أكد مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا، أمس الجمعة، أن ثلاثة أيام مدة غير كافية لتطعيم نحو 640 ألف طفل في غزة ضد مرض شلل الأطفال، داعيا إلى ضرورة وقف العدوان الصهيوني على القطاع. قال الشوا، في تصريح صحفي، إن آلاف الطواقم تعمل على مدار الساعة للوصول إلى جميع أطفال غزة في مراكز الإيواء وخيام النازحين من أجل تطعيمهم ضد شلل الأطفال، معربا عن أمله في أن تساعد هذه الجرعة الوقائية في الحد من انتشار هذا المرض المعدي الخبيث بين أطفال غزة. وشدد على أنه يجب تنفيذ هدنة إنسانية أطول لتطعيم جميع الأطفال خاصة مع عدم وجود أي مكان في القطاع مع استمرار القصف الذي يستهدف بشكل مستمر العمل الإنساني والعاملين في مجال الإغاثة ومراكز الإيواء في جميع مناطق غزة، مشيرا إلى أن الاحتلال يسعى، من خلال إصدار أوامر الإخلاء لسكان القطاع من منطقة لأخرى، لتعميق الأزمة الإنسانية وخلق حالة من المعاناة وتدمير جميع مقومات الحياة في إطار حرب الإبادة والتهجير ضد الشعب الفلسطيني. وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت في وقت سابق عن انطلاق حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة، في الفاتح من سبتمبر المقبل، فيما لفت مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية إلى المأساة الإنسانية الكبيرة التي يعيشها أهالي غزة مع استمرار العدوان الصهيوني الذي أدى إلى تفاقم حالة المجاعة خاصة بين الأطفال والنساء الحوامل، مما تسبب في نقص المناعة وانتشار الأوبئة والأمراض بشكل متسارع منها التهاب الكبد الوبائي والنزلات المعوية والجلدية الناجمة عن انعدام أدوات النظافة الشخصية نتيجة نقص المياه وتراكم النفايات في الشوارع وداخل خيم النازحين مع تدفق مياه الصرف الصحي وشح المياه الصالحة للشرب، ومنع الاحتلال الصهيوني دخول المساعدات إلى القطاع. واستنكر بشدة تعنت الاحتلال الصهيوني في المفاوضات وعدم الوصول إلى اتفاق يفضي لوقف العدوان وإطلاق النار في غزة، مشككا في نوايا وتعهدات الاحتلال حول التزامه بالهدنة المؤقتة لمدة 3 أيام التي وافق عليها لتطعيم أطفال غزة ضد شلل الأطفال. وأكد الشوا أن حوالي 80 % من آبار المياه المغذية لوسط قطاع غزة خرجت عن الخدمة جراء القصف الصهيوني المتواصل، مما زاد الوضع الصحي سوءا خاصة مع خروج أغلب المستشفيات عن الخدمة والحالة الصعبة والعراقيل التي تواجه الطواقم الطبية لإسعاف المرضى والجرحى مع نقص الأدوية والمستلزمات الطبية والمعدات اللازمة لإجراء العمليات الجراحية وحاجة أكثر من 25 ألف مريض للعلاج خارج القطاع. من جهته، أعلن مدير التمريض بمستشفى "كمال عدوان" شمال قطاع غزة، عيد صباح، أمس، عن الاشتباه في زيادة حالات شلل الأطفال شمال القطاع، مشيرا إلى إرسال عينة واحدة للفحص خارج القطاع بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، في انتظار ما ستسفر عنه النتائج. وقال عيد صباح في تصريح إعلامي، إن تدمير قوات الاحتلال الصهيوني لخطوط مياه الشرب وشبكات الصرف الصحي، أسفر عن اختلاط المياه الصالحة للاستخدام مع العادمة، الأمر الذي أسفر عن تفشي الأمراض بين المواطنين الفلسطينيين، لافتا إلى أن الكثير من العوامل التي خلفها العدوان على القطاع تسببت في انتشار الأوبئة، منها تكدس النازحين بسبب تدمير منازلهم، وغياب مقومات النظافة الشخصية مع تكدس أطنان القمامة في الشوارع. في ذات السياق، أشار المتحدث إلى نقص المناعة، لاسيما لدى الأطفال، بسبب غياب المواد الغذائية التي تحتوي على البروتين والفيتامينات والكالسيوم، إضافة إلى رفع مستوى الإصابة بالنزلات المعوية والكبد الوبائي والأمراض الجلدية المعدية، وكذلك شلل الأطفال. وتوقف مدير التمريض بمستشفى "كمال عدوان" عند انتشار حالات سوء التغذية بين الأطفال، مشيرا إلى تردد ما يربو عن 300 حالة تقريبا على قسم الاستقبال يوميا، مؤكدا أن عددا من تلك الحالات مستعصية وأخرى فارقت الحياة. ونقلت وسائل الإعلام تصريحا لممثل منظمة الصحة العالمية في فلسطينالمحتلة، ريك بيبركورن، قال فيه أن حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة تتألف من جولتين ستبدأ في الأول من سبتمبر القادم، لافتا النظر إلى أنه في كل جولة من الحملة ستقوم وزارة الصحة الفلسطينية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف ووكالة "الأونروا"، بتوفير قطرتين من لقاح شلل الأطفال الفموي الجديد من النوع الثاني لأكثر من 640 ألف طفل تحت سن العاشرة. وفي السياق، ذكر المسؤول الأممي أنه تم تسليم 1,26 مليون جرعة من اللقاحات و500 من حاملات اللقاحات إلى غزة بالفعل، مشيرا إلى أن 400 ألف جرعة ستصل غزة قريبا.وأبرز بيبركورن أنه تم تدريب 2180 عامل صحي وعامل توعية مجتمعية وعامل في مجال التوعية، على توفير التطعيم، مشددا على أهمية وصول نسبة التغطية التي توفرها حملة التطعيم في كل جولة إلى 90 في المائة "لوقف تفشي المرض في غزة، ومنع انتشاره على المستوى الدولي" .وأوضح ر بأن 17 مستشفى من أصل 36 مستشفى في غزة لاتزال تعمل جزئيا، كما أن 58 من أصل 132 مركز رعاية صحية أولية تعمل بشكل جزئي. وأشار المسؤول الأممي إلى نقص الوقود قائلا إنه "من بين ست مهمات لإيصال الوقود والمستلزمات الطبية من قبل منظمة الصحة العالمية إلى شمال غزة، تمت الموافقة على تسليم اثنتين فقط".