تستقبل بلدية المحمدية بالعاصمة، كل أسبوع، أعدادا هائلة من المواطنين الذين يطرحون مختلف الانشغالات، وأغلبها يخص الجانب الاجتماعي، الذي يشكل الجزء الأكبر من اهتمامات السكان، حسبما ذكر المسؤولون، الذين أكدوا ل "المساء" أن هذه الجماعة المحلية، تواجه عجزا كبيرا في البرامج السكنية، لا سيما السكن الاجتماعي. وتنتظر تدخّل السلطات العمومية لإنعاش برامج معطلة منذ عقود؛ من أجل تلبية احتياجات المواطنين، الذين ينتظرون حقهم في السكن منذ سنوات طويلة. أكد رئيس بلدية المحمدية مراد بيلوم ل "المساء"، أن الجانب الاجتماعي يُعد من بين أهم المحاور الكبرى التي يركز عليها المجلس البلدي، لا سيما ما تعلق بقطاع السكن، موضحا أن معظم المشاكل المطروحة من قبل المواطنين الذين يتم استقبالهم كل إثنين، تتعلق بطرح انشغالات تخص مشكل السكن، وما يتصل به من صيغ مختلفة؛ سواء ما تعلق بطلبات السكن الاجتماعي، التي بلغت 1760 طلب، أو حصة 200 سكن بصيغة بلدية - صندوق التوفير، بعضها معلق منذ 1989. ولم تجد المجالس السابقة حلا لها إلى حد الآن، مناشدا السلطات العمومية التدخل؛ من أجل إنعاشه، واستكماله، وتسليمه لمستحقيه، الذين مازالوا ينتظرون حقهم في السكن. وتفيد المصادر الإدارية بأن هذا البرنامج السكني المعطل، لطالما طالبت السلطات المحلية بتسوية وضعيته، حيث انطلق المشروع. واستفاد بعض مكتتبيه من قرارات الأولوية، لتتوقف مقاولة البناء عن استكمال الأشغال في منتصف الطريق؛ ما جعل قرابة مائة عائلة تشغل شققا غير مكتملة منذ سنوات، وهو ما يزيد من تعقيد الوضعية. وتواجه البلدية عجزا كبيرا في برامج السكن الاجتماعي؛ إذ لم تستفد منذ تأسيسها في 1986 إلا من حصتين للسكن الاجتماعي، آخرها حصة وُزعت في العهدة السابقة تضم 120 وحدة، وهي غير كافية على الإطلاق؛ لكون الطلبات لاتزال تتدفق على مكتب الشؤون الاجتماعية، ليصل عددها اليوم إلى حدود 1760 طلب. وفي ظل هذه الوضعية، تسعى مصالح البلدية إلى تسريع وتيرة البرنامج الوحيد الذي يسير بوتيرة عادية، ويتعلق الأمر بحصة 330 وحدة بصيغة الترقوي المدعم "ألبيا"، التي يجري إنجازها بعدة أحياء منها حي المندرين، والموز، والتي من شأنها أن تحل جزءا من مشكل السكن بهذه الجماعة المحلية، التي تواجه نقصا حادا من حيث العقار، وهو ما حرمها من تجسيد برامج سكنية بصيغ أخرى، لا سيما الاجتماعي الإيجاري، علما أن المستفيدين من الحصة السابقة وُزعت عليهم سكنات ببلدية السويدانية غرب العاصمة. ولايزال عدد كبير من المواطنين من ذوي الدخل الضعيف، ينتظرون دورهم في الاستفادة، خاصة الذين يقطنون "سكنات الضيق" ، والبنايات الهشة.