن حملات التحسيس التي تقوم بها في كل مرة، الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات، بالتنسيق مع مختلف القطاعات، على رأسها التربية الوطنية والشؤون الدينية والأوقاف، بالعمل مع مختلف وسائل الإعلام، تساهم بشكل فعال في نشر الوعي وفي التقليل من السباحة هناك، بالتالي من حالات الغرق في السدود، حيث تراجعت في السنوات الأخيرة نسبة الغرق بشكل ملحوظ، وهذا ما يعكس جودة تلك الحملات التحسيسية، إلى جانب دور دوريات المراقبة التي يتم تجنيدها خلال كل موسم حر، لمراقبة السدود ومنع السباحة فيها.